بثت قناة الجزيرة انترناشيونال تقريرا عن الغارات الأميركية بطائرات بدون طيار في اليمن، وعن الضحايا المدنيين الذين راحوا ضحية تلك الغارات. ويتحدث التقرير الذي استند إلى معلومات نشرتها منظمة «مكتب الصحافة الاستقصائية» التابع لجامعة ستي في لندن، عن انشغال القوات اليمنية بمواجهة تنظيم القاعدة، وعن تصاعد الحرب السرية التي تديرها واشنطن في اليمن. ووفقا لما ذكرته منظمة «مكتب الصحافة الاستقصائية» فإن الغارات الجوية المتكررة التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار في اليمن، يساوي عددها الغارات المثيرة للجدل التي تشنها الولاياتالمتحدة داخل الأراضي الباكستانية. ورغم أن الغارات الأميركية في اليمن بدأت قبل عشر سنوات، إلا أن معظم تلك الغارات وقعت خلال إدارة الرئيس أوباما، حيث صعد من حربه على القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومن الصعوبة معرفة الأرقام الحقيقية، غير أن التقرير الصادر عن مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن يتحدث عن 26 إلى 44 غارة أميركية، شنت معظمها منذ انطلاق الثورة اليمنية العام الماضي.
وأدت تلك الغارات إلى مقتل ما يقارب 516 شخصا، من بينهم 54 إلى 104 مدنيا، وعقب غارة جوية على جنوب اليمن في ديسمبر 2009 ذكر تقرير للبرلمان اليمني أن 44 مدنيا قتلوا، بالإضافة إلى 14 من المسلحين. ورغم الأدلة المادية التي تشير إلى استخدام صواريخ أميركية في الهجوم، تعززها مراسلات دبلوماسية كشفتها وثائق ويكيليكس، إلا أن واشنطن لم تعترف أبدا بعملياتها في اليمن. ويذكر التقرير أن الغارات تسببت في خلق عداوة حقيقية على الأرض، وبحسب كريس وودز من مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن فإنه في حادثة واحدة فقط – مجزرة المعجلة, قتل 44 مدنيا في يوم واحد. وفي حادثة أخرى قتل نائب محافظ مأرب عن طريق الخطأ. لقد رأينا غضبا شعبيا عارما صاحب تلك الحادثتين. عندما قتل نائب محافظ مأرب «جابر الشبواني»، في مايو 2010، ثار السكان المحليون ضد الحكومة اليمنية، وكانت هناك هجمات على أنابيب النفط، الأمر الذي كلف اليمن خسائر فادحة في العائدات تقدر بملايين الدولارات. حتى عندما كانت خسائر في الأرواح، لم يكن هناك رد فعل يذكر من قبل الحكومة اليمنية. وتعتبر الحكومة اليمنية أن تلك الغارات مهمة جدا من أجل بقائها، وترى في القاعدة في شبه الجزيرة العربية خطرا يهدد مصالحها. كما أنها ترى أن تلك الهجمات تمثل فرصة للتخلص من خصومها السياسيين المحليين، وليس فقط التخلص من الإرهابيين الدوليين. إن القاعدة تشكل خطرا حقيقيا، ويظهر التقرير مسلحين، هاجموا منطقة وقتلوا ما يزيد عن 100شخص. كما أنهم استولوا على أسلحة، وأسروا العشرات من الجنود، لكن الكثير من الناس يعتقدون أن الغارات الجوية لا تستهدف المسلحين فحسب، لكنها بدلا عن ذلك تتسبب في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، أكثر من الأعداد التي تعترف بها الحكومة.