تسهم العادات المتأصلة في الشعب اليمني خلال شهر رمضان في تعزيز علاقات التواصل ولم شمل الاسرة، وتقارب الناس من خلال الزيارات وغيرها من العادات المتجذرة. ويمثل رمضان لدى اليمنيين فرصة للتقارب والتسامح حيث تقام الموائد الرمضانية الجماعية التي تجمع الاسرة بكاملها وكذا الاصدقاء والجيران . كما يعتبر رمضان محطة مهمة لدى اليمنيين في البذل والعطاء والتراحم فيما بينهم ، وتبرز العلاقات الاجتماعية بين اليمنيين في رمضان بأجمل صورها، تكسوها اجواء حميمية وروحانية تسهم بدورها في اضفاء روح التسامح والمحبة بين الجميع. وتنتقل الالاف من الاسر من المدينة إلى الريف والعكس، لتجتمع معا، في مائدة رمضانية واحدة ممزوجة بالعطف والحنان والآلفة. تقول منى قيس ، موظفة ، ان رمضان يمثل لها فرصة مهمة لصلة الارحام وزيارة الجيران والأقارب وبناء العلاقات الاجتماعية والتواصل . وأضافت لوكالة (شينخوا) بقولها:"خلال اشهر العام بالكامل ننشغل بالعمل ويأتي رمضان ليمثل لنا فرصة للتعبد وصلة الارحام وممارسة العادات والطقوس الاجتماعية ". وتابعت"احرص على اخذ اجازتي السنوية من العمل في رمضان ، وأتفرغ فيه لزيارة اقاربي في المدينة خلال النصف الاول من الشهر ، وانتقل في النصف الثاني من رمضان الى الريف لزيارة عائلتي". وحسب قيس ، فان رمضان بالنسبة لها محطة مهمة للتصدق والبذل وإعطاء الفقراء والمحتاجين .. مشيرة إلي ان هذه الاعمال تعزز من تماسك المجتمع. ويرى خبير اجتماعي يمني،ان العادات الرمضانية في اليمن تمثل قيمة مهمة في تعزيز لم شمل الاسرة وتقارب الناس وفي تعاطفهم وترحمهم. وقال الخبير الاجتماعي ماجد الحميدي ، إن العديد من العادات في المجتمع اليمني خلال شهر رمضان تسهم في لم شمل اليمنيين وفي تعزيز علاقات التواصل والتراحم بين الناس. وأوضح الحميدي ، وهو استاذ الخدمة الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة صنعاء ، لوكالة ((شينخوا)) أن العادات اليمنية كثيرة ومتعددة خاصة في رمضان ، وتتمثل اهمها في تعزيز علاقات التواصل والتراحم بين الناس من واقع الدين الاسلامي الذي يحثهم على ذلك. واضاف أن " مظاهر التعبد والتضرع في رمضان تدعوهم الى زيارة المحارم وتكوين علاقات اجتماعية مع الناس في الاحياء والمناطق المتقاربة ". وتابع " تشهد العلاقات الاجتماعية خلال رمضان حالة من الانتعاش حيث يحرص الجميع على تناول الافطار بشكل جماعي في المساجد وفي اماكن عامة وهي بدورها تزيد من تعارف الناس وتعزز تواصلهم وتقاربهم ". وحسب الخبير الاجتماعي ، فان الموائد الرمضانية الجماعية تمثل قيمة جديدة في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين اليمنيين ". وواصل قائلا: " كما تخلق عملية البذل والعطاء من الاغنياء وميسوري الحال على الفقراء في رمضان حالة خاصة تسهم بدورها في تقارب الناس من بعضهم وسط اجواء تسودها الرحمة والشفقة والاخوة والالفة " . من جانبها، ترى منظمة مدنية يمنية ان مظاهر التعبد في رمضان تحتم على اليمنيين زيادة التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية ، ومسامحة الخصم. وقال وليد عبدالحفيظ ماجد رئيس المنتدى الاجتماعي اليمني، إن رمضان يمثل حالة خاصة ومحطة مهمة في تعزيز التواصل الاجتماعي بين اليمنيين. وأوضح ماجد لوكالة انباء ((شينخوا)) ان رمضان يمثل حالة خاصة في تعزيز التواصل الاجتماعي بين الناس وذلك مع زيادة ممارسة الشعائر الدينية من صلاة وقراءة للقرآن وحضور لقاءات دينية في المساجد ومتابعة البرامج الدينية في الفضائيات والتي تسهم جميعها في الحث على صلة الارحام ورعاية الجيران والاهل والاصدقاء وتفقد المرضى . وأكد ان " رمضان محطة جيدة ومهمة لتعزيز التواصل".واشار الى ان معظم علاقات التواصل تنتهي لدى البعض بانتهاء رمضان فتنقطع علاقاته الاجتماعية مع البعض باقي السنة ويظل ينتظر الشهر الكريم " رمضان" لإعادة تفعيلها من جديد.
