المصدر : لوس انجلوس تايمز الكاتب : كين ديلانيان و ديفيد اس كلاود ترجمة : مهدي الحسني حلقت طائرة استطلاع تتبع قيادة عمليات القوات الخاصة الأمريكية، حلقت فوق أجواء جنوب اليمن في مساء 9 مارس، لرصد و مراقبة احد قادة الصف الثاني في تنظيم القاعدة، بينما كان يستقل سيارته في طريقه الى مخباه الجبلي . بعدها ببرهة قصيرة انهمرت الصواريخ الامريكية و قتل القيادي في القاعدة مع 22 من المسلحين المشتبه بانتمائهم للقاعدة، يعتقد ان معظم من المجندين الشباب الذين يتلقون التمرينات العسكرية وفقا لما قاله مسؤولون امريكيون . و يعد هذا الهجوم مثالا للتصعيد الذي تقوم به الولاياتالمتحدة في حملتها السرية الكبيرة في اليمن، مستغلة بذلك ما تتمتع به من معلومات استخباراتية، بالإضافة الى التغيير في القيادة السياسية في اليمن، حيث تنحى الرئيس علي عبدالله صالح. لقد سمحت التغييرات السياسية بمزيد من الغارات ضد المسلحين الذين تمكنوا حتى وقت قريب من التملص من مراقبة الولاياتالمتحدة بسحب ما ادلى به مسؤولون امريكيون . و بينما تزداد سرعة و رقعة الغارات الجوية، فان الفرق يتقلص بين العمليات التي تستهدف المسلحين العازمين على مهاجمة الامريكان، واولئك المقاتلين الذين يسعون الى الاطاحة بالحكومة اليمنية . يصر المسؤولون الامريكيون على عدم الانجرار الى حرب اهلية، وانهم لا ينوون نشر قوات برية في اليمن، غير المدربين و بعض الوحدات الصغيرة (وحدات العمليات الخاصة) . يقول احد المسؤولين في ادارة اوباما "نحن لا ننوي إقحام أنفسنا في حروب البلاد الداخلية. و لا ننوي ان نحول كل من يقاتل الحكومة، الى مقاتلين ضد الولاياتالمتحدة" . و تركز الولاياتالمتحدة غاراتها الجوية على المساحات التي يتواجد فيها مقاتلو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، و هي الجماعة الرئيسية التي تعمل في اليمن، بالاضافة الى حلفاء القاعدة من القبليين الذين استطاعوا السيطرة على بعض المدن العام الماضي . الهجمات الامريكية المتصاعدة بدت و كانها تهدف الى منع المسلحين من توطيد سيطرتهم على محافظات ابين و شبوه و البيضاء في جنوب اليمن, فقد اصبحت تلك المحافظات اكبر ملاذا امن للقاعدة في العالم، منذ سنوات من بدا الغارات بطائرات من دون طيار على المناطق القبلية في باكستان وفقا لما قاله المسؤولون الامريكيون . و يقول مسؤولون امريكيون ان معظم الذين يقاتلون تحت راية القاعدة في اليمن، هم من المقاومين المحليين، بالإضافة الى مساندة السعوديين الذين يشغلون مناصب قيادية في التنظيم. بعض المسلحين معروفين بتقديمهم الدعم لكل من يطمح في استهداف الغرب. ابراهيم حسن عسيري، الذي اعد القنبلة التي استخدمها عمر فاروق عبدالمطلب في محاولته تفجير طائرة في ديترويت، ما زال حرا طليقا في اليمن وفقا لما قاله مسؤولون امريكيون . يقول المسلحون انهم يهاجمون الحكومات في صنعاء و الرياض و الولاياتالمتحدة. و قد شنوا هجمات قاتلة على مسئولين يمنيين و مدنيين، حيث اسفرت معركة 5 مارس عن قتل اكثر من 100 من الجنود اليمنيين. و قد اعلنت جماعة موالية للقاعدة مسئوليتها عن الهجوم الذي استهدف مدرس امريكي في 18 مارس، حيث تم اطلاق النار عليه و قتله من قبل مهاجمين يستقلون دراجة نارية .