هذا التقرير هو الحلقة التاسعة والأخيرة من سلسلة تقارير نشرتها مجلة "ذا نيشن"، حول زيارة للصحفي جيرمي سكاهيل لمحافظة أبين التي سقطت بيد جماعة أنصار الشريعة.. وزير الدفاع اليمني طلب من زبارة ان يقوم بوساطة مع المسلحين في زنجبار في عدة مناسبات، من بينها استعادة جثث الجنود الذين قتلوا في مناطق يسيطر عليها انصار الشريعة. يقول زبارة (اسمه الشيخ علي عبدالله عبدالسلام شيخ قبلي من شبوة، اختار لنفسه اسم الملا زبارة) "ليس لدي اي مشكلة مع القاعدة او الحكومة، بدأت الوساطة لوقف نزيف الدم و تحقيق السلام". لم تكلل جهوده بالنجاح في زنجبار. يقول زبارة انه اثناء عملية التفاوض، التقى مسلحي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و كان بينهم من ينتمون الى الولاياتالمتحدة و فرنسا و باكستان و افغانسان. و عندما سألته ان كان قد التقى بأي من قادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، اجابني و هو يبتسم "فهد القصع ينتمي لنفس قبيلتي"، في اشارة الى احد المتهمين المطلوبين في تفجير المدمرة كول، و قال ايضا انه التقى عمر الفاروق عبدالمطلب، انتحاري الملابس الداخلية، و المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت في ديسمبر 2009. و يضيف زبارة "لقد رايت سعيد الشهري و ناصر الوحيشي قبل خمسة ايام في شبوة، مشيرا الى ابرز قائدين في القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كلاهما إرهابيين على قائمة المطلوبين في الولاياتالمتحدة. يقول زبارة "بينما كنا نمشي، قالا لي: السلام عليكم. فاجبتهما: وعليكم السلام. ليس لدينا اي مشاكل معهم، في السابق لم افكر قط بأني سألقاهما بالصدفة، لقد كانا يختبئان في الجبال و الكهوف, لكنهما الآن يمشيان في الشوارع و يذهبان الى المطاعم". سألته؛ لماذا؟ اجابني الملا زبارة "لان النظام و الوزراء يهدرون الأموال المخصصة لمحاربة القاعدة، بينما تستمر القاعدة في التوسع، ان الولاياتالمتحدة تقوم بتمويل الامن السياسي و الامن القومي، و تصرف الاموال على سفرياتهم وسفريات أسرهم هنا و هناك في صنعاء او الولاياتالمتحدة، اما القبائل فتحصل على الغارات الجويةا". و يضيف زبارة "لقد اصبحت مكافحة الارهاب مجالا للاستثمار بالنسبة لوحدات مكافحة الارهاب التي تدعمها الولاياتالمتحدة ، اذا حاربت (الوحدات) بجدية، فان التمويل سوف يتوقف، انهم يطيلون الصراع مع القاعدة لتلقي المزيد من الدعم المالي من الولاياتالمتحدة". هكذا باختصار ينظر اليمنيون للدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في بلادهم. يقول عبدالغني الارياني(باحث سياسي يمني) "ما كان ينبغي على الولاياتالمتحدة ان تجعل مكافحة الارهاب مصدرا للتكسب من قبل النظام، لان ذلك زاد من توسع الارهاب . اجندتهم هو الابقاء على الارهاب لأنه بقرتهم الحلوب التي تدر عليهم الاموال". و يضيف الارياني "ان الغارات الامريكية كانت خطا كبير. و الاعمال العسكرية عادة ما ترتد سلبا عندما تؤدي الى مقتل المدنيين و تنتهك السيادة الوطنية، وذلك يسيئ الى الكثير من اليمنيين". بالنسبة للولايات المتحدة فان أهم سؤال يطرح نفسه الآن بعد رحيل علي عبدالله صالح هو هل سياسة الولاياتالمتحدة الخاصة بمكافحة الارهاب تعزز ذات التهديد الذي تسعى للقضاء عليه؟ يقول الارياني عن العقد الماضي من سياسة الولاياتالمتحدة الخاصة بمكافحة الارهاب في اليمن "لقد كان فشلا كبيرا. لو تركنا على حالنا لكان في اليمن عدد اقل من الارهابيين عما هو الحال عليه الآن".