ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الامريكية اليوم، الخميس، أن الرئيس اليمنى على عبد الله صالح دائما ما استطاع بطريقة ما أن يتفوق على خصومه، إذ يستطيع مغادرة البلاد كما سبق وحدث حين غادرها لتلقى العلاج فى المملكة العربية السعودية لعدة أشهر ثم العودة إلى المزيد من سفك الدماء وإشعال الفوضى السياسية فى البلاد.. ليثبت بذلك أنه أكثر مرونة من مواقف الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك والعقيد الليبى المقتول معمر القذافى إبان الثورتين المصرية والليبية. وأوضحت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم - أنه على الرغم من أن صالح قد وعد بالتنحى نهائيا عن أى سلطة فى البلاد، فإنه لا يزال يمتلك نفوذا قويا فى اليمن التى باتت على حافة الانهيار بعد مضى عام من ثورة اليمنيين ضده، واصفة إياه بحاكم "ماكر" لا يكل الالاعيب والمراوغات السياسية كى يضمن بقاء أجهزة الامن والمؤسسة العسكرية فى اليمن تحت سطوة نجله وأقاربه. وأردفت الصحيفة "أنه منذ توقيع صالح المبادرة الخليجية فى نوفمبر الماضى أنصبت جهود الرئيس اليمنى على الهروب من المثول أمام المحاكمة وتعزيز إحكام أفراد أسرته السيطرة الكاملة على معظم المؤسسات الحيوية فى البلاد". ولفتت الصحيفة الى أن التهديدات والمخاطر التى أضحت تحدق باليمن الآن الى جانب مراوغات صالح المستمرة، جعلت الثورة اليمينة أكثر تفردا عن سائر الثورات التى اجتاحت معظم أقطار العالم العربى خلال العام الماضى، مشيرة الى أن هتافات المتظاهرين اليمنيين ذابت تحت وطأة صراعات أكبر تنطوى على عناصر من الجنود المتمردين وقبائل متناحرة وحركة انفصالية فى الجنوب وحرب متقطعة بين قوات الأمن والمتمردين فى الشمال. وأشارت الصحيفة - فى ختام تعليقها - إلى أن مناورات صالح السياسية منذ توقيعه المبادرة الخليجية قد تركت اليمينين والمجتمع الدولى مكبلى الأيدى، وجاء آخرها بطلبه الحصول على تأشيرة دخول الى الولاياتالمتحدةالامريكية، الأمر الذى وضع واشنطن فى مأزق حرج بشأن احتمالية أن تمنح اللجوء السياسى "لمستبد مكروه" كان حليفا لها فى السابق فى حربها ضد تنظيم القاعدة.