في الوقت الذي شن فيه زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، هجوما شرسا على الرئيس هادي، في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة امس، واتهم فيه هادي بالعمالة والارتهان للخارج، والتبعية لآل الأحمر وعلي محسن، تنوعت تعليقات متصفحو موقع "مأرب برس"، حول خطابه، بين مؤيد ومنتقد. وغلبت بشكل أكبر تعليقات وانتقادات المناوئين لكلامه، فحول هجومه على حزب الاصلاح قال أحدهم: الاخوان اصبحوا شماعة لكل الفاسدين سواء للحوثي او لغيرة. وانا اقول للحوثي هذه اسطوانة مخدوشة ومشروخة، مذكرا اياه بما اقدم عليه مسلحيه من تدمير للمساجد والمنازل. وفي ذات السياق قال آخر: على الاصلاح في صعدة الحذر والتعامل مع ما قاله الحوثي عى انه اعلان حرب على كل اصلاحي خارج وداخل صعدة، ولهذا نستطيع القول بأنه بعد هذا الخطاب الناري للسيد الحوثي قد اعطى الضوء الاخضر لأنصاره باستهداف الاصلاح وقواعده في صعدة. وحول اتهامه للرئيس هادي بالعمالة للخارج، ذكره أحد المعلقين، بشحنات الاسلحة، التي يستلمها من طهران، ومسلحيه اللذين يتلقون تدريباتهم على ايدي عناصر الحرس الثوري الايراني، وحزب الله، كما ذكره بالاعتمادات الشهرية التي يتقاضاها من "أسياده" في طهران. واعتبر عدد من المعلقين، انه لا فرق بينه وجماعته وبين تنظيم القاعدة، مطالبين باعلان جماعة الحوثي جماعة ارهابية، وقال أحدهم: الواضح من كلام عبد الملك الحوثي انه يحاول استقطاب عاطفة الناس والرأي العام ويظهر للناس بأنهم ابرياء وانهم يدافعون عن انفسهم وهذا الكلام غير صحيح، فهم من يحاولون السطو على المعسكرات ويحاولون عودة النظام الامامي. محلل قال ل"مأرب برس": ان الحوثي بدا مرتبكا وغير مرتبا ومتناقضا يكرر ما يطرحه ثم يعود إليه وربما يكون ذلك مرتبطا بما يجري على الميدان من نتائج ليست في صالحه، مشيرا الى ان حديثه باستفاضة عن الوضع الاقتصادي والمعيشي وأزمة المشتقات النفطية, محاولة واستثمار للتشنيع بالحكومة التي اعتبرها حكومة الإصلاح. وقال المحلل السياسي، مفضلا عدم ذكر اسمه لدواع أمنية،ان الاتهامات المتكررة عن استقدام القشيبي إرهابيين من الجنوب في حين أن اللواء ممتليء بالضباط والجنود الجنوبيين ابتداء من أركان حرب المعسكر وهو ما يجعلهم في دائرة الخطر نتيجة تعريض الحوثي بهم. واكد ان الحوثي ارسل رسائل تهديد وتحذير متكررة للدولة إن وسعت من التفاتها لما يجري في عمران، لافتا الى انه لم يتحدث مطلقا عن علي صالح أو عداوتهم معه رغم حديثه المسهب عن علي محسن والقشيبي وبيت الاحمر ما يكشف عن وجود تنسيق وتعاون. وتابع: حديثه عن الجنود بلغة الاستخفاف في ثوب الشفقة, واعتبارهم في نظره إما قتلى على يديه أو فقراء لا تكفيهم مرتباتهم وبالتالي عليهم عدم المشاركة, وفي المقابل لم يشير إلى شفقته بميلشياته خصوصا الأطفال الذين يستقدمهم ولم يتحدث عن حالتهم الاقتصادية التي دفعتهم للانجرار إلى ساحات الموت. وأوشح ان حديثه عن استعداده لوقف إطلاق النار وليس لحل مشكلة، يعني أنه يبحث عن وقت لترتيب أوراقه فقط, ومحاولة اقتصار ما يجري على تلبية مطالبه في عمران وعدم الإشارة مطلقا لنقاش وضع صعده، مؤكدا ان دعوته لمظاهرات وحراك احتجاجي وهو ما قد يعقبه اعمال عنف أو استهداف لمنشئات الدولة في أكثر من منطقة خصوصا معسكرات الجيش في صعده. وبين المحلل السياسي الذي يحتفظ الموقع باسمه، ان اعتراف عبد الملك الحوثي، بجريمة تهريب نزلاء السجن المركزي عمران وتبريره لها بأن السبب (أنتم ﻷنكم كنتم تشتبكون معنا بالقرب من السجن)، يشبه اعتراف زعيم القاعدة ببشاعة جريمة العرضي الذي قال سيدفع ديات، رغم محاولة الحوثي المغالطة.