سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في انتهاك صارخ للإنسانية والقوانين الدولية مستشفى الروضة في تعز.. الملاذ الأخير لإسعاف جرحى الثورة الذي دكته دبابات صالح وهو يعج بعشرات الشهداء الجرحى (صور)
في سابقة خطيرة قد تكون الأولى في التأريخ اليمني الحديث والثالثة في محافظة تعز أقدمت القوات التابعة للرئيس صالح عقب صلاة الجمعة الماضية الموافق 11/ 11/ 2011 على استهداف مستشفى الروضة في حي الروضة بمحافظة تعز بقرابة 13 قذيفة دبابة مما أدى إلى سقوط شهيدين وزيادة معاناة الجرحى علاوة عن تضرر طوابقه العلوية التي تعرضت لتدمير شبه كامل. مستشفى الروضة يعتبر المأوى والملجأ لشباب الثورة ولجرحى الثورة السلمية والذي يتواجد فيه المستشفى الميداني وهو بالنسبة للجميع من شباب الثورة والناشطين والبسطاء وحماة الثورة كالرئة التي يستنشق بها الجميع الهواء. وهذا المستشفى هو ثالث مستشفى يتعرض للقصف العنيف من قبل قوات النظام حيث استهدف قبله المستشفى الميداني لساحة الحرية علاوة عن مستشفى الصفوة والذي تعرض لدمار واسع ونهب كامل لكافة محتوياته ليلة 30 مايو الماضي من قبل القوات العسكرية التي قامت باقتحام ساحة الحرية. قصف مستشفى الروضة وهو يعج بعشرات الشهداء والجرحى الذين تزامن وصولهم في ذات اليوم الذي شنت فيه قوات النظام هجوم عنيف على عدة أماكن متفرقة من المحافظة وأسفر عن سقوط 18 شهيدا بينهم 4 نساء و خمسة أطفال جريمة أخلاقية وإنسانية تهز الضمير الإنساني لأن القوانين الدولية حرمت انتهاك أو الاعتداء على المستشفى لكن القوات التابعة لصالح لم تراع تلك الحرمة ولم تحترم لا قوانين دولية ولا قيم أخلاقية في ضل إجماع شرائع الأرض والسماء على تحريم الاعتداء على المرافق الصحية . الزميلة وفاء الوليدي تروي قصف المستشفى في ذلك اليوم الذي أطلقت عليه اليوم المرعب حيث تزامن القصف مع وجودها في ذات المكان أثناء زيارتها للشهيدات الثلاث (تفاحة – زبنب – ياسمين) اللواتي سقطن في ساحة الحرية إثر قذيفة دبابة استهدفتهن وهن في محرابهن في انتظار الصلاة من قبل القوات الموالية لصالح المتركزة في مستشفى الثورة. تقول الوليدي كنا في بداية الأمر نظنها قذيفة سقطت عن طريق الخطاء فلم يكن أحد يتوقع قصف مستشفى يعج بالضحايا والجرحى والأطباء وفي وقت الظهيرة , وأضافت وفاء أن البدروم ( الدور الأرضي ) للمستشفى عج وقتها بالجرحى والشهداء والنساء والأطباء وكل من في المستشفى حيث تواصل القصف وسط ذهول الجميع حتى امتلئ المكان بالأدخنة والتراب ورائحة البارود فيما تداخلت روائح الدماء مع الغبار المتطاير نتيجة القصف العنيف الذين غلب عليه دعاء وصرخات كل من كان في المكان وخاصة النساء والأطفال وكان بعضهم يعاني من جروح مختلفة. بدوره يصف رامي الزريقي، الذي تواجد في المستشفى أثناء القصف، المشهد بالمخيف والمفزع، وقال بأن «المستشفى كان ممتلئا بالنساء وخاصة من ساحة الحرية اللاتي كن يقمن بزيارة الشهيدات الثلاث مشيرا إلى أن احد الجرحى قذف به من الطابق الرابع للمستشفى إلى الشارع ولم يتمكن أحد من الوصول إليه لضراوة القصف وشدته حتى استسلم الجميع لقدره المحتوم وشاهدنا الموت ونحن داخل مستشفى نلجأ إليه ضنا منا أنه سينقذنا من الموت»، معتبرا أن ذلك اليوم كان بالنسبة له يوم أسود لأنه لم يكن يتوقع بتاتا أن يتم استهداف مستشفى بهذه الطريقة الوحشية والبشعة، حسب قوله. ويعاني المستشفى الميداني في الوقت الراهن من صعوبة بالغة في متابعة الحالات الجرحى الذين تم نقلهم إلى عدة مستشفيات بالمدنية وكلها خاصة بعد تعرض مستشفى الروضة إلى ذلك القصف المقصود والممنهج بغرض خلط الأوراق والتضييق على شباب الثورة وحماتها الذين تحملوا أعباء الدفاع عن شباب الثورة وصد الاعتداء عليهم من القوات التابعة لنظام صالح، كما أن هناك هدف آخر لقصف المستشفى وهو إرهاب بقية المستشفيات الخاصة التي تتعاون مع المستشفى الميداني لكي يضيق الخناق على الجميع بحسب رأي الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني. المشرف في المستشفى الميداني الأستاذ عبد الرحيم سلطان الحبشي وصف ذلك اليوم بأنه كان يوما مأساويا وكارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقال: «كنا في المستشفى الميداني الواقع داخل مستشفى الروضة نقوم باستقبال الحالات الناتجة عن القصف المدفعي على أحياء تعز وكان المستشفى يكتظ بالجرحى من النساء والرجال والأطفال ونحن في حيره بحيث أصبح المستشفى عاجزا عن استيعاب المزيد من الجرحى تفاجئنا عند الساعة الثالثة من عصر ذلك اليوم بقصف شديد على الدور الرابع والخامس من المبنى وذلك من المجمع القضائي بجبل جرة وكان الدور الرابع فيه ما يقارب 25 امرأة رقود داخل القسم وكذلك الدور الثالث فيه ما يقارب 35 جميعهم جرحى وكذلك العمليات وقسم الطوارئ». وأضاف الحبيشي: «أصبنا بإرباك شديد وأصيب الناس من مرافقي المرضى والمرضى أنفسهم بالرعب والخوف والهلع نتيجة ذلك القصف الذي أدى إلى سقوط أحد الشهداء وهو مرافق لأحد المرضى ويضيف أنه من شدة الانفجار قذف بذلك الشخص المرافق للمريض إلى الشارع العام ولم يستطع أحد الاقتراب منه نتيجة شدة القصف وتوالي سقوط القذائف مما زاد من الضغط النفسي والمعنوي على الطاقم الطبي العامل داخل المستشفى وهذا ما ولد الإرباك لدى الجميع». وأكد الحبيشي: «أصبحنا في حيرة من أمرنا بين أن نستقبل الشهداء والجرحى من خارج المستشفى أم نقوم بإخلاء المستشفى من الشهداء والجرحى والمرضى حفاظا على سلامتهم لا كننا في النهاية فضلنا إخلاء المستشفى من الجرحى والمرضى وقمنا بتوزيعهم إلى المستشفيات الأخرى متسائلا : لماذا كل هذا ولماذا تستهدف المستشفيات التي حرمت القوانين الدولية والقيم الأخلاقية استهدافها وهي تقوم بواجب إنساني بحت بغض النظر عن هوية المصاب أو دينه أو عقيدته أو انتمائه فالمستشفيات والأطباء أولا وأخيرا هم يقومون بعمل إنساني ومهني». وواصل الحبيشي قائلا: هناك دليل على ما أقول، حيث قام مسعفو الهلال الأحمر بإسعاف مصابين من جنود اللواء "33" وكانت حالتهم حرجة وقام الطاقم الطبي بمحاولة إنقاذهم بشتى السبل والوسائل إلا أن أقدار الله كانت سباقه وصدقني لم نتعامل معهم بخبث أو حقد وكان همنا الوحيد كيف ننقذهم كما ننقذ الآخرين رغم أنهم أسعفوا إلينا من منطقة المواجهات بالحصب في بير بشا وهم بلباس مدني». ويتساءل الجميع في تعز: هل يقدس من أقدم على قصف هذا المستشفى الوطن ويعملون من أجل خدمته أم أنهم أناس غير يمنيين يعملون من أجل الريال والراتب ولا يهمهم أحرقت الأرض أم لم تحرق ودمر الوطن أم لا، الإجابة على هذا التساؤل ربما يكون التاريخ كفيل بتوضيحها.