اوقد الليبيون شعلة كبيرة في مدينة بنغازي شرق ليبيا، اليوم، في بداية احتفالاتهم بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة ثورة السابع عشر من شباط ( فبراير) التي اطاحت بحكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وتحيي ليبيا غدا الجمعة ذكرى مرور سنة على "ثورة 17 فبراير" التي اندلعت شرارتها في مثل هذا اليوم من مدينة بنغازي٬ في وقت لا تزال البلاد تلملم جراحها وتتلمس الطريق نحو بناء مستقبل يليق بتضحيات أبنائها من أجل الحرية. ويخلد الليبيون٬ هذه الذكرى بمشاعر يمتزج فيها الاعتزاز بالنصر الذي تحقق٬ بالألم والحسرة والمواساة لأسر الشهداء والجرحى والمفقودين وكل ضحايا الصراع الدامي الذي عرفته البلاد. ومراعاة لهذه المشاعر قرر المجلس الانتقالي الليبي عدم تنظيم احتفال رسمي بهذه المناسبة والاقتصار على احتفالات على مستوى المجالس المحلية بمختلف المدن الليبية. وأعلنت الحكومة الليبية الانتقالية أن البنك المركزي سيدفع لكل عائلة ليبية ألفي دينار ليبي بمناسبة مرور عام على ثورة السابع عشر من شباط/ فبراير. وذكرت تقارير إعلامية اليوم الخميس أن كل فرد غير متزوج في العائلة سيحصل على مئتي دينار إضافية. وأضافت التقارير أنه تم القبض في عدة مدن على عدد من أنصار النظام السابق مشتبه بهم كانوا يخططون لإفساد الاحتفالات. وفي المقابل، دعت الحكومة الانتقالية المواطنين إلى عدم الخوف، كما دعت العناصر المسلحة عدم إطلاق النار في الهواء أثناء المشاركة في الاحتفالات وفعاليات إحياء ذكرى ضحايا الثورة. وتعد القضايا المرتبطة بوضعية الجرحى وأسر الشهداء والمفقودين وكذا إدماج الثوار المسلحين من الملفات الشائكة التي يحاول المجلس والحكومة الانتقاليين في التخفيف من وطأتها وايجاد حلول مناسبة لها خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لأدائهما بخصوص هذه القضايا. ويواكب الاحتفالات بالذكرى الأولى لاندلاع الثورة الليبية استنفار أمني قوي بكل المدن الليبية تحسبا لأي أعمال أو انفلاتات من شأنها التشويش على هذا الحدث وخاصة من قبل من يوصفون ب "أزلام النظام البائد". وتورق المواجهات المسلحة بمدينة الكفرة (جنوب) وكذا تصريحات الساعدي القذافي المقيم في النيجر والتي زعم فيها أن ليبيا ستشهد "انتفاضة" يوم 17 فبراير٬ بظلالها على الوضع غير ان المجلس الانتقالي أكد أن الأوضاع الأمنية في مدينة الكفرة "هادئة" وأن الثوار "يسيطرون على الوضع".