اتسع نطاق الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون المطالبون بإسقاط النظام، من قبل أنصار الحزب الحاكم، لتصل إلى الحرم الجامعي لجامعة الحديدة، التي باتت تشكل معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. حيث اندلعت اليوم اشتباكات بالأيدي بين معارضي الرئيس صالح وبين عدد من مؤيديه من طلاب الجامعة، الذين اعتدوا على مسيرة سلمية نظمها عدد من طلاب الجامعة لليوم الرابع على التوالي دخل الحرم الجامعي للمطالبة برحيل صالح، وإيقاف الدراسة حتى يسقط النظام، أسوة ببقية الجامعة اليمنية. واستخدم أنصار الحزب الحاكم العصي والهراوات في الاعتداء على المتظاهرين، بالإضافة إلى المقاعد الخشبية داخل الحرم الجامعي وعلى مقربة من رئاسة الجامعة، حيث كان عدد من الطلاب يتظاهرون للتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها النظام بحق المعتصمين سليما، ولم يسفر الاعتداء عن سقوط أي جرح، بعد أن تدخلت قوات الأمن المركزي التابعة للحرس الجامعي لفض الاشتباك. وكان خرج لليوم الرابع على التوالي العشرات من طلاب الجامعة من جميع الكليات للتظاهر أمام رئاسة الجامعة للمطالبة بإيقاف الدراسة ورحيل صالح ورموز حكمه، قبل أن يقوم عدد من الطلاب المناصرين لصالح بالإضافة إلى عدد من البلاطجة بتنظيم تظاهرة مضادة طالبوا فيها بمواصلة الدراسة عبر مكبرات الصوت الأمر الذي تطور إلى اشتباكات فجرها هجوم أنصار صالح على المتظاهرين المعارضين لصالح. واتهم المتظاهرون بلاطجة الحزب الحاكم بالدخول إلى الحرم الجامعي، رغم أنهم ليسوا طلابا، للاعتداء على المتظاهرين، بهدف إرغامهم على مواصلة الدراسة، الأمر الذي أدانه الطلاب الذين أكدوا وجود شخصيات مؤتمرية داخل الجامعة تعمل على تحريض الطلاب على قمع أي تظاهرة طلابية.
وهدد الطلاب بنصب الخيام داخل الحرم الجامعي إذا لم تستجب رئاسة الجامعة لمطالبهم بإيقاف الدراسة حتى يسقط النظام. وهتف الطلاب داخل الجامعة بهتافات منها "لا دراسة لا دراسة حتى إسقاط الرئاسة"، و "أرحل يا علي أرحل يا علي"، و"لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس" وغيرها من الشعارات التي تستنكر ما تعرض له الحرم الجامعي من اقتحام من قبل أشخاص ينتمون للحزب الحاكم لمنعهم من التظاهر للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وأكد المتظاهرون رفضهم الشديد لدخول البلاطجة داخل الحرم لجامعة الحديدة، وإثارة المناطقية، وطالبوا برحيل الاستبداد، وإنهاء عسكرة الجامعة، وطرد البلاطجة من الجامعة وإيقاف الدراسة حتى رحيل النظام. وكانت مصادر طلابية بجامعة الحديدة أكدت بأن قوات من الأمن التابعة للجامعة قامت صباح اليوم باعتقال ثلاثة طلاب كانوا على متن حافلة أثناء محاولتهم الدخول من البوابة الخلفية ومعهم مكبرات صوت وميكرفونات، وقامت بإرسالهم إلى جهة غير معلومة للتحقيق معهم وهم كل من الطالب شهاب فتحي، وفؤاد معروف، من كلية طب الأسنان، وعبده شراعي، ولم يتسنى الحصول على أي معلومة عما إذا تم الإفراج عنهم أم لا.
من جانب آخر خرج اليوم آلاف المتظاهرين من أبناء الحديدة في مسرة سلمية منددة بما وصفوها بمجزرة النظام بيافع، التي أسفرت عن سقوط مدنيين نتيجة قصف جوي على منطقة جبل العر بمنطقة الحد، بيافع بمحافظة لحج، ورفض المبادرة الخليجية والمطالبة برحيل صالح فورا. وردد المتظاهرين هتافات التضامن والتأييد ليافع، كما رفعوا لا فتات كتب ليها ( الشعب يريد مغادرة وليس مبادرة ولا ضمانات للسفاح، غير التغيير ما نريد لو سقط مليون شهيد، يا حكام يا جيران، علي يضرب بالطيران، يا الله يا الله أسقط علي عبد الله) وقد جابت التظاهرة عدة شوارع بمدينة الحديدة. وجدد المتظاهرون رفضهم لأية مبادرات من شأنها إطالة عمر صالح لساعة واحدة في الحكم كما دعوا منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن إلى إدانة "جرائم النظام التي يمارسها ضد أبناء اليمن السلميين الذين يقتلون بوحشية لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة والعدالة المتساوية ". كما دعا المتظاهرون أبناء الشعب اليمني إلى رفض أي حوار أو تفاوض لأن ذلك يعتبر اعترافا بالنظام وإسقاطا للثورة التي استمدت شرعيتها من إرادة الشعب، مؤكدين وفاءهم لدماء الشهداء الذين عاهدوهم على محاكمة النظام والأخذ بحقهم.