تشهد الساحات اليمنية التي تضم المعتصمين المناهضين للنظام الحاكم باليمن خلافات في توجهات عدد من الفعاليات الممثلة للشباب المعتصمين، وصلت إلى حد اتهام بعضها البعض بعدم تمثيل الشباب وفقدانها لشرعية هذا التمثيل، الأمر الذي يضعف من ائتلافاتهم ويؤثر سلبا علي تحقيق أهدافهم. ويري المراقبون لتطورات الأوضاع علي الساحة اليمنية أن السلطة اليمنية ربما تكون قد نجحت في استقطاب بعض القوي الشبابية للحوار معها في ظل رفض الكثيرين من هذه القوي لأي نوع من الحوار مع السلطة، ويطالبون بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه وتشكيل مجلس انتقالي فورا لإدارة شؤون البلاد. ويتقاسم التوجهات والأنشطة والفعاليات المناهضة للنظام، وكذا تمثيل الشباب في الساحات اليمنية ثلاثة انشطة هي: «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» و«المنسقية العليا للثورة»، و«اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة»، وكل منها يتهم الآخرين بعدم تمثيل الشباب وبفقدان الشرعية، واشتدت حدة الخلاف بين هذه الأطراف بعد لقاء نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء الماضي مع ممثلي «المنسقية العليا للثورة»، وهو اللقاء الذي طرحت المنسقية خلاله على النائب إعلان تأييد للثورة وبأن يكون أحد أعضاء المجلس الانتقالي الذي يسعون إلى تشكيله. وفي إطار الخلافات بين القوى الممثلة للشباب المعتصمين بالساحات اليمنية خاصة أمام جامعة صنعاء، فقد نفت ما عرفت باسم «اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة» أي صلة لها بالأشخاص الذين التقوا مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت اسم «المنسقية العليا للثورة» واتهمتهم بأنهم لا يمثلون «الثوار» في الشارع اليمني. غير أن «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» اتخذت موقفا وسطا من هذا اللقاء، حيث التزمت الصمت ولم تعلق عليه، ويرى المراقبون أن هذا الصمت ربما يمثل إعطاء نائب الرئيس الفرصة لاتخاذ الخطوات اللازمة التي تؤدي في النهاية لتحقيق مطالب الشباب المعتصمين، خاصة أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خارج البلاد حاليا لتلقي العلاج بالمملكة العربية السعودية، وتضارب الأنباء بشأن حالته الصحية وعودته إلى البلاد وقدرته على تسيير الأمور. في سياق هذه الخلافات والاتهامات المتبادلة بين القوى الممثلة للشباب في الساحات اليمنية، أكد ياسر الرعيني القيادي الناشط ب «المنسقية العليا للثورة» في تصريح له مؤخرا أن «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» و«اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة» ليست لهما أي شرعية في الحوار باسم شباب الثورة، وأن «المنسقية العليا للثورة» هي التي تمثل شباب الثورة في الساحات. وأضاف ان المنسقية تمثل نسبة 80% من شباب الساحات اليمنية، وأنه تم انتخابها من قبل الائتلافات الشبابية، بينما «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» تم تعينها من قبل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأن هذه اللجنة لا تعني بالثوار وليست لها علاقة بهم. وكانت «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» باليمن، قد أصدرت بيانا مؤخرا، طالبت فيه نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال رئيس الجمهورية بالاعتراف بالثورة الشبابية والالتزام بتنفيذ أهدافها ومطالبها. وأكدت اللجنة في بيانها الرفض الكامل لأي حوار أو لقاء مع من وصفتهم ب «بقايا النظام المخلوع» بما فيهم القائم بأعمال رئيس الجمهورية قبل الاعتراف بالثورة وأهدافها، ويمثل هذا تصعيدا من قبل هذه اللجنة. ويأتي هذا التصعيد، رغم أن ما تسرب من معلومات بشأن لقاء النائب مع ممثلي «المنسقية العليا للثورة» الأسبوع الماضي أشار إلى أن النائب يتفهم مطالب الشباب، وأنه يرغب في تهدئة الشارع اليمني والعمل على توفير الاحتياجات للمواطنين اليمنيين الذي يعانون من نقص العديد من السلع الضرورية. وفي بيان مماثل دعت «اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة»، كافة الثوار في جميع ساحات الحرية والتغيير إلى عدم التعاطي مع «بقايا النظام» سواء بالحوار المباشر أو غير المباشر، وعدم الاعتراف بأي نتائج تتمخض عنها تلك الحوارات واللقاءات والتعبير عن إدانتها ورفضها.