تعرضت ساحة الحرية والعديد من الأحياء المختلفة في مدينة تعز لقصف عنيف من قبل القوات الموالية للرئيس صالح والمتمركزة في مستشفى الثورة والمعهد العالي للعلوم الصحية والمجمع القضائي في جبل جرة وذلك عند تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية أسفر عنها سقوط الشهيد (خالد احمد سلام عقلان الحمادي) وجرح ما يقارب 8 آخرين بعضهم كانوا على سيارتهم في وادي القاضي ,وذلك عندما قامت القوات المتمركزة في المجمع القضائي باستهداف سيارتهم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم . كما ادى القصف الى تضرر العديد من المباني السكنية من بينها منزل الشيخ / عبد الله علي سرحان أحد مشائخ محافظة تعز, وشقيق العميد صادق على سرحان قائد الدفاع الجوي بالفرقة الأولى مدرع أعقبها اشتباكات عنيفة جدا بين مسلحين موالين للثورة وتلك القوات استمرت حتى الساعة الثالثة من فجر اليوم الخميس. هذا وقد شكا أهالي الأحياء المجاورة لساحة الحرية من أن تلك الأحياء عاشت حالة من الذعر الغير مسبوق فيما سيطر عويل النساء وصرخات الأطفال على تلك الأحياء بأكملها وسط ذهول الجميع , فيما قامت الأسر الساكنة في الأدوار الأخيرة من المنازل بتركها والنزوح إلى جيرانهم في الشقق السفلى من تلك البنايات , فيما اضطرت بعض الأسر للمكوث بالأزقة بين المنازل .
كما ذكر شهود عيان أن عناصر مسلحة تابعة للنظام معززة بأطقم عسكرية تابعة للحرس الجمهوري بتعز أقدمت مساء أمس على تنفيذ عمليات اقتحامات واعتقالات ومداهمات للعديد من المنازل التابعة لمؤيدي وأنصار الثورة وذلك في عدة أحياء ومنها الجحملية - ووادي المدام - وصينا - وحوض الأشراف ومن ضمن المعتقلين الطبيب الجراح الدكتور أمين المشرقي والذي داهمت قوات عسكرية منزلة واعتقلته وخمسة من إخوانه وعبثت بمحتويات منزله وترويع النساء والأطفال في المنزل ورغم صراخ الأطفال واستجداء النساء إلا أن ذلك لم يحل دون اعتقالهم.
هذوا وقد وصف شباب الثورة بالمحافظة عمليات اقتحام المنازل بالجريمة الخطيرة وهدفها إشعال الحرب الأهلية بين المواطنين وهو ما يسعى إليه النظام من خلال الجهات التي يقوم بتمويليها بالمحافظة . إلى ذلك نفذ عشرات الآلاف من شباب الثورة بالمحافظة وقفتين احتجاجيتين الأولى في وادي القاضي عند المدخل المؤدي إلى المجمع القضائي احتجاجا على تحويل المجمع القضائي من رمز للعدالة إلى مكان لقتل الناس وقصف الأحياء السكنية وترويع المواطنين , والوقفة الثانية أمام مستشفى الروضة للتنديد باستهداف حي الروضة بصورة مستمرة وعلى ما قالوا أنها حملة تحريض وتشويه يتعرض لها الشيخ حمود سعيد المخلافي من قبل الأمن القومي وعصابة علي صالح ووقفة شكر لأطباء وممرضي مستشفى الروضة الذين يبذلون كل جهدهم لإنقاذ الجرحى الذين تستهدفهم قوات الرئيس صالح وطالبوا المجتمع الدولي بسرعة حماية المدنيين الذين تقتلهم تلك القوات.
وفي سياق متصل أدانت أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة في بيان لها القصف الذي تتعرض له تعز , وأشار البيان الذي تلقى " مأرب برس " نسخة منه إلى أن استمرار جرائم الحرب التي تمارس من قبل قادة المعسكرات التابعة لبقايا نظام صالح والتي تجاوزت كل الحدود محدثة الرعب الليلي للسكان والأطفال ومدمرة منازل المواطنين بعبثية وهمجية رجال الغاب وقطاع الطرق ! وأكد البيان على إدانة المشترك وبشكل خاص الاعتداء الهمجي بالرشاشات والاربي جي على مقر التجمع اليمني للإصلاح معتبرة ذلك إعلان حرب ضد الدستور والقانون والسلم المجتمعي ومحاولة قذرة لإثارة الحرب الأهلية وحرف الثورة السلمية عن مسارها .
كما صدر عن المشترك بيان منفصل استنكر من خلاله ما تعرض له الدكتور عبد الله الذيفاني الأستاذ في جامعة تعز ورئيس المجلس الأهلي من تهديد بالتصفية الجسدية من قبل أمن الجامعة بعد محاولة منعه من دخول الجامعة حيث حاول ما يسمى بأمن الجامعة منعه من الدخول إليها بدون مبرر وبصورة تفتقر إلى الحد الأدنى من المسؤولية .
وأدان البيان الذي حصل " مأرب برس" على نسخة منه عسكرة الجامعة وترك العقلية السلطوية العابثة تعبث في شئون الجامعة وتشوه دورها الحضاري ورسالتها التعليمية الرائدة وعرج البيان على تعرض له رئيس جامعة تعز مما سماها الممارسات الحمقاء التي نفذها قائد الحرس العائلي في شهر ابريل الماضي, وحملت أحزاب المشترك السلطة المحلية كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الدكتور الذيفاني خاصة بعد التهديد له بالتصفية من قبل مسئول أمن الجامعة .