سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عملية مأرب وتساؤلات عن الدور الأمريكي مأرب برس: تكشف تفاصيل العملية، خفايا التحالفات الجديدة، والقاعدة استفزت الحكومة، وتنظيم مخترق من قبل الاستخبارات ام القبائل
لم يمر على اجتماع رئيس الجمهورية مع مشايخ عبيدة والأشراف من محافظة مأرب سوى أربعة أيام حتى استطاعت وحدة مكافحة الإرهاب من قتل اربعة وضعتهم السلطات على قائمة المطلوبين الأخطر لها. حيث قُتل في عملية اليوم قاسم الريمي المكنى ( بأبو هريرة ) والناطق الإعلامي باسم تنظيم القاعدة في اليمن والذي استطاع الهرب مع 23 آخرين من نفس التنظيم من سجن الأمن السياسي في العملية التي أُطلق عليها حينها ( الهروب الكبير ) ويعد الريمي المتهم الثاني في تفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج سواحل المكلا عام 2002م . والى جواره قٌتل كلاً علي صالح جرادان وعلي بن علي ناصر دوحة من ابناء محافظة مأرب وهما المتهمان بإيواء والمشاركة في العملية الإرهابية في مأرب مطلع الشهر الماضي وكذلك متهمان رئيسيان في مقتل مدير البحث الجنائي العقيد علي / قصيلة، فيما كان الرابع شاب يافع لم يتجاوز ال18 عام وهو عامر حريدان من قبيلة المهاشمة بالجوف. وأثبتت هذه العملية النوعية والتي تُعد الثانية في حرب القاعدة والإرهاب بعد ان قامت قوات مماثلة في شهر 10/ 2006م بقتل فواز الربيعي ومحمد الديلمي وهما من الفارين ال23 من سجن الأمن السياسي نجاح للأجهزة الأمنية في تحقيق الهدف وبأقل الأضرار، لان الجميع يعلم قوة وجلاد عناصر القاعدة ومقدرتهم على التمويه والتخفي والانصهار وسط احلك الظروف بشكل مذهل . عملية اليوم والتي تمت في الصباح وقعت في منطقة نائية تقع بين ثلاث قبائل وهي ( عبيدة – الجدعان – جهم ) بجبل ( الفتيخه ) والذي تلفه الصحراء من جميع الجهات الجبل المذكور هو جبل بركاني ويُعرف انه منطقة للقاء بين عصابات المخدرات التي تتخذ من مأرب والجوف معبر، حيث يصعب على الأعين اصطيادهم، بحكم بعده عن السكان وتضاريسه التي تُخفي من بداخلة، واستخدم في العملية التي النوعية ثلاث طائرات هيلوكبتر عدد من الآليات العسكرية وكان الهجوم ثنائي ( بري – جوي ) وكان لوحدات مكافحة الإرهاب دور بارز في حسم العملية برغم سقوط مقتل جنديين من جنودها.. وذكرت معلومات ان عناصر القاعدة التي كانت متواجدة بهدف تغيير مكان إقامتها بعد ان ضيقت الأجهزة الأمنية الخناق عليها وبالأخص بعد لقاء المشايخ برئيس الجمهورية. مأرب شهدت في الأيام التي تلت عملية تفجير قافلة السياح تحركات أمنية حيث تناوبت عدة وحدات من الاستخبارات والأمن القومي والأجهزة المختصة بجمع المعلومات والتحري ومحاولة تحديد هوية المنفذين، ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى أعلنت الأجهزة الأمنية أواخر الأسبوع الماضي عن هوية المنفذ والمشاركين في العملية وقامت بنشر أسمائهم وصور بعضهم. الصيد هذه المرة الذي ظفرت به الأجهزة الأمنية كان ثمين صيد ليس بالسهل اصطياده بوجود قاسم الريمي ذلك المطارد من قبل الأجهزة الأمنية منذ مطلع العام 2006م وهو الذي وردت إنباء قيل ان مصدرها أقارب له ان أخوه فارس قُتل على يد أنصار تنظيم القاعدة بسبب رفضه الرجوع للمشاركة معهم في العمليات. مأرب والقاعدة : مأرب التي شهدت عدة أحداث واضطرابات في الماضي بسبب وجود بعض عناصر القاعدة ولعل ابرزها قيام قوات من الحرس الجمهوري اليمني تدعمها دبابات ومروحيات مقاتلة شنت في الثامن من كانون أول 2001 هجوما على قرية الحصون بمنطقة عبيدة في مأرب في محاولة لإلقاء القبض علي أبو عاصم الأهدل وشريكه أبو علي الحارثي، إلا أن مواجهات واشتباكات دامية وقعت بين القوات الحكومية وعناصر قبلية مسلحة أدت الى مقتل 24 عسكريا بينهم قائد الحملة العسكرية، وهو ما أدي الى حدوث شرخ في جدار العلاقة بين السلطة وقبائل مأرب، خاصة وأن الحملة العسكرية اعتبرت مكلفة وفاشلة لأن الاهدل والحارثي تمكنا من الفرار حينها. ثم مقتل زعيم القاعدة في اليمن أبوعلي الحارثي في صحراء مأرب في أواخر عام 2002م في عملية قيل انه تمت بطائرة موجهة تعمل بدون طيار . وبعد هدوء نسبي كانت عملية استهداف مصفاة النفط بحق صافر بشهر 9/2006م في موسم الانتخابات ليتبادر سؤال محير هل القاعدة وجدت من مأرب مكان خصب لعملياتها وهل هي محمية بكيان قبلي ام ان خصوصية مأرب وتضاريسها والمنشات التي فيها هي التي تغري القاعدة. وكانت عملية مقتل مدير البحث الجنائي على قصيلة والذي قيل ساعتها انه كان يستعد للقبض على احد الفارين من ال23 من سجن الأمن السياسي وكان المتهم الوحيد هو تنظيمالقاعدة برغم عدم صدور أي بيان عن التنظيم منذ ذلك الوقت، وفي اللحظات التي لازالت السلطات تحاول القبض على المتهمين بمقتل قصيلة فاجأتهم القاعدة بتفجير قافلة السياح الأسبان بمعبد - أوام – التاريخي لتكون حصيلة تلك العملية مقتل 8 أسبان و2 يمنيين وأصابه أكثر من15 آخرين. القاعدة تستفز السلطات و الإعلان عن تحالفات الجديدة: كانت عملية استهداف السياح الأسبان هي العملية الأكثر إيلاماً للحكومة منذ تفجير ناقلة النفط الفرنسية، حيث ثم استهداف السياح الأجانب وهي المرة الثانية في اليمن بعد حادث ابين والأولى من نوعها في مأرب برغم ان مأرب شهدت عمليات اختطاف سياح ولكن جميعها كان الهدف منها الضغط على الحكومة وليس إيذا السياح الذين كانوا يفرج عنهم بطريقة سلمية وبدون ادني أدى. تلك العملية هي بالذات التي استفزت السلطات والأجهزة وجعلتها في حالة نفير نظراً لنوعيتها والضحايا الذين سقطوا ولخطورة التساهل معها لان القادم لا يُعرف ما يخبئ. فسارعت الأجهزة إلى إعادة التحالفات مع بعض الشخصيات القبلية والتي باستطاعتها تقديم دعم معلوماتي للسلطات فيما قام رئيس الجمهورية باستدعاء مشايخ مأرب وبالأخص عبيدة والأشراف من اجل ان تنضم تلك القبائل مع الدولة في حربها ضد الإرهاب ( القاعدة ) وطالب الرئيس المشايخ بالوقوف إلى جانب الحكومة على ان تقوم كل قبيلة بحماية أراضيها وتطهريها من تلك العناصر والعمل على الوقوف في وجه القاعدة وهو ما وعد به المشايخ الرئيس. لينبثق اجتماع الرئيس معهم عن تكوين تحالف جديد من أجل ايقاف تنظيم القاعدة. التنظيم اُخترق ام للموالين للحكومة دور: رغم ان تنظيم القاعدة يعتمد على السرية والولاء للقادة و التضحية ولكن ذلك لم يمنع هذا التنظيم من الاختراقات والشواهد حية في اليمن او في عدد من أنحاء العالم، حيث استطاعت المخابرات المحلية والعالمية من اختراق بعض جدران هذا التنظيم لتقوم الحكومات بقتل او اعتقال عدد من قادته. وفي عملية اليوم يطرح سؤال نفسه كيف استطاعت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان وزمان تواجد المطلوبين وبطريقة لم يكن أكثر المتفائلين يحلم بها!. فهل تسربت معلومات مكان تواجدهم من قبل احد العناصر التي كان لديها معلومات من قبل !!. ام كان لمشايخ مأرب دور في تزويد الأجهزة الأمنية بمكان تواجدهم، ام أنها وحدها المصادفة هي من جعلت من الفاصل الزمني أربعة أيام بين الاجتماع والقتل!. وما هو مصير عناصر القاعدة في القادم وهل سيكون مأرب لهم مكان غير أمن !. الأمريكان الحاضر الغائب عندما قُتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن ابو علي الحارثي تواترت المعلومات ان السفير الأمريكي في اليمن حينها "هودل" كان هو المشرف المباشر على العملية وتواجد وقتها في مأرب إضافة الى ان الطائرة التي قيل انها أطلقت صاروخ على موكب الحارثي كانت تدار من قبل خبراء أمريكان. وفي عملية التي أدت لمقتل عنصرين من اخطر عناصر القاعدة هما فواز الربيعي المسئول الأول عن تفجير ناقلة النفط الفرنسية و محمد الديلمي ببني الحارث محافظة صنعاء ذكرت معلومات مشاركة للأمريكان في تلك العملية . وهاهي تعود الى الساحة معلومات وان لم تتأكد حتى اللحظة عن مشاركة ووجود خبراء أمريكان في عملية مأرب .