يتواصل مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي يرجي منه أن يضع حدا للإشكالات والنزاعات العديدة في اليمن فاتحا الطريق أمام تحول حقيقي نحو الديمقراطية والمشاركة السياسية لكل القوى السياسية في اليمن، في وقت تغيبت فيه اطراف عديدة وخرجت مظاهرات معارضة بالجنوب تحت شعار القرار قرارنا مطالبة بالاستقلال التام. لحظة تاريخية من ناحيته أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الحوار الوطني يمثل لحظة مفصلية فارقة في تاريخ البلاد معبرا عن تفهمه لمواقف من اعلنوا انسحابهم لمواقف سياسية وقال إن هذا من حقهم وستظل ابواب المؤتمر مفتوحة لينضموا متى ما اقتنعوا. ابدى بعض المتابعين للشأن اليمني دهشتهم عن غياب قضايا هامة مثل القاعدة، الحراك الجنوبي والمرأة عن أجندة ومحاور هذا المؤتمر الهام. المحكمة الجنائية الدولية في ذات الوقت تتحرك مجموعة من الناشطين من جنوب اليمن في اتجاه رفع ملف متكامل عن الانتهاكات التي حدثت في الجنوب بغرض تقديم المتهمين بهذه الانتهاكات للمحاكمة امام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ، وهم الرئيس السابق على عبدالله صالح ورموز نظامه من رؤساء الاجهزة الامنية من جهاز الامن السياسي والامن المركزي والقوي وتسمية شخصيات باسمها مها شخصيات دينية اصدرت الفتوى لشن الحرب التي دارات في العام 1994 بين الجنوب والشمال. هذا ما قاله لإذاعة هولندا العالمية الناشط ماجد عبدالكريم من الحركة الشعبية للدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وهي حركة حقوقية مقرها عدن ويترأسها الخضر الميسري. وكانت مجموعة الناشطين قد اجرت اتصالات في وقت سابق بمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن تحريك دعوى جنائية لمحاسبة المسئولين عن الانتهاكات التي حدثت في جنوب اليمن حيث طلبت منهم المحكمة التقديم بالمزيد من الادلة والوثائق الخاصة بالانتهاكات التي يتحدث عنها الناشطون. يقول الناشط ماجد عبدالكريم في هذا الصدد: " في التاسع عشر رفعنا لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ملفا يحوي وثائق جديدة حول الانتهاكات التي حدثت في الجنوب من قتل وتجمير وحروب مفتعلة في أبين ومحرقة مصنع الذخيرة في أبين والمختطفين والمختفين قسريا منذ العام 1994 وهناك انتهاكات اخرى كثيرة لم نستطع توثيقها حتى الآن وقد وعدنا مكتب المدعي العام بالنظر في الوقائع ودراستها بشكل دقيق ثم الاتصال بنا في اقرب وقت". تظاهرة مليونية أما على صعيد الشارع في جنوب اليمن فقد تمكن يمنيون جنوبيون من تنظيم تظاهرة ارادوا لها ان تحاكي مليونية 13 يناير كنوع من رد الفعل على بدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني وللمطالبة بفك الارتباط أو المطالبة بالاستقلال. تقول الاخبا ر بأن الجناح المتشدد في الحراك بجنوب اليمن بقيادة الرئيس السابق على سالم البيض هو المسئول عن تنظيم التظاهرة. عن التظاهرة يقول مراقبون انها فشلت في حشد العدد المرتجي من الانصار حيث خرج فيها عشرات الالاف وحدثت فيها صدامات بين الشرطة والمتظاهرين اسفرت عن مقتل ناشط واصابة آخر بجروح. وبسؤال الناشط ماجد عبدالكريم إن كان الجنوب قد شارك في المؤتمر بشكل او آخر عن طريق الهيئات السياسية او منظمات المجتمع المدني فأجاب بأن من شاركوا في هذا المؤتمر يمثلون انفسهم وليس شعب الجنوب. حراك جنوبي من ناحيته يقول الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني إن الدلالة التي يحملها الاتفاق على الحوار هي أن الجميع قد نبذ العنف وتخلى عن منهج القوة والحروب مقترحا ان يفتح مؤتمر الحوار الوطني الباب امام بقية قوى الحراك السلمي للالتحاق بالحوار مضيفا: " نرى أن يتحمل مؤتمر الحوار مسئوليته في بحث آلية التواصل مع هذه القوى والتشاور معها حول ايجاد الآلية المناسبة لمناقشة موضوع القضية ا لجنوبية. بدوره يرى الناشط ماجد عبدالكريم أن الحوار بشكله الحالي لا يلبي احتياجات شعب الجنوب وتطلعاته: " نريد حوارا على اسس سليمة. الحوار بشكله الحالي والمبادرة الخليجية التي انبثق عنها الحوار أتت في الاساس لتفض النزاع بين عصابة السلطة في صنعاء ولم يشر للقضية الجنوبية لا من قريب لا من بعيد، أرى أنها مبادرة ضيقة الافق". بخلاف ذلك يرى عبدالكريم أن الحوار الجنوبي الجنوبي مهم من اجل تحريك قضية الجنوب بشكل افضل وأن استعدادات تجري بهذا الصدد لعقد مؤتمر للحوار الجنوبي قريبا.