بات من الواضح أن الحرب التي يخوضها الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة قد تطورت إلى حرب بين الدولة اليمنية والإرهابيين من جهة وبين الرئيس هادي وجماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم حزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة أخرى. حيث تعمد الرئيس عبدربه منصور هادي خلال اجتماعه الاستثنائي اليوم باللجنة الأمنية بصنعاء توجيه رسائل نارية إلى الإخوان المسلمين في اليمن وأطراف أخرى تسعى إلى إيقاف العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة.
وقال هادي في حديثه لأعضاء اللجنة الأمنية أن الحرب على الإرهاب في اليمن تحظى بدعم وتقدير واحترام على مختلف المستويات إقليمياً ودولياً وأممياً، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة إلى الممتعضين من حرب الجيش على القاعدة مفادها أن الرئيس والجيش غير مبالين بالدعوات التي يتبناها رجال دين وسياسيين ينتمون لجماعة الإخوان في اليمن وحتى قياديين في حزب الإصلاح – وهو الواجهة السياسية للإخوان المسلمين – والتي يسعون من خلالها – الدعوات – إلى هز معنويات الجيش وتأنيب الشعب ضد هادي والجيش في حربه على القاعدة وتعمل على الترويج لعدم مشروعية الحرب على الإرهابيين – حسب تعبير المراقبين.
وأضاف المراقبون أن تعمّد الرئيس ذكر عبارة "تأييد المجتمع الدولي" هي رسالة مفادها أن "المجتمع الدولي يقف معي ومهما فعلتم فلن أتراجع عن إنهاء هذا التنظيم في اليمن".
وكان هادي قد وصف العمليات الإرهابية للقاعدة في اليمن ب"العدوان الهمجي والغاشم الذي وصل إلى العاصمة صنعاء وبات يقلق يومياتها ولا بد من العمل على استئصال الإرهاب بكل ما هو ممكن"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة وأهمية التقسيمات الأمنية بصورة دقيقة وفي مربعات محددة يشرف على خططها وزير الداخلية وأمين العاصمة محملاً إياهما كافة المسؤولية.
ولم تكن رسالة هادي السابقة هي الوحيدة التي أراد إيصالها للمتضررين من حرب اليمن على القاعدة، حيث لم يلبث هادي أن وجه الرسالة الثاني والتي أكد فيها أن الحرب مستمرة حتى تطهير اليمن من الإرهابيين قائلاً "إن المعركة مع التنظيم الإرهابي مفتوحة وعلى القوات المسلحة والأمن الاستعداد لحملات تطهيرية في محافظات “أبين، مأرب، شبوة، والبيضاء” وملاحقة القوى الإرهابية بقوة وحسم".
وفي معرض حديثه قال هادي "إن الحرب استنزفت كلفة اقتصادية باتت تؤثر على اليمن تأثيراً بالغ السوء ولم يعد بالإمكان الانتظار في أماكننا ليأتي اليوم الذي يهجم علينا جميعاً".
وفيما يبدو فإن حزب الإصلاح باشر بالرد على خطاب هادي اليوم مستغلاً ما قاله عن الكلفة الاقتصادية التي أرهقت اليمن جراء الحرب.
حيث أدلى خالد الآنسي – ناشط حقوقي في حزب الإصلاح – اليوم بتصريح لوسيلة إعلامية تابعة للحزب قال فيه إن ما يحدث في اليمن ليس حرباً على الإرهاب بل هي حرب على الشعب من خلال ما تستنزفه الدولة من أموال في هذه الحرب في حين أن تنظيم القاعدة يتنقل من محافظة إلى أخرى.
تصريح الآنسي اعتبره المراقبون أنه رد الإصلاح على تصريحات هادي اليوم، مشيرين إلى أن الإصلاح بدأ يلوح بتهديد جديد للرئيس الغرض منه التشكيك في مصداقية الحرب الدائرة في المحافظات الجنوبية ضد الإرهابيين.
واعتبر المراقبون أن الإصلاح بدأ يغير من خطابه بعد أن فشل في تغيير اتجاهات الرأي العام اليمني ومواقفه في الحرب على الإرهاب، معتبرين أن ذلك التغيير في الخطاب يصب نحو التشكيك في النوايا الحقيقية للحرب في رسالة ضمنية مفادها "أن الحرب مجرد وسيلة لاستنزاف المال العام"، وهو ما ألمح إليه الآنسي في سياق حديثه. أخبار من الرئيسية عمران : تشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا في ساحة الاعتصام بقارن صحيفة عربية: الحوثي قد يتحول إلى حزب سياسي معلومات خاصة: إطلاق سراح المختطف الألماني كان مقابل إطلاق سراح أحد قتلة اللواء حسين مشعبة أغسطس الماضي الخارجية اليمنية: نخوض معركة شاملة ضد التطرف والإرهاب