حل “جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم”، التي يرأسها العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتضييق على جمعيات خيرية مقربة من تيار الإخوان المسلمين بموريتانيا من طرف السلطات، فتحا سجالا سياسيا، وإعلاميا حول احتمالات أن تتحول معارك المواجهة بين الإسلاميين، والسلطة في موريتانيا من معارك سياسية، وانتخابية، إلى معركة تكسير عظام مفتوحة. بوادر التلويح بالمواجهة، ظهرت بشكل جلي في لغة الخطاب الإعلامي، على خلفية الأحداث المتعلقة بتدنيس المصحف الشريف قبل أيام، والتي أثارت غضبا قويا بالشارع الموريتاني، وتسببت الاحتجاجات المصاحبة لها في مقتل محتج، وسقوط عشرات الجرحى، بين قوى الأمن، والمتظاهرين. وجاءت تصريحات وزير الإعلام الموريتاني، سيدي محمد ولد محمد، تعليقا على الاحتجاجات المصاحبة لحادثة تدنيس المصحف، لتؤكد “أن السلطات إذا خيرت بين الأمن، والحرية، ستختار الأمن”. وشهدت موريتانيا أوائل الشهر الجاري مسيرات وموجة احتجاجات على واقعة “تدنيس مصاحف”، شهدها أحد مساجد مقاطعة “تيارت” بنواكشوط، وتعتبر الأولي من نوعها بالبلاد. وفي تصريحات صحفية آنذاك، قال إمام مسجد خالد بن الوليد، محمدون ولد محمد سالم، الذي شهد واقعة “التدنيس″ إن شخصًا ملثما نزل من سيارة برفقة ثلاثة أشخاص آخرين، ودخلوا المسجد مساء، وقام بتمزيق مصاحف ورميها في مراحيض المسجد، ولاذوا بالفرار. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الواقعة، كما لم توجه السلطات التهمة لأي أحد بشكل رسمي حتى اليوم. بينما قال موقع السراج المحسوب على الإسلاميين، إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أثناء اجتماع مخصص لمناقشة قضايا الأمن والدفاع، مع مجموعة من ضباط الجيش، أثنى على نهج الرئيس السابق، معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الساعي لاستئصال الإسلاميين من الحياة السياسية، والعامة. وبحسب مراقبين فإن تصدر الإسلاميين للمشهد السياسي بات هاجسا يؤرق بشكل كبير الحكومة الموريتانية، التي عملت جاهدة طوال الدعاية الانتخابية التي سبقت الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على التخويف من خطر صعود إسلاميي موريتانيا سياسيا، وربطهم بالأحداث التي شهدتها بلدان الربيع العربي، في تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا. “التيار الإسلامي من جانبه يرى أن أجندة استهداف النظام لهم، لا تتوقف عند الحسابات الداخلية”، مشيرين إلى “وجود حسابات خارجية، مرتهنة بأجندة بعض الدول الخليجية الساعية، لتحجيم تيار الإسلام السياسي، المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين، والقضاء عليه”، وهو ما قاله صراحة محمد جميل منصور، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” الإسلامي أثناء مؤتمر صحفي للحزب قبل أيام. مصادر داخل التيار الإسلامي أكدت كلام “منصور”، مستشهدة بأن حل جمعية المستقبل، الذراع الدعوي للإخوان، جاء في نفس اليوم الذي اجتمع فيه السفير السعودي في نواكشوط بالرئيس الموريتاني، ولد عبد العزيز، أكثر من 6 ساعات، بينما توجه وزير الشؤون الإسلامية، أحمد ولد النيني للإمارات العربية المتحدة، فجر اليوم التالي لحل الجمعية. غير أن مراقبين يرون أن التصعيد الأمني ليس من مصلحة الطرفين، فالإسلاميون الذين بدأوا مرحلة المشاركة الفاعلة بالعمل السياسي، ليس من مصلحتهم الدخول في مواجهة مع السلطة، قد تضر كثيرا بمشروعهم السياسي، الذي بات يستقطب شرائح واسعة، من الشعب الموريتاني. وفي نفس الوقت ليس من مصلحة السلطة، الدخول في حرب مع التيار الإسلامي، بل عليها استخلاص العبر من تاريخ الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الذي أدت سياسة الحلول الأمنية “المفرطة” التي تبناها ضد الإسلاميين إلى سقوطه سنة 2005، بحسب مراقبين. فيما يرى آخرون بأن زخم التنديد المصاحب لحل جمعية المستقبل من طرف قوى سياسية، ومدنية موريتانية، والتعاطف الشعبي مع الجمعية بعد قرار حلها، أمور قد تدفع بالنظام الموريتاني إلى تغيير أساليب المواجهة مع الإسلاميين، أو البحث مستقبلا عن توقيت أنسب لتوجيه ضرباته الأمنية لهم بشكل أكثر إحكاما. (الأناضول) أخبار من الرئيسية واشنطن بوست": أزمتا "القرم" واختفاء الطائرة الماليزية تظهران ضعف الولاياتالمتحدة تسريبات نص مشاريع قرارات القمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت بعد أيام من إستقالة إيمان عياد : ليلى الشيخلي تعلن إستقالتها من قناة الجزيرة أين الطائرة الماليزية؟ وماذا حصل؟