سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة المحلية عاجزة عن تنفيذ اتفاق التهدئة تعز: إعطاب شاحنتين عسكريتين، وتجدد المواجهات في ظل هدنة هشة، ومسيرة مطالبة بمجلس انتقالي تصل إلى ساحة الحرية لأول مرة منذ إحراقها (صور+ فيديو)
تجددت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري، والقبائل الموالية للثورة، في محافظة تعز، بالرغم من التوقيع على اتفاق تهدئة، وفقا لوساطة قادها رجل الأعمال عبد الجبار هائل سعيد، وآخرون من رجال الأعمال، حيث أكدت مصادر محلية بأن قوات الحرس الجمهوري قامت بخرق الهدنة ليلة أمس، ما أدى إلى حدوث اشتباكات ليلية استمرت حتى صباح اليوم في أنحاء مختلفة من المدينة. شاهد فيديو الشباب يستعيدون ساحة الحرية ... ....1 . ...2 وقالت المصادر بأن المعارك العنيفة تركزت في الأحياء القريبة من مستشفى الثورة العام، الذي حولته السلطات الأمنية بالمحافظة إلى ثكنة عسكرية مليئة بالدبابات والمصفحات، والقناصة، كما تركزت الاشتباكات في الأحياء المجاورة لساحة الحرية، ولم ترد أي إحصائيات عن عدد القتلى والمصابين خلال هذه المواجهات.
وأكد شهود عيان ل"مأرب برس" بأن مسلحين يرتدون زيا مدنيا يخرجون من قصر الرئاسة، ومبنى الأمن المركزي القريبين من بعضهما عند مغرب كل يوم، على متن سيارات شبح (شاص تويوتا) بدون أرقام، ويتجهون إلى وسط المدنية، دون أن تعرف مهمتهم ولا وجهتهم، غير أن بعض المراقبين يرجحون بأن تكون مهمات هؤلاء المسلحين هو إقلاق السكينة العامة، ومناوشة اللجان الشعبية التي شكلها الثوار لحماية الأحياء السكنية، فيما لا يستبعد البعض قيامهم بأعمال سلب ونهب لإلصاقها بشباب الثورة. وفي سياق متصل بالمواجهات التي تشهدها المحافظة، قام مسلحون موالون لشباب الثورة بإعطاب شاحنتي نقل محملتين بالزيوت والديزل، تابعتين للواء 33 المعروف بمعسكر خالد بن الوليد، في منطقة عصيفرة، على الطرف الجنوبي لمدينة تعز، وذلك عقب تعرضهم لهجوم من قبل قوات تابعة للواء 33 أثناء انسحابهم من مواقعهم تنفيذا لبنود الاتفاق المبرم بين السلطة المحلية والحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية بالمحافظة برعاية بعض رجال الأعمال، حيث أكد شهود عيان بأن المسلحين في منطقة عصيفرة قاموا بإحراق الشاحنتين ونهب محتوياتهما قبل إضرام النار فيهما.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه مصادر محلية أحزاب اللقاء المشترك بالهجوم على الشاحنتين، عبرت أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة عن أسفها لما وصفته بالتصريح غير المسئول الذي نشرته صحيفة الجمهورية، لمصدر مسئول بالسلطة المحلية بالمحافظة، والذي اتهم مسلحين تابعين للمشترك بالتعرض للناقلتين التابعتين لوزارة الدفاع. ونفت أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة في بيان لها اليوم هذه الاتهامات التي وصفتها بالمزاعم الكاذبة، متسائلة عن سبب صمت السلطة المحلية لما يجري من نهب للأحياء السكنية ومن قصف ليلي متواصل من قبل قوات الحرس الجمهوري وتحويل مستشفى الثورة إلى ثكنة عسكرية والمدينة إلى ساحة حرب. وأضاف البيان بأنه كان جدير بالسلطة المحلية أن تقر بعجزها عن إلزام مدير أمن المحافظة المطلوب للعدالة بتنفيذ مبادرة وجهاء تعز بدلا من أن تصبح ستارا للاعتداءات التي يرتكبها الحرس الجمهوري بحق أبناء المحافظة.
من جانبهم عقد عدد من المحامين والناشطين الحقوقيين لقاء تشاوريا لمناقشة ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية والميدانية في المحافظة، نتيجة العبث بمرافقها الخدمية من قبل قوات الحرس الجمهوري، التي عملت على احتلال المستشفيات وتحويلها إلى ثكنات عسكرية كما حدث في مستشفى الثورة، الذي تعطلت فيه المهام الطبية والإنسانية، وتحول إلى قاعدة عسكرية تقصف المواطنين والتجمعات السكانية بشكل عشوائي، خاصة خلال الساعات الأخيرة من الليل. وأكد المحامون والناشطون الحقوقيون في المحافظة على أن مثل هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية وممارسات سادية، لا تقرها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، وتوجب المساءلة الجنائية أمام القضاء الوطني والدولي، مناشدين كافة المنظمات الإنسانية إدانة مثل هذه الأعمال بوصفها جرائم ضد الإنسانية. من جانب آخر تواصلت المسيرات المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي في محافظة تعز، حيث خرج الآلاف من أبناء المحافظة في مسيرة جابت شوارع المدينة ووصلت إلى ساحة الحرية، كأول مسيرة تتمكن من الوصول إلى الساحة منذ إحراقها من قبل السلطات الأمنية نهاية الشهر الماضي. ولدى وصول المسيرة إلى الساحة علت الزغاريد والأهازيج وأناشيد الفرح باستعادة الساحة سلميا، بعد أن استعيدت عسكريا الجمعة قبل الماضية، من قبل مسلحي القبائل المساندة للثورة، وسجد المتظاهرون شكرا لله، فيما أدى المتظاهرون صلاة الظهر في الساحة، وطالب المتظاهرون بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وإقالة مدير أمن المحافظة عبد الله قيران والمسؤولين عن محرقة الساحة وإحالتهم إلى المحاكمة مستهجنين موقف الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية من الثورة اليمنية السلمية وطالبوها باتخاذ مواقف واضحة والوقوف إلى جانب الثورة السلمية والابتعاد عن اللعب بالأوراق الخاسرة، وفقا لما ردده المتظاهرون.