تسارعت تطورات المشهد السياسي الأمني خلال اليومين الماضيين، فعلى مستوى المعارك العسكرية التي يقودها الجيش اليمني في جنوب البلاد ضد تنظيم القاعدة حقق الجيش انتصارات متلاحقة لم تسمح للجماعات الإرهابي حتى بترتيب أوضاعها الميدانية بعد الخسائر التي لحقتها والجبهات القتالية التي وفقدت السيطرة عليها. وكان نتيجة لهذا التقهقر في صفوف الإرهابيين من محافظتي أبين وشبوة أن فروا باتجاه محافظة البيضاء التي لا تزال حتى الآن بعيدة عن خوض معركة حاسمة بين الإرهابيين والجيش اليمني عدا عن المواجهات السابقة التي دارت خلال أيام قلائل في مديرية ذي ناعم التي كانت موطناً لتواجد أعداد قليلة من الإرهابيين فيها، وانتهت بتصفية التنظيم وسيطرة الجيش على المنطقة.
وبحسب خبير عسكري في الجيش اليمني – وهو متقاعد حالياً – فإن محافظة البيضاء لا تقل أهمية عن محافظتي أبين وشبوة بالنسبة لتنظيم القاعدة في اليمن.
ففي الوقت الذي كانتا محافظتي أبين وشبوة موطن تدريب وتمركز للتنظيم وإقامة معسكراته في الجبال فإن محافظة البيضاء تعد المخزن الاستراتيجي الذي يدخر فيه تنظيم القاعدة سلاحه.
ويعد آل الذهب الموالين لحزب المؤتمر الشعبي العام والرئيس السابق علي عبدالله صالح من أبرز أبناء محافظة البيضاء الداعمين لتنظيم القاعدة وقد كانوا يمدون الجماعات الإرهابية بالأسلحة المتوسطة والثقيلة خلال تواجدهم في المحافظة بحكم نشاطهم في تجارة الأسلحة وعلاقتهم بتجار أسلحة آخرين.
وتأتي هذه التطورات بعد أن تداولت وسائل إعلامية معلومات تفيد بعثور قوات الجيش على مخزن للأسلحة تابع لتنظيم القاعدة، ثبت – حسب ما ورد – أنها كانت قد صرفت للفرقة الأولى مدرع.
وعلى المستوى الأمني داخل العاصمة صنعاء فقد شهدت هي الأخرى بصورة ملفتة للأنظار عدة حوادث تفجير متتالية، فبالإضافة إلى مقتل زعيم قبلي من محافظة مأرب (آل شبوان) كان متهماً بتفجير أنبوب النفط في العام 2012م على أيدي أفراد من الأمن ليل الخميس في العاصمة، - وقالت وسائل إعلام أنه قتل على إثر تلقيهم بلاغ كاذب بانتمائه لتنظيم القاعدة، وكان الغرض منها استنفار أبناء قبيلة آل شبوان التي ينتمي إليها الزعيم القبلي ضد الجيش وهو ما حدث فعلاً عندما وقعت اشتباكات مسلحة بين القبائل وأفراد المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب أعقبها مهاجمة نقاط أمنية في مأرب وتلا ذلك انتشار للجيش في شوارع المحافظة بالمصفحات والدبابات – حدثت عدة تفجيرات اليوم الجمعة بدأت بتفجير حافلة عسكرية في السادسة صباحاً بالقرب من فندق موفمبيك وكانت تقل جنوداً وضباط تسبب بجرح أحد عشر منهم بشظايا جراء العبوة الناسفة التي زرعت في الحافلة تلاه حدوث اشتباكات بين مسلحين وأفراد من الحرس الخاص في الساعة الخامسة عصراً، بالقرب من مبنى الأمن السياسي ومحاولة اقتحام نقطة أمنية قريبة من دار الرئاسة، وراح ضحية هذا الحادث 4 جنود وورود أنباء عن اختطاف آخرين – بحسب المعلومات الواردة للمساء برس حتى لحظة كتابة التقرير.
وتلا ذلك هجوم مسلحين على نقطة أمنية على الطريق الواصلة بين محافظتي عمران وصنعاء قالت المعلومات أن السيارة التي تقل المسلحين كانت قادمة من طريق عمران.
وعند الساعة العاشرة والنصف تقريباً من ليل الجمعة وقع انفجار أسفل جسر المالية أمام السفارة السعودية جنوب العاصمة أعقبه إطلاق نار كثيف لم يعرف مصدره – بحسب مصادر المساء برس -. المصادر أضافت أنه تم إغلاق الشارع كلياً.
مراقبون أفادوا للمساء برس أن أحداث العاصمة الأخيرة مرتبطة ببعضها البعض وتوقيتها مرتبط بتقدم العمليات العسكرية في أبين وشبوة ضد تنظيم القاعدة.
على الصعيد ذاته قال خبير عسكري للمساء برس إن قائداً عسكرياً رفيع المستوى وراء أعمال العنف الأخيرة في العاصمة بتنسيق مع نافذين يسعون إلى إرباك الجيش وقيادته عن مهامه في ميدان القتال في الجنوب.
مشيراً على أنه تواصل مع عدد من القادة العسكريين الذين ألمحوا له بوجود مخطط لتحويل المواجهات التي تستهدف تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة بغية تخفيف الضغط على تنظيم القاعدة لإعادة ترتيب أوراقه.
وفي السياق ذاته قال محللون للمساء برس إن استخدام بعض الأطراف لورقة الفوضى الأمنية داخل العاصمة يأتي بعد أن فشلت تلك الأطراف في فرض وساطة بين قيادة الجيش وعلى رأسهم عبدربه منصور هادي وبين تنظيم القاعدة.
وكانت الاستخبارات وبالتزامن مع العمليات العسكرية في أبين وشبوة كثفت عملياتها داخل العاصمة وألقت القبض على عدد من قيادات التنظيم والخلايا الإرهابية المرتبطة بالتنظيم، والتي وصفها أحد الضباط في الجيش بأنها عمليات "تصفية رجال علي محسن في صنعاء" حسب المعلومات التي حصل عليها المساء برس من مصادر خاصة. أخبار من الرئيسية صهاريج عدن الصامدة تحمي العدنيين منذ آلاف السنين صحيفة خليجية: 3300 ضابط وجندي من حضرموت يتهرّبون من أداء واجبهم دعماً لوجستياً يقدمه حزب سياسي للقاعدة.. من يدير المواقع الإخبارية للتنظيم؟ "حروب قذرة" فيلم أمريكي يكشف حقيقة "القيادة المشتركة للعمليات الخاصة الأمريكية" ويتطرق لتفاصيل عملية المعجلة