في العادة أكره الكتابات الطويلة على صفحة الفيس باعتبار أن هذا ليس مكانها وهذه المرة اضطررت في محاولة للتذكير بتقارير نشرت يمكن أن تفسر لبعض من فاتته موقف حزب الإصلاح من كثير مما يجري ونعدها تنازلات فيما لايمكن نزعها عن اتفاق أمريكي مع الأخوان المسلمين في مصر والذي على ضوئه تمكنوا من الوصول إلى السلطة وقد ظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية مهمومة في كيفية سيطرتها على الشارع الإسلامي والعربي على وجه الخصوص الذي هو على غير وفاق مع حكامه وهو مايجعل أمنها مهددا ولهذا الغرض استعانت بالكثير من مراكز البحث وخصصت لها ميزانيات مهولة لتنير لها الطريق للوصول إلى هذا الهدف الذي قدرت أنها لن تصل إليه إلا في حالة سيطرتها على من يقود ويؤثر في هذا الشارع الذي كان واضحا أنها التيارات الإسلامية وفي هذه القضية قدمت مراكز بحث دراسات عديدة إلا أن مامثل تغييرا حقيقيا في السياسة الأمريكية نحو هذه التيارات وبالذات جماعة الأخوان المسلمين هي الدراسة التي قدمتها (مؤسسة راند ) التي ولدت من رحم شركة أسلحة أمريكية شهيرة (شركة دوجلاس لصناعة الطائرات) في 15 مايو 1948م واسم (راند) مشتق من كلمتين، هما "الأبحاث والتنمية والذي جاءت بطلب من وزارة الدفاع لمساعدتها في التعرف على الشركاء المحتملين في العالم الإسلامي، الذين قد يتعاونون في الترويج للديمقراطية والاستقرار، ومواجهة تأثير الجماعات المتطرفة والتي تمارس العنف الدراسة التي نشرت في عام 2004 توصلت إلى أن على مؤسسة صناع القرار الأمريكي التعاون ودعم من وصفتهم بالمسلمين المعتدلين وإقامة شراكة معهم وقالت أنه يجب علي الولاياتالمتحدة البدأ ببناء شبكات من الإسلاميين المعتدلين وتعريف وتحديد هوية هؤلاء الإسلاميين للتحالف معهم ولهذا الغرض وضعت الدراسة بعض الملامح الرئيسية التي يمكن من خلالها تحديد ماهية الإسلاميين المعتدلين أهمها - القبول بالديمقراطية : باعتباره قبول بقيم الديمقراطية الغربية القبول بالمصادر غير المتعصبة في تشريع القوانين: وهنا تشير الدراسة إلي أن أحد الفروق الرئيسية بين الإسلاميين الراديكاليين والمعتدلين هو الموقف من مسألة تطبيق الشريعة باعتبار أن الإيمان بالديمقراطية يعني في المقابل رفض فكرة الدولة الإسلامية التي يتحكم فيها رجال الدين كما هو الحال في إيران، لذا يؤمن الإسلاميون المعتدلون بأن لا أحد يملك الحديث نيابة عن " الله ". - احترام حقوق النساء والأقليات الدينية: وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلي أن المعتدلين أكثر قبولاً بالنساء والأقليات المختلفة دينياً، - نبذ الإرهاب والعنف غير المشروع : وهنا تؤكد الدراسة علي أن الإسلاميين المعتدلين يؤمنون، بفكرة " الحرب العادلة " ، ولكن يجب تحديد الموقف من استخدام العنف، ومتي يكون مشروعاً أو غير مشروع ؟ ولإنجاح هذا التحالف نصحت الدراسة بتنفيذ عدد من المقترحات وهو ماتم تنفيذه ومن أهمها إشراك الإسلاميين في الحكم، وهنا يؤكد التقرير أن "من القضايا الصعبة مدى إمكانية أن تسمح عملية تطوير ديمقراطيات إسلامية، بالمشاركة السياسة للأحزاب الإسلامية التي قد لا تكون لديها قناعات كاملة بالديمقراطية "، ويضيف أنه "بالرغم من أن هنالك مخاوف من أن يتحرك الحزب الإسلامي الذي قد يتولى السلطة ضد الحريات الديمقراطية بمجرد توليه لمقاليد الأمور، إلا أن إشراك هذه الجماعات في المؤسسات الديمقراطية المفتوحة قد يشجع على الاعتدال في المدى البعيد"، كما أن الالتزام التام باللاعنف وبالعملية الديمقراطية يجب أن يكون شرطاً أساسياً للمشاركة. -وتشجيع إنشاء الجماعات أو الشبكات المعتدلة لمواجهة الدعوات المتطرفة، - تمزيق الشبكات المتطرفة،- رعاية عملية إصلاح المدارس الدينية والمساجد،- توسيع الفرص الاقتصادية - دعم "الإسلام المدني"، بمعني دعم جماعات المجتمع المسلم المدني التي تدافع عن الاعتدال والحداثة - قطع الموارد عن المتطرفين وموازنة متطلبات الحرب على الإرهاب مع تشجيع الاستقرار في الدول الإسلامية المعتدلة وكان لافتا أن تقريرا شهيرا نشرته مجلة فورين أفرز بعنوان (الأخوان المسلمون) المعتدلون للكاتبين روبرت ليكن وستيفن بروك في عدد مارس 2007 أكدا فيه على الولاياتالمتحدة أن تتحرك باتجاه الأخوان المسلمين باعتبارهم شريكا ً مرشحا ً للحوار بين واشنطن والحركات الإسلامية الفاعلة والمعتدلة في العالمين العربي والإسلامي واوضحا أن هناك من يستأهل فرصة التعاون معه في سبيل نشر الديمقراطية والاعتدال والترويج للقيم الأمريكية،وتحقيق مصالح واشنطن في العالم الإسلامي. ويرى الكاتبان أن حركة الإخوان المسلمين المعتدلة هي الطرف الذي يحمل هذه المواصفات مشيرين أن الإصلاحيين داخل الأخوان يبدون مرونة ويحولون دون انحراف الحركة باتجاه التطرف والعنف، ويبدون استعدادهم لفتح قنوات للحوار مع أمريكا وأن هذا التيار يلتزم منهج الواقعية السياسية وأوضحا انهما خلال الأعوام الماضية التقيا بالعديد من القادة والناشطين في صفوف حركة الإخوان المسلمين في كل من مصر، فرنسا، الأردن، إسبانيا، سوريا، تونس، وبريطانيا ودارت خلال هذه اللقاءات نقاشات مطولة بغرض استكشاف وفهم مواقف حركة الإخوان من قضايا معينة مثل الديمقراطية ' الجهاد إسرائيل ، العراقوأمريكا وفيما قالا ان النقاش كان فيه وجهة نظر إلا ان ماجمعهم هو رفضهم الانخراط في الحركة الجهادية وفي هذا السياق يمكن فهم افتتاحية صحيفة "التايمز" عقب الإطاحة بمرسي بعنوان "منطقة خطرة" والذي قالت فيه يجب على الإخوان أن يقبلوا أن مرسي خان المعتدلين الذين تعهد بخدمتهم والعمل على صالحهم. ومن أنه لا شك فشل كزعيم، حيث كان يتعين عليه انهاء انهيار الاقتصاد المصري، كما أنه لم يكن رئيسا لكل المصريين.