سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعز.. مفتوحة كجرح دامي.. "16" شهيداً بينهم نساء وأطفال.. عدوان لم يستثن المساجد والأحياء والمستشفيات صب عليها النظام جامّ نيرانه والعمال يبدأون الإضراب المفتوح..
سقط بمحافظة تعز يوم أمس نحو "16" شهيداً بينهم نساء وأطفال فيما جرح عشرات آخرون بينهم حالات وصفت بالحرجة في أعنف قصف شنته قوات النظام على المدينة, وبلغ القصف ذروته من بعد منتصف ليلة الأمس، حيث هزت انفجارات عنيفة عدة أحياء بالمدنية بما في ذلك ساحة الحرية التي سقطت فيها قذيفة هاون أثناء صلاة الجمعة وأودت بحياة ثلاث نساء في جريمة بشعة لم يرتكبها العرب على امتداد التاريخ وخاصة في الأشهر الحرم. وعقب استهداف ساحة الحرية أقدمت هذه القوات على قصف مستشفى الروضة الذي يتواجد فيه المستشفى الميداني لساحة الحرية بقرابة "13" قذيفة هاون في وقت كان يعج فيه بالأطباء والممرضين والجرحى الذين أسعفوا إليه متأثرين بنيران قوات النظام وأسفر القصف عن سقوط شهيدين وجرح عشرات آخرين؛ تقول مصادر إن عدد الجرحى أكثر من "40" جريحاً. وبعد لحظات من قصف المستشفى الميداني أقدمت قوات اللواء "33" المرابطة في مدنية النور - المكان الذي تم استحداثه من قبل هذه القوات - أٌقدمت على شن هجوم مماثل على منطقة الحصب وبمختلف أنواع الأسلحة مما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة أمها بجروح بليغة بالإضافة إلى تضرر العديد من المباني والمنشآت الصناعية. وكان المستشفى الميداني لساحة الحرية قد استقبل منذ مساء أمس الأول وحتى ظهر أمس 9 شهداء بينهم طفلان بالإضافة إلى عشرات الجرحى وبعضهم من أسر واحدة وجميع الشهداء لقوا حتفهم بفعل قذائف المدفعية والدبابات ومضادات الطيران التي أطلقتها قوات النظام المتمركزة في عدة مواقع تطل على المدنية بالإضافة إلى أماكن خدمية تتمركز فيه هذه القوات. واستخدمت قوات النظام الأسلحة الثقيلة في قصف المدينة بما في ذلك الدبابات ومدافع الهاون ومضادات الطيران ومعدلات 12 / 7، وبدأ القصف مع فجر الجمعة بعدما عاشت المدنية طوال ساعات الليل على دوي انفجارات عنيفة، ناتجة عن قيام قوات الحرس المرابطة بمعسكر الجند بقصف قرى المخلاف والمناطق المحاذية لشارع الستين مما أدى إلى تضرر العديد من المنازل كما قامت نقطة تابعة للحرس في مفرق الذكرة على منع امرأة في حالة إجهاض من الوصول إلى مستشفيات المدنية مما أدى إلى وفاتها وجنيهنا. واستهدفت تعز من عدة مواقع وثكنات عسكرية ومنها قلعة القاهرة ومستشفى الثورة وجبل جرة ومدرسة الشعب ومدينة النور ومعسكري الأمن المركزي والحرس، مما أثار الخوف والذعر لدى قاطني المحافظة التي خلت من المارة وحركة المرور. وركز قصف الأمس على حي الروضة وساحة الحرية ومنطقة الحصب مما أدى إلى تضرر عشرات المنازل والمحلات التجارية، علاوة عن العديد من المركبات, كما استهدف القصف مسجد الرأفة بحي زيد الموشكي. وبمجرد أن اعتلى خطيب جمعة "لا حصانة للقتلة" المنبر بساحة الحرية حتى فوجئ جموع المصلين بإطلاق نار تجاههم من رشاشات ثقيلة ومعدلات بشكل كثيف من الثكنة العسكرية بمستشفى الثورة والمعهد الصحي، مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى بينهم الدكتور/ عبدالله الذيفاني - رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز - وحين ثبت الناس في أماكنهم لجأ أفراد الحرس إلى إطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على الساحة وتحديداً الجهة الغربية، حيث مصلى النساء مما أدى إلى استشهاد ثلاث نساء وجرح أخريات حالة بعضهن وصفت بالخطيرة. وحتى ساعة كتابة الخبر أبلغ عدد من الناشطين اختفاء مواطنين من ضمنهم الشاب/ أديب عبدالباري سعيد - الذي عثر على دراجته النارية في منطقة المواجهات ولم يعثر عليه من قبل أهله حتى ساعة كتابة الخبر -. واستنكرت نقابتا الأطباء والصيادلة والعديد من الحقوقيون بمحافظة تعز استهداف مستشفى الروضة بالقذائف المدفعية التي سقطت على أسطح ونوافذ المستشفى وسقوط شهيدين والعديد من الجرحى من داخل المبنى، الأمر الذي يعد جريمة بحق الإنسانية أن يقصف المستشفى وفي داخله حالات إسعافية خطرة للعلاج وإجراء العمليات الضرورية للجرحى وضحايا بقايا النظام في تعز.. ووصف أحد شهود عيان من داخل المستشفى، القصف الذي استهدفهم بالأمر المخيف الذي لم يتصوره عاقل، حيث سقطت عدة قذائف متوالية عليهم مما أدى إلى ذهول الجميع الذين ركضوا إلى الطابق السفلي، حيث جثامين الشهداء الذين تم وضعهم في ثلاجات للمنازل كما قذفت إحدى القذائف بأحد الجرحى من الطابق العلوي للمستشفى إلى الشارع وظل مرمياً على الأرض لعدة ساعات لصعوبة الوصول إليه نتيجة القصف العنيف الذي تعرض له المكان. وبدوره عبر الناشط الحقوقي/ محمد الرميم، عن استغرابه من توقيت قصف تعز الذي تزامن وصول مبعوث الأممالمتحدة إلى صنعاء للإشراف على توقيع المبادرة التي تضمن سلامة علي صالح الذي يتكئ على هذه المبادرة ويستمر في القتل يومياً وبلا هوادة وخصوصاً في الحالمة تعز وأرحب ونهم وحي الحصبة وصوفان في أمانة العاصمة وغيرها من المناطق اليمنية عموماً.. وناشد الرميم باسم أبناء تعز كافة منظمات حقوق الإنسان العاملة في اليمن وخارجها ومنظمات المجتمع المدني بالعمل الجاد على إيقاف هذه المجازر البشرية اليومية في اليمن عموماً وفي تعز خصوصاً وهذا من صميم واجبها الحقوقي والإنساني تجاه الضحايا العزل الذين تغتالهم يوميا أيادي ملطخة بالدماء ولا يهدأ لها بال إلا بالقتل والتشريد. من جانبه وصف النائب البرلماني/ محمد مقبل الحميري - المستقيل من المؤتمر - أن ما يجري في تعز اليوم هو حرب شاملة ضد الشعب بشكل عام دون تفريق بين موال وثائر واستهداف النساء بالقتل بشكل خاص ومتعمد وهو أمر لا تسعف الكلمات لأحد أن يعبر عنه لأن نظام صالح قد تجاوز فيه مصطلح الحقارة وتجاوزت جرائمه كل جرائم البشرية منذ خلق الله الأرض ومن عليها وتوافقت هذه الجرائم مع مقدم مبعوث مجلس الأمن جمال بن عمر كتحدٍ صارخ للعالم أو أنه بغطاء دولي يقتل شعبنا وبأموال وسلاح أشقاءنا في الجوار. وناشد الحميري - في تصريحه - الجوار والعالم أن تعز بني غازي اليمن تذبح وأصبحت قراراتهم ومبادراتهم مسخرة بيد صالح، فهل مازالوا يباركون هذه المجازر؟ وقال الحميري - في حوار مطول مع " أخبار اليوم " ننشر نصه في الأعداد القادمة -: لن يرضى أحد بعد اليوم بأي ضمانة للقتلة والمجرمين وشعبنا صامد فأين العدالة الدولية التي تتشدق بها هذه الدول؟ إلى ذلك دعا المجلس الثوري لتكتل شباب الثورة بتعز كافة نقابات ومنظمات المجتمع المدني وطلاب الجامعات الأهلية والخاصة إلى إضراب شامل ومفتوح بمحافظة تعز ابتداء من صباح اليوم السبت حتى يتم انسحاب كافة القوات العسكرية من مداخل مدينة تعز والأماكن المستحدثة فيها وبالقابل قررت الحركة الشبابية وكافة العمال من أبناء تعز تلبية الدعوة للإضراب المفتوح ابتداء من اليوم، رداً على استخفاف الرئيس صالح وأعوانه بدماء وأرواح أبناء تعز. وفي ذات الصدد أصدر التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار بياناً آخر دعا فيه كافة الجماهير في مختلف المحافظات إلى تنفيذ إضراب شامل اعتباراً من اليوم السبت، مطالباً الجميع بالاستجابة والالتزام بهذا الدعوة حتى تصل رسالتنا إلى كل العالم. وناشد التكتل حرائر وأحرار اليمن في مختلف المحافظات إلى إعلان التضامن مع محافظة تعز المنكوبة وترجمه ذلك بالمسيرات والإضرابات والمهرجانات, مناشداً بذات الوقت كافة وسائل الإعلام المحلية والخارجية بتغطية الأحداث الجارية في تعز وإعطائها المساحة التي تتناسب مع حجم الجريمة. وكرر البيان مناشدته للمجتمع الإقليمي والدولي لتحمل مسئولياتهم إزاء ما يجري في اليمن بشكل عام وفي تعز بشكل خاص, معلناً أن تعز مدينة منكوبة وعليهم تحمل المسئولية الأخلاقية. وأكد البيان أن نظام صالح قد أفلس وهو في انهيار تام وأصبح لا يملك من السلطة سوى قتل الأبرياء والنساء والأطفال، لذلك أصبح سقوطه مؤكداً, مستطرداً وعلينا توحيد الصفوف وتكثيف الجهود للإسراع بسقوطه المحتوم. وناشد البيان، الفئة الصامتة من أبناء الشعب أن تلحق بركب الثورة ليكن لهم شرف المشاركة فعندما يتعرض الوطن للخطر يكون الحياد خيانة . من جانب آخر أصدر خطباء اليمن - فرع تعز - بياناً دعوا فيه إلى الإضراب الشامل صباح اليوم وبدأ البيان بقوله تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. ونص البيان : لقد صار الوضع في مدينة تعز لا يكاد يتحمله أحد، قصف دائم، كنا نشاهده ونسمعه في الليل، فصار في الليل والنهار، وقتل كنا نراه يصيب الناس في المسيرات والاعتصامات فصار يصل الناس إلى داخل البيوت والمنازل، وقد استمرأت عصابة صالح الحاكمة القتل والتفجير والتخريب في اليمن بعامة وتعز خاصة، فالتلاعب بالكهرباء والماء وسوء الخدمات صار سمة لا تفارق مدينتنا كنوع من العقاب والانتقام من - تعز قلب الثورة النابض - وصار المواطنون لا يستطيعون المشي بأمان في الشوارع والطرقات، ويتخوفون من إرسال أبنائهم إلى المدارس بسبب هذا الاستهداف العشوائي الحاقد. وأشار البيان إلى أن العصابة الحاكمة - حسب تعبير البيان- اتخذت من العديد من المواقع التعليمية والقضائية والصحية والأثرية وغيرها من الأماكن الخدمية ثكنات عسكرية يستهدفون منها بيوت الناس ويقتلونهم بدم بارد. ودعت نقابة الخطباء جميع اليمنيين في محافظة تعز إلى إضراب شامل ابتداء من يوم السبت السادس عشر من ذي الحجة الحرام 1432ه الموافق 12\11\2011 وذلك حتى تنسحب القوات العسكرية من جميع المواقع والثكنات داخل المدينة، وتعود إلى معسكراتها ومواقعها، ويأمن الناس على أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم، ويستمرون في مسيراتهم واعتصاماتهم السلمية للمطالبة بحقوقهم، مدينة بشدة للتصرفات اللا مسؤولة لقوات النظام ومسلحيه في جميع أنحاء اليمن،مؤكدة أن نهاية الظلم والظالمين عاجلة ووخيمة. بدورهم نفذ مجموعة من الشباب الغاضبين - مساء أمس - مسيرة حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة للتنديد بجرائم النظام التي تمارس في حق أبناء تعز, متوعدين بالسير على نهج الشهداء حتى تحقيق كافة أهداف الثورة اليمنية. كما أكد المتظاهرون على رفضهم لأي مبادرات أو ضمانات لا تقدم القتلة للمحاكمة عادلة. وقبل وصول المسيرة إلى ساحة الحرية أقدمت قوات الحرس المرابطة في مستشفى الثورة بإطلاق نيران الأسلحة المتوسطة تجاه التظاهرة. وأثناء كتابة هذا التقرير لا تزال الاشتباكات مستمرة في منطقة الحصب ووفقاً لمصادر " أخبار اليوم " فقد تمكن حماة الثورة من إعطاب دبابتين والاستيلاء على مدرعة. يذكر أن الجمعة الماضية كانت محافظة تعز قد شيعت "16" شهيداً ممن قضوا نحبهم في استهداف قوات النظام للمدنية. أسماء بعض الشهداء الذين حصلت عليهم " أخبار اليوم ": – زينب حمود قائد 18 عاما – ياسمين سعيد الأصبحي 22 عاما – تفاحة صالح العنتري 50 عاما - الطفل/ محمد رزاز عبد العزيز 13 عاما – الطفل/ عبد السلام أحمد عبده صالح 9 سنوات – سعيد عبده سعيد مهدي 25 عاما – عبد الله هزاع السعداني 35 عاما – مهيوب محمد طاهر الرعداني 45 عاما - حسن محمد على الشيباني 30 عاما - هاني الشيباني - 22 عاما - سمير عثمان 12 عاما – يحي محمد الوقش 32 عاما - أمال عبد الباسط 4 سنوات - ريهان حسن محمد علي 20 سنة - مروان محمد علي 24 سنة - يحيى محمد الدغيش - عبدالعزيز الشطاري 23 عاما - أم وطفلتها أسعفتا إلى مستشفى الكرامة لم تعرف الأسماء بعد