أصبح للمرأة اليمنية مقعدا في الحوار الوطني في مجتمع ذكوري لا يقبل معظمة بتمثيل المرأة في الحياة السياسية،حيث حصلت على نسبة كبيرة في رئاسة لجان عمل المؤتمر، بالرغم من أن النظام الداخلي للمؤتمر يشترط وجود امرأة في هيئة رئاسة كل لجنة، إلا أن النساء فزن بأكثر من مقعد في هيئة رئاسة بعض اللجان. و حصلت ثلاث نساء على منصب الرئيس، وأربع أخريات على منصب نائب أول ومثلهن نائب ثان، وحصلت ثلاث نساء على منصب مقرر لجنة، ليصل العدد إلى 14 امرأة في هيئة رئاسة جميع اللجان.
ويعد حصول المرأة اليمنية على تلك النسبة في قيادة لجان الحوار نقلة نوعية في مجال الوصول للمناصب العليا في البلاد، بعدما كانت شبه مقصية من المشاركة في عهد النظام السابق.
المواطنة ونحو هذا السياق أوصت النساء المشاركات في ختام المؤتمر العام السادس للمرأة في صنعاء الذي عقد في 6و7 أبريل تحت شعار "يداً بيد نمضي معاً لبناء اليمن الجديد" ، بأن يكون الدستور الجديد لليمن معززا لدور المرأة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة، الدكتورة شفيقة سعيد عبده، قالت لموقع "الشرفة" اليمني: "إن أهم مخرجات المؤتمر هي الوثيقة الموحدة بمطالب النساء إلى مؤتمر الحوار الوطني".
وأوضحت أن "من أهم هذه المطالبات هي المواطنة المتساوية وإلغاء كل قوانين التمييز بين الرجل والمرأة في الدستور القادم وأيضا وضع مفردة المواطن والمواطنة للمواد القانونية".
وأضافت عبده أن المشاركين بالمؤتمر طالبوا بوضع مواد دستورية وقانونية تضمن تمثيل المرأة في المواقع القيادية وفي الهيئات المنتخبة وغير المنتخبة بنسبة لا تقل عن 30 %، مشيرة إلى أن المؤتمر جاء في التوقيت المناسب من أجل ترجمة مطالب المرأة إلى واقع.
ووفقا لعبده، تم تقسيم المشاركين والمشاركات في المؤتمر إلى ثلاث مجموعات، الأولى لوضع خطة لمتابعة ، وتقييم تنفيذ مخرجات المؤتمر، والثانية لإعداد البيان الختامي، والثالثة لإعداد وثيقة المطالب.
من جانبها قالت أفراح القرشي مديرة البرامج في جمعية رعاية الأسرة اليمنية، "إن أهمية المؤتمر تكمن في توحيد صوت النساء والخروج بمطالب موحدة في القضايا السياسية وفي مجالات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي للمرأة".
وأشارت القرشي إلى أنه "في الظاهر يعلن الرجال مساندتهم لقضايا المرأة وحقوقها حتى تأتي الفرصة لتحقيق ذلك فيتنصلون عن هذه المساندة، ولا أتحدث هنا كأفراد ولكن كجماعات وأحزاب". مضيفة "لذلك يجب أن نعمل كنساء من أجل حقوقنا وهذا ما حصلنا عليه من هذا المؤتمر في توحيد صف النساء".
صوت موحد من جهته، قال صلاح الصيادي، عضو المؤتمر الوطني للحوار، لموقع "الشرفة" إنه يتمنى أن يكون هذا المؤتمر قد شكل بالفعل صوتا موحدا للنساء وأن ينعكس ذلك في الدستور الجديد.
وأضاف الصيادي أن "توقيت المؤتمر هام خصوصا أننا في مرحلة انتقالية سنخرج منها بدستور جديد".
وأكد أنه إلى جانب مشاركين في مؤتمر الحوار الوطني سيقفون إلى جانب المرأة لتحقيق مشاركتها السياسية بنسبة 30 % في الحد الأدنى.
وعلى جانب أخر ذكرت الدكتورة فاطمة مشهور، نائب رئيس مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، لموقع "الشرفة" إن المرأة لا تزال تواجه عوائق، موضحة أن كفاءة المرأة وخبرتها في ميدان العمل لا تقل عن الرجل بينما الواقع أن نسبة توظيف المرأة لا تتجاوز 17%.
وقالت "نحن نطالب بمساواة المرأة بشقيقها الرجل لأن هذا هو الوضع الطبيعي، فالمرأة تمثل 53% من السكان ولها ثقلها الاجتماعي".
ومن جانبه ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار، إن المرأة اليمنية أثبتت خلال الثورة السلمية أنها قادرة على صنع الكثير في سبيل إيجاد تغيير حقيقي في البلاد، مشيراً إلى أن تولي المرأة مناصب قيادية في مؤتمر الحوار يعد جزءاً من التغيير، وهي بادرة رائعة وفريدة في اليمن.
السعي للمزيد من جهتهن عبرت المشاركات بالحوار عن سعادتهنّ بالحضور المتميز للمرأة في مؤتمر الحوار وبالتمثيل المشرف في لجان عمله.
وقالت رئيسة لجنة الحقوق والحريات بمؤتمر الحوار أروى عثمان: "إننا نشعر بالسعادة لحصولنا على نسبة كبيرة في قيادة لجان الحوار ونعتبر ذلك نقلة نوعية تسهم في بناء اليمن الجديد".
وأكدت في تصريح للجزيرة نت، أن النساء أعطين حقهن بشكل كبير في المؤتمر، وما زلن يسعين للمزيد ويطالبن بنسبة أكبر تصل إلى 50% أي بالمناصفة مع الرجال، كما نصت على ذلك مواثيق حقوق الإنسان.
وأشارت أروى عثمان إلى أن الدور المناط بهن صعب ومركب في آن واحد، متمنية أن تسهم المشاركات في صياغة دستور جديد يضمن حق المرأة في المواطنة المتساوية مع الرجل وتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن المرأة.
مستقبل واعد وبدور أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة :"أن النهوض بأحوال المرأة اليمنية يقتضي دائماً وجود بوتقة تنصهر فيها أهدافها وأولويات تطورها، وتمر من خلالها كل الأفكار والمشاريع الإبداعية المرتبطة بمستقبلها.
وأشار باسندوه إلى حرص الحكومة على أن يكون تمثيل المرأة في مؤتمر الحوار الوطني القادم متماشياً مع حجمها العددي، وأدوارها الإبداعية المختلفة، بما لا يقل عن 25 % من قوام المشاركين؛ لتكون حقاً شريكة للرجل في رسم ملامح المستقبل وصنع القرارات العامة، لأن مستقبل اليمن ورفاهيته من مستقبل المرأة اليمنية واستقرارها.
من جانبها قالت حورية مشهور وزير حقوق الإنسان خلال المؤتمر: "إن دعم المرأة وقضاياها العادلة هو التزام بمضامين الشريعة الإسلامية السمحاء التي تكرم بني أدم وترفع شأنه وقدره وتميزه عن سائر المخلوقات".
وأضافت " أن المؤتمر الوطني للمرأة يشكل علامة فارقة في هذه المرحلة والمتغيرات التي تشهدها بلادنا والذي كانت المرأة اليمنية أحد طلائعه "