الاحزاب الهلامية الحاكمة في النظم الشمولية كالمؤتمر الشعبي عادة ما تكون غير متجانسة فكريا واكثر تنوعا كونها تهيمن على كل المقاليد والمصالح في الدولة فيصير الإنتماء لها مقرون بالسعي الى المصلحة وغالبا للحصول على الحق المشروع في الإمتاز الوظيفي او الترقية. وعليه لا نستطيع ان نطلق على كل مؤتمري تسمية "فلول" خاصة إذا ما سلمنا بحقيقة ان المؤتمر الشعبي لم يكن "الحزب الحاكم" وإنما "حزب الحاكم" ومن يديره ويسير الحكم هم عصبة فساد ولفيف من اللصوص والعملاء النافذون بعضهم خارج المؤتمر ويسيرون احزابا اخرى ك "الإصلاح" لكنهم بالمستوى ذاته من النفوذ والسطوة والفساد.. ناهيك ان المؤتمر لم يكن سوى خيمة فارغة مهجورة لا تملاء الا في المواسم الانتخابية وزفة الرئيس وليس له نهج او فكر عصبوي او أيديولوجية محددة. والفلول في تصوري هم النافذون والمترفون بالثراء والنهب الغير مشروع من شوخ ونافذين وقيادات امنية وعسكرية ومسؤلين في الصف الثاني والثالث في الدولة من الحزبين الحاكمين الموؤتمر والإصلاح ومن عملوا معهم وعاثوا فسادا او تورطوا بجرائم من منتفعي الصف الرابع.