عقدت إدارة مستشفى الروضة بمدينة تعز مؤتمراً صحفياً كشف فيه د/ عادل علي النخيف مدير عام المستشفى مدى الأضرار الناتجه عن القصف الذي تعرض له المستشفى بالقذائف الثقيلة بتاريخ 11-11-2011م وعدها سابقة خطيرة لم نكن نعهدها. من جانبه أشار مدير المستشفى الميداني التابع لساحة الحرية بتعز، الدكتور صادق الشجاع إن شهداء الثورة الشبابية السلمية فى محافظة تعز منذ انطلاقتها في 11 فبراير الماضي بلغو ا حتى اليوم 154 شهيدا بينهم 20 طفلا و6 نساء، فيما بلغ عدد الجرحى 2000 جريح بينهم 300 مصاب بإعاقة دائمة. وأشار الشجاع خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في مستشفى الروضة بتعز ، إلى أن 51 شهيداً سقطوا بعد صدور قرار مجلس الأمن إضافة إلى عشرات الجرحى. وقال الدكتور الشجاع إن المستشفى الميداني داخل الساحة تعرض للقصف ونهب كافة محتوياته بعد محرقة ساحة الحرية في مايو الماضي، بعد ذلك تم التنسيق مع 18 مستشفى اهلى لاستقبال الجرحى والمصابين منهم مستشفى الروضة الذي تعرض لقصف عنيف الجمعة الماضية وبداخله عشرات الجرحى والشهداء . وأضاف الشجاع :" لم نكن نتوقع أن يصل إجرام عصابة صالح حد قصف المستشفيات بهذه الطريقة البشعة التي لم يرتكبها بشر من قبل, مشيرا إلى انه عندما تم القصف على مستشفى الروضة كان بداخله عشرات الجرحى وبعض المرضى وقد تم إخلاء المبنى خوفا من استمرار القصف وحدوث كارثة إنسانية. ودعا الدكتور الشجاع كل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذا العمل الإجرامي غير الانسانى الذي لم يراع حرمة المستشفيات , معتبراً أن ما يقوم بة المستشفى هو جانب انسانى خيري توجبه كل الشرائع والقيم الإنسانية . مضيفاً : اعتقد أن الذين قاموا بالقصف ليسوا بشرا، حيث والمستشفى في تلك اللحظات كان يستقبل عشرات الحالات من الجرحى والعديد من الشهداء ويتواجد فيه ما لا يقل عن 200 فرد وقد نتج عن ذلك إسشهاد احد المواطنين وجرح العشرات إضافة إلى الخسائر المادية التي بلغت وفق التقديرات الأولية إلى 30 ألف دولار . من جانب آخر جددت قوات النظام قصفها على منطقة الحصب بمدينة تعز منتصف الليلة الفارطة ,كما شهدت المنطقة إطلاق نار كثيف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأشارت المصادر إلى سقوط 3 شهداء وعشرات الجرحى اثر قذيفة استهدفت مقر التجمع اليمني للإصلاح بحي الحصب بتعز، لافتة إلى تفحم جثتي شهيدين تغيرت ملامحهما تماما جراء انفجار القذيفة, فيما الشهيد الثالث بتر من منتصف جسده- حسب المصادر. وعلى صعيد متصل قال شهود عيان أن 3 أطقم عسكرية ترافقها مصفحة شوهدت في ساعة متأخرة من مساء أمس متجهةً إلى ثكنة قلعة القاهرة العسكرية المطلة على المدينة. إلى ذلك اكتظت ساحة الحرية بمحافظة تعز يوم أمس بأكثر من مليون مصل شاركوا في تأدية صلاة جمعة " الوفاء لشهيدات الثورة " كردة فعل على استهداف قوات النظام للساحة الجمعة قبل الماضية، مما أدى إلى سقوط ثلاث شهيدات وجرح أخريات. وتوافدت جموع المصليين من عدة مديريات بالمحافظة وكانت أهم هذه القوافل القادمة من مديرية المعافر يترأسها الشيخ بليغ التميمي المناصر لشباب الثورة السلمية أمس الأول والتي قطعت مسافة "40" كم سيراً على الأقدام للمشاركة في تأدية صلاة جمعة الأمس وللتنديد بجرائم النظام تجاه تعز واليمن بشكل عام. وعقب صلاة الجمعة والصلاة على الشهداء شيعت الجموع الغاضبة جثامين 3 شهداء وهم (تفاحة العنتري, هاني الشيباني, صادق محمد أحمد) إلى مثواهم الأخير بمنطقة كلابة ومر موكب التشيع من عدة شوارع بالمحافظة من ضمنها مستشفى الثورة الذي تتمركز فيه قوات الحرس المعززة بمختلف أنواع الأسلحة والتي أطلقت نارها الجمعة قبل الماضية على ساحة الحرية، مما أدى إلى سقوط شهيدات وجرحى. وكانت ساحة الحرية قد رجت بالهتافات الغاضبة المطالبة بمحاكمة رموز النظام ومطالبة المجتمع الدولي بتجميد أرصدته المالية. وفي خطوة وصفت بالنوعية أقدم شباب الثورة بمحافظة تعز عصر أمس على إحراق بطائقهم الانتخابية كنوع من الرد على نظام صالح المطالب بإجراء انتخابات مبكرة، كما عبر الشباب عن رفضهم المطلق لأي مبادرات من شأنها منح النظام أي نوع من الضمانات التي قد تعفيه من المساءلة القانونية هو وأركان حكمه وخاصة المتعلقة بقتل شباب الثورة في عموم محافظات الجمهورية. وتطرق خطيب جمعة الأمس إلى جمعة " لا حصانة للقتلة " ومساهمتها بفضح النظام وبما ينبئ بقرب تحقيق كافة أهداف الثورة، منوهاً بأن سقوط 3 شهيدات في هذه الجمعة يؤكد بأنه لا حصانة للقتلة وأن دماء تلك الشهيدات العظيمات أسقطت تلك الحصانة على المستوى المحلي والدولي. وأنتقد الخطيب وبشدة علماء السلطة وعلماء السوء الذين شاركوا في جريمة قتل المتظاهرات والمتظاهرين بفتاويهم المشئومة , مشيراً إلى فضل الجهاد في سبيل الله ومكانة الشهداء الذين يجاهدون في سبيل الله وإعلاء كلمته واستعادة الحرية والكرامة ومحاربة الظلم الذي حرمه الله. وأضاف إن صناعة مجد الأمة يحتاج إلى صبر والصبر عاقبته النصر. ويوم أمس تم افتتاح ساحتين للحرية في كل من مديرتي الصلو وجبل حبشي وأدى الآلاف من المواطنين الصلاة في هاتين الساحتين ليبلغ عدد الساحات اللاتي تم افتتاحهن 18 ساحة منتشرات في عموم مديريات المحافظة. وكانت محافظة تعز قد شهدت صباح أمس مسيرة جماهيرية غاضبة جابت عدة شوارع بالمحافظة للمطالب ذاتها التي ينادي بها المتظاهرون من خلال مسيراتهم اليومية. وقبل وصول التظاهرة إلى ساحة الحرية نفذ المشاركون فيها وقفة تضامنية أمام مستشفى الروضة للإشادة بشجاعته في استمرار عمله على أنقاض القصف الذي خلفه استهداف المستشفى الجمعة قبل الماضية.