تناقلت عدد من وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية أخبارًا تفيد عن اتفاق (يمني أمريكي لبناء قاعدة عسكرية أمريكية، وتواجد كثيف لقوات المارينز الأمريكي في أرخبيل سقطرى، كما تناقلت وسائل الإعلام - أيضًا - أخبارًا أخرى عن توجّه حكومي ناتج عن اتفاق (أمريكي – يمني)، أيضًا، لبناء سجن سياسي في الجزيرة لاستقبال العائدين اليمنيين المعتقلين في قاعدة جوانتنامو الأمريكية. هذه الأخبار تأتي بعد إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة في يوم عيد الأضحى الماضي في ال 15 من أكتوبر الماضي، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها هادي للجزيرة، اطلع على أحوال المواطنين فيها، وهو القرار الذي لاقى ارتياحًا كبيرًا لدى المواطنين الذين اعتبروا هذا القرار بمثابة الحلم الذي انتظره أبناء سقطرى منذ خمسين عامًا كما يقولون. هذه الأخبار والتسريبات جعلت الكثير يتساءل عن طبيعة التوجه الأمريكي – بغض النظر عن مدى صحة هذه التسريبات من عدمها – من بناء هذه القاعدة العسكرية في هذه الجزيرة التي تتمتع بجمال منقطع النظير، وتُعد درة سياحية نادرة، وعن سر ترافق أو تزامن هذه الحملة مع إعلان الجزيرة محافظة مستقلة، بعد أن كانت مديرية تتبع محافظة حضرموت. تسريبات هدفها تشويه الجزيرة ليس إلا: لاقت الحملة الإعلامية والتسريبات استهجان القوى السياسية في أرخبيل سقطرى والذين أبدوا استغرابهم من هذه المعلومات المضللة التي تبثها بعض وسائل الإعلام حول تحول الجزيرة إلى سجن لتنظيم القاعدة أو قاعدة عسكرية أمريكية، حيث نفى مدير أمن الأرخبيل والقائم بأعمال المحافظة العقيد سالم عبدالله علي - في تصريح خاص ل"مأرب برس" صحة ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول بناء قاعدة عسكرية أمريكية في الأرخبيل، أو أي تواجد لقوات المارينز الأمريكي في الجزيرة. وأكد أن هذه الحملة تهدف إلى تشويه الجزيرة والعمل على خلق صورة سيئة عن هذا الأرخبيل الذي يأتي إليه السواح من مختلف بلدان العالم، وتصوير الأرخبيل وكأنه منطقة حاضنة للإرهابيين مع أنها المكان الوحيد والملاذ الآمن الذي يأتي إليه السواح من مختلف بقاع الأرض دون أن تسجل أية حادثة اعتداء أو اختطاف على أي سائح أو زائر لهذه الجزيرة منذ أكثر من 15 عاما. مؤكدًا أن هناك حملة منظمة فعلا رآها في بعض وسائل الإعلام وحتى من بعض خطباء المساجد، وقد وجد ذلك أثناء تواجده قبل أيام في العاصمة صنعاء دخل عندما دخل لأداء صلاة الجمع، وسمع الخطيب يتحدث عن احتلال الجزيرة من قبل الأمريكان، الذي يسعون لبناء قاعدة عسكرية هناك، حتى استغرب من هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة. واستغرب من رؤيته لبعض الجماعات التي تحرض الناس وتستعطفهم وتخرج بمسيرات تندد كما يقولون بالتواجد الأمريكي في الجزيرة، دون أن يكون لهذا الكلام لا أساس له على الواقع، وهذه الأخبار والتسريبات بل والفبركات كثيرًا ما يتلقاها أهالي سقطرى بالاستهجان والسخرية. وتساءل عن سر تزامن هذه الحملة مع إعلان سقطرى محافظة مستقلة، وكذلك تزامنها مع موسم السياحة في سقطرى، والذي يكون فرصة لتوافد الزوار والسائحين إلى هذا الأرخبيل للاطلاع على تراثها وجمالها، كون هذا الموسم يعد فرصة لأبناء الأرخبيل الذي يدر عليهم الدخل، وينتظرونه بفارغ الصبر. قوى سياسية تقف وراء هذه الشائعات من جهته مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بأرخبيل سقطرى الأستاذ أحمد سعيد سليمان نفى - أيضًا - صحة هذه الشائعات المتداولة بوجود قواعد أمريكية أو يتم عملها في الأرخبيل، أو أنه سيتم فيها بناء سجن للعائدين من اليمنيين المعتقلين في سجن غوانتنامو، والتي تروج لها بعض القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية، وأن مثل هذه الشائعات والأكاذيب لا وجود لها أساس من الصحة. وأضاف سليمان - في تصريح ل"مأرب برس" - أن أرخبيل سقطرى تتمتع بتنوع حيوي كبير، وهذه الشائعات والأكاذيب تهدف إلى تشويه الأرخبيل المنطقة السياحية الأولى في اليمن، والتي تُعد كذلك من أهم المناطق السياحية عالميا، وهذه الشائعات تعمل على إلحاق الضرر بالسياحة في الجزيرة لما تحمله هذه التصريحات من أخطار على السياحة في الأرخبيل، كون السياحة واحدة من أهم الموارد التي تعود بالنفع على اليمن بشكل عام، وأبناء الأرخبيل بشكل خاص. متهما أطرافا سياسية – لم يسمها - تعيش على الوهم بمحاولة اللعب بهذه الورقة، تهدف من وراها إلى خلق بلبلة وجو غير ملائم للسياحة في هذا الأرخبيل، وخاصة في هذه الأيام الذي يعد موسما سياحيا ينتظره الزوار والسواح، وكذلك أبناء الأرخبيل بفارغ الصبر، ويُعد الملاذ الآمن للسياحة في اليمن بشكل عام خصوصا مع اضطراب الوضع السياسي والأمني في البلاد. مشيدًا بتعاون أبناء المحافظة والأجهزة الأمنية والسلطة المحلية مع كافة الزوار والسائحين الذين يأتون من مختلف بلدان العالم إلى هذا الأرخبيل الذي يُعد واحده من أهم الأماكن السياحية في العالم، وأن سقطرى ستظل كما كانت منطقة يمنية خالصة بعيدا عن الوصاية عليها من أي طرف سواء أكان محليًّا أو إقليميًّا أو دوليًّا. سقطرى لا تصلح أن تكون سجنًا !! الأستاذ فهد كفاين - أمين عام المجلس الثوري بسقطرى، وعضو الحوار الوطني عن حزب الإصلاح بسقطرى - من جهته شكك في صحة تلك المعلومات التي تتحدث عن اتفاق يمني أمريكي لتحويل جزيرة سقطرى إلى سجن سياسي.. وأضاف كفاين - في تصريح صحفي: "أن أبناء الجزيرة لن يقبلوا بهذا الأمر أبدًا، كون سقطرى بطبيعتها لا تصلح لمثل هذا النوع من السجون، ومستقبلها يسير نحو التنمية، كون هناك توجه حقيقي من الدولة للاستفادة منها في الاستثمار السياحي، وكذلك من ثرواتها المختلفة. وأشار كفاين إلى أن جميع تلك الأخبار ردة فعل، ومحاولة للتشويش والبلبلة من قبل جهات لا تريد أن تتحول الجزيرة إلى محافظة أو أن تحظى بالاهتمام، مشيراً إلى أن أبناء الجزيرة يثقون بالرئيس عبدربه منصور هادي لكونه لن يرضَ لجزيرتهم هذا المصير، وهو ما أكده في خطابه لأهالي الجزيرة يوم عيد الأضحى الذي حرص على قضائه بينهم. زيارة الوفد الأمريكي للأرخبيل !! تأتي هذه الأخبار عقب الزيارة التي قاما بها الملحقان (الثقافي والعسكري) للسفارة الأمريكية، وكان هناك مصدر أمني قال - في تصريح صحفي: إن الملحقين العسكري والثقافي في السفارة الأمريكيةبصنعاء زارا جزيرة سقطرى لعدة ساعات السبت 9 نوفمبر الماضي. وذكر المصدر أن طائرة خاصة أقلت الملحقين العسكري والثقافي إلى سقطرى، قادمة من جيبوتي، وكان في استقبالهما قائد اللواء الأول مشاة بحري حسين ناجي خيران، وأشار إلى أن الطائرة الأمريكية وصلت مطار سقطرى التاسعة صباحاً، وغادرت حينها برفقة الملحقين عند الخامسة والنصف من مساءً ذلك اليوم. وقالت مصادر خاصة في مطار سقطرى: إن الطائرة حصلت على تصريح هبوط في المطار منذ ثلاثة أيام، مسجلة في برنامجها أنها في «زيارة خاصة»، وذكرت أن الملحقين العسكري والثقافي قاما بزيارة إلى محمية «ديحمري» البحرية شمال شرق سقطرى، وانهما غادرا بعد ذلك دون الالتقاء بالسلطة المحلية في الجزيرة.. لكن العقيد / سالم عبدالله - مدير عام أمن الأرخبيل - أكد في تصريحه ل"مأرب برس" صحة هذه المعلومات، وقال: إن هذه الزيارة طبيعية، وتأتي ضمن التعاون الثنائي وتبادل الخبرات في مجال العمل العسكري المشترك بين البلدين والشعبين الصديقين، ولم يكن لها أي أهداف جانبية.. مضيفًا: أن هذه الزيارة لم تكن الأولى، فعادة ما يقوم بزيارة الجزيرة عدد من الدبلوماسيين والوفود العسكرية والمدنية الإقليمية منها والدولية للاطلاع على ما تتمتع به الجزيرة من مناظر خلابة، والعمل على تلبية ما تحتاجه كل في مجال عمله، وفي إطار مهامه. الحكومة تلتزم الصمت: وعلى رغم هذه المعلومات إلا أن الصمت لا يزال يخيم على حكومة الوفاق، إذ فضلت التجاهل التام الرد على هذه المعلومات التي لم تعرف صحتها من عدمها، وهل هي حقائق أم مجرد شائعات، ويبدو أن هناك سرًّا ما حول هذا الصمت لحكومة الوفاق تجاه هذه الأخبار التي إن كانت حقيقة، فإنها تحمل دلالات وأبعادًا ذات مؤشرات خطيرة، كونها ستحول الجزيرة - بحسب مراقبين - إلى بؤرة عسكرية لمحاربة الإرهاب، وستفتح الباب على مصراعيه أمام الجماعات المتشددة، والتي ستغرق الجزيرة بالفوضى وإراقة الدماء.. الجزيرة تعيش في مأمن تحسد عليه في ظل وضع أمني غير مستقر مما يجعل التعامل مع هذا الملف بمسئولية واجب يتحتم على الدولة وضع الرأي العام أمام الصورة الحقيقية حول صحة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بهذا الخصوص، حتى لا يظل هذا الموضوع عرضة للابتزاز من قبل بعض الجماعات التي تصور نفسها وكأنها الوكيل الحصري لمحاربة التواجد الأمريكي في اليمن، سعيا منها لإقناع الرأي العام بصحة ما تقوم به من شعارات معادية للأمريكيين وتواجدهم في اليمن، وأن تلك الشعارات يرفقها - أيضًا - أقوالًا من خلال تبنيها كما تقول برفض التدخلات الأجنبية في البلاد، ومنها مقاومتهم لمنع التدخل الأمريكي في صعدة.