تواصل عناصر مسلحة يعتقد انتماؤها للقاعدة، لليوم الخامس على التوالي، محاصرة موقع جبل الثعالب العسكري الذي تتمركز فيه قوات الجيش بمديرية القريشية قيفة محافظة البيضاء، وقطع كافة الطرق المؤدية اليه. وقالت مصادر قبلية ل "مأرب برس" إن مسلحين موالين للقاعدة قاموا بقطع كافة الطرق التي تؤدي إلى الموقع العسكري منذ عدة أيام بهدف منع أي إمدادات من الوصول إليه بما فيها الماء والغذاء والدواء، في محاولة منهم لإسقاط الموقع والسيطرة عليه . وأفادت المصادر أن مسلحين قبليين توافدوا من عدة مناطق في قيفة وانضموا الى مسلحي القاعدة الذين يقطعون الطريق، مضيفة بأن المسلحين القبليين ليس لهم ارتباط بالقاعدة، وانضموا فقط اليهم احتجاجا على تصرفات الجنود في المنطقة، وللمطالبة بتعويضات عما لحقت بمنازلهم ومزارعهم من أضرار، والإفراج عن سيارات محتجزات لدى قوات الجيش على خلفية مقتل أحد الجنود في وقت سابق . وأفادت المصادر أن وساطة قبلية تدخلت، أمس الاثنين، لرفع المسلحين وفتح الطريق، واستمرت جهودها حتى ظهر اليوم الثلاثاء إلا أن الوساطة فشلت في اقناع المسلحين بذلك وأعلنت فشل مساعيها ظهر اليوم . وبعد ظهر اليوم اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش والمسلحين، استمرت حتى المساء، قبل أن تتدخل وساطة أخرى قبيل المغرب – أفادت أنباء أنه تم تكليفها من المحافظ دون أن يتسنى التأكد من ذلك - وما تزال تواصل مساعيها بين الطرفين، حتى كتابة الخبر. ويعد موقع جبل الثعالب من أهم المواقع العسكرية، وتم استحداثه خلال المعارك الأخيرة وهو يطل على منطقة المناسح مباشرة وعدة قرى في قيفة . وكانت الاشتباكات بين قوات الجيش المرابطة في جبل الثعالب بقيفة وبين المسلحين تجددت منذ يوم الجمعة الماضية وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين . وقالت مصادر عسكرية بالثعالب أن قوات الجيش تعرضت منذ الجمعة الماضية لإطلاق نار من عدة اتجاهات، بالإضافة الى هجوم المسلحين على الموقع أثناء صلاة الجمعة ومحاولة اقتحامه إلا أن قوات الجيش المرابطة في الموقع ردت عليهم وتصدت لهم . وتعرض مساء ذلك اليوم، طقمان عسكريان لكمين مسلح أصيب فيه 4 جنود بجروح خفيفة ما اضطر القوات للرد على المسلحين، بمساندة القوات المرابطة في معسكر أحرم المطل على مدينة رداع والتي قصفت محيط الثعالب بالمدفعية والدبابات . ونفت أن مصادر قبلية بالمنطقة، أي عمليات أو استهداف للموقع، متهمة قوات الجيش بأنها هي من تقوم بالقصف العشوائي على القرى المجاورة وعلى الوديان دون أي سبب. الجدير بالذكر أنه سبق وتم إبرام اتفاق بين الدولة وبين المسلحين يتضمن إخلاء المنطقة من المسلحين الذين من خارج المنطقة مقابل وقف تحليق الطيران والاستهداف ودعم المنطقة بالمشاريع الخدمية.