قالت صحيفة سعودية إن هناك مساعٍ سياسية وقبلية لإيقاف المواجهات التي تخوضها قوات الجيش والأمن لليوم الرابع على التوالي ضد مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظتي أبينوشبوة. ونسبت صحيفة «المدينة» السعودية إلى مصادر عسكرية قولها إن «اللواء على محسن مستشار رئيس الجمهورية للدفاع والأمن، أرسل وساطة من حزب الإصلاح إلى الرئيس مساء الخميس، للمطالبة بإيقاف المواجهات العسكرية مع القاعدة» ، مشيرة إلى أن الرئيس هادي رفض استقبال الوساطة معلقًا بالقول : «أنا عارف ماذا يريدون». وحول التسجيل الذي بثه تنظيم القاعدة ،الجمعة، ودعا فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأخذ بنصائح الناصحين وحذره من مغبة إثارة الحروب، فسرت الصحيفة ذلك بأنه يشير إلى الوساطة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر- لدى الرئيس هادي بوقف الحرب ضد مسلحي التنظيم في محافظتي شبوةوأبين. ويأتي حديث الصحيفة السعودية عقب نشر الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام ، خبر وجود وساطة اللواء محسن وقيادات إصلاحية لإيقاف المواجهات ضد القاعدة ، وبنفس التصريحات التي أوردها الموقع. وأكد «المؤتمر نت» أن «مصادر عسكرية كشفت النقاب عن مساع سياسية وقبلية لإيقاف المواجهات التي تخوضها قوات الجيش والأمن لليوم الثالث على التوالي ضد عناصر الارهاب في محافظتي أبينوشبوة». وأوضح أن اللواء على محسن أرسل وساطة من حزب الاصلاح إلى رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي القائد الاعلى للقوات المسلحة مساء الخميس للمطالبة بإيقاف المواجهات التي تنفذها منذ الثلاثاء الماضي وحدات عسكرية قتالية بالتعاون مع الوحدات الأمنية ورجال اللجان الشعبية والوجاهات الاجتماعية والمواطنين في عملية واسعة تحت شعار (معاً من أجل يمن خال من الإرهاب) ضد عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة في المحافظتين. ونقل الموقع عن مسئول عسكري رفيع قوله إن «الوساطة التي تقدمها القياديان في شورى الاصلاح الشيخ ورجل الدين عبدالمجيد الزنداني والشيخ صادق الاحمر حملت مطالب للرئيس هادي تتضمن ايقاف الحرب ضد تنظيم القاعدة» ، غير أن الرئيس هادي رفض استقبال الوساطة معلقا بالقول : «انا عارف ماذا يريدون». من جهته رد مصدر بمكتب الشيخ صادق الأحمر على ما نشره موقع «المؤتمر نت» ، نافيا كل ما ورد في الخبر الذي نسبه إلى مسؤول عسكري رفيع. وأكد في بيان نشرته صحيفة «عدن الغد» أن «مكتب الشيخ صادق اعتبر المصادر التي ينقل عنها المؤتمر نت وغيره من المواقع الاخبارية المضللة، اعتبرها مصادر مطبوخة ووهمية اعتادت عليه هذه المواقع بهدف النيل من الشخصيات التي ساندت ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية». ولم يحدد الشيخ صادق الأحمر أي موقف حيال الحرب الدائرة في محافظاتشبوةأبين والبيضاء , في الوقت الذي دعا فيه المؤتمر الشعبي العام انصاره الى الوقوف خلف القوات المسلحة واللجان الشعبية". وفي السياق رأى مراقبون أن تزامن حديث الصحيفة والموقع الرسمي لحزب المؤتمر عن وساطة اللواء محسن وحشر حزب الإصلاح فيها يأتي ضمن الاستهداف السعودي المؤتمري لمستشار رئيس الجمهورية وحزب الإصلاح. وأشاروا إلى أن السعودية تسعى لجعل الإصلاح يبدو وكأنه يدافع عن القاعدة ، تمهيدا لإدراجه في قائمة الإرهاب والتي سبق وأن صنفت الحوثيين وجماعة الإخوان فيها. من جهته قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة علي الذهب إنَّ الحديث حول وساطة يقودها اللواء محسن وقيادات في حزب الإصلاح لإيقاف الحرب على القاعدة ، يندرج ضمن الكيد السياسي، في وضعٍ إعلامي غير منضبط، وذلك لوضع حزب التجمع اليمني للإصلاح في موقع المساند للقاعدة أو المتضرر من الحرب ضدها. وأكد الذهب في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ ذلك يأتي مع تسريب آخر جاء بعد يوم واحد من بدء العمليات العسكرية في أبين، يفيد بامتناع الرئيس هادي عن لقاء اللواء محسن ومنعه من مزاولة عمله في مقره المعتاد، وهو ما قوبل بالنفي. وأضاف : «لم أعثر على معلومات مؤكدة عن قيام مستشار الرئيس هادي لشئون الأمن والدفاع، اللواء علي محسن صالح، بمثل هكذا مبادرة، ولم تؤكد أو تنفي ذلك مؤسسة الرئاسة، والأمر نفسه بالنسبة لمكتب اللواء محسن». في غضون ذلك دعا مصدر مسؤول في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح القوى المنشغلة بالحزب ونسج المؤامرات والأكاذيب حوله أن تصرف جهدها لبناء اليمن عوضا عن إهداره فيما لا طائل منه. وطالب المصدر في بيان له رئيس الجمهورية بالكشف عن الجهات التي توفر الغطاء للجماعات الارهابية. وقال: «آن الاوان لرئيس الجمهورية أن يكشف للرأي العام في الداخل والخارج من هي الجهات التي توفر الغطاء للجماعات الارهابية المسلحة وتسعى لزعزعة الاستقرار في الوطن وتعرقل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنفخ في نار الفتنة الطائفية والمذهبية وتقف خلف عمليات الفوضى والتخريب وتساند جماعات العنف وعصابات التقطع ومنفذي الاغتيالات وخاطفي الأجانب ومخربي أنابيب النفط وشبكات الكهرباء». واتهم جهات ،لم يسميها، بتوظيف وسائلها الاعلامية وخطابها السياسي للنيل من مكانة الدولة وتعمد إسقاط هيبة المؤسسات ورموزها من رئاسة وحكومة وقوات مسلحة وأمن وعملت – ولاتزال- على اقناع الرأي العام بعدم وجود الدولة ، مشيرا إلى أن تلك الجهات هي من أغرت بخطابها وساعدت بمواقفها ونزعتها التخريبية تلك الجماعات الارهابية المسلحة لرفع السلاح في وجه الدولة ومحاولة إسقاط مناطق بل ومحافظات وإخراجها عن السيادة الوطنية واستمراء الاعتداء على قوات الجيش والأمن كما هو والحال في أبينوشبوة وعمران اليوم. ودعا تلك الجهات إلى أن تقرأ جيدا رسائل رئيس الجمهورية التي أعلنها في خطابه الاخير وأن تعي أن الحلم والصبر والنفس الطويل إزاء جرائمها بحق الوطن ما كان ليستمر إلى ما لانهاية وأنه بات عليها اليوم وبكل وضوح ان تتقي غضبة الحليم. وأكد الذهب أنَّ تصريح حزب الإصلاح عما يجري في أبين جاء متأخرا، وبطريقة غير واضحة عن ما أسماه «الحرب ضد الجماعات الإرهابية» ولم يحدد بدقة هذه الجماعات ، مقابل استباق جهات أخرى للجميع وإعلان موقفها الداعم للجيش وللرئيس هادي، لافتا إلى أن إعلاميين يتبعون لجهات مماثلة سارعوا بالدفع والإحماء لهذه المواجهات كل بحسب ما يرمي إليه. وفي وقت سابق حذر مركز اتجاهات للدراسات الإستراتيجية وقياس الرأي من خطورة استفحال الإرهاب داخل اليمن في ظل رعاية بعض الأطراف السياسية له. وأوضح المركز ،في بلاغ، أن دراسات ميدانية وأعمال استقصائية أجراها توصلت إلى أن نافذين في بعض القوى وأطراف سياسية داخلية وخارجية متورطين بطرق مباشرة وغير مباشرة في دعم الإرهابيين من خلال التهيئة لأنشطتهم وخلق البيئات المناسبة لتوغلهم وتمركزهم في بعض المحافظات بغرض تصوير اليمن كبلد غير آمن نكاية بالسلطة السياسية والأجهزة الأمنية, مشيرا إلى أن هناك أطرافا أخرى متورطة في التستر والدعم المباشر لهذه الجماعات وبذرائع مختلفة قبلية وحزبية. وأدن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ،أمس الجمعة، الأعمال الارهابية التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة في أبين وشبة بهدف زعزعة الامن والاستقرار واستهداف الجيش. وأشاد صالح في منشور له على موقع فيس بوك بالقوات المسلحة التي قال إنها تخوض معارك ضد تنظيم القاعدة في تلك المحافظات. وعلى صعيد متصل قال تقرير أميركي إن «مسلسل الحرب الأبدية في اليمن التي يشعلها تنظيم جماعة التمرد الحوثي في الشمال وتنظيم القاعدة في الجنوب, يسوق إلى إقلاق الأمن والاستقرار ويدعو إلى الفوضى في منطقة حساسة من العالم تعكس الاضطرابات فيها حالة من التخوف والقلق المريب على المصالح العالمية والدولية في المنطقة». وذكر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى أن قلق الغرب يتصاعد وفي المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، مشيرا الى أنه في الفترة القصيرة الماضية تعالت أصوات داخل ممرات ودهاليز إدارة ومكاتب سياستها الخارجية بعد أن خرجت عن الصمت وارتفعت درجة حرارة القلق بخصوص التمرد الحوثي والقاعدي. ويخوض الجيش اليمني منذ الإثنين الماضي معارك شرسة ضد عناصر القاعدة , يقول الجيش إنه حقق عليها انتصارات والحق بها خسائر كبيرة , في حين تقوم تلك الجماعات انها تصدت للجيش والحقت به خسائر في العتاد والجنود". واستغل التنظيم ضعف السلطة المركزية اليمنية في 2011 نتيجة الثورة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتعزيز وجوده بشكل خاص في جنوب البلاد وشرقها. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية ،اليوم السبت، أن قائدا بارزا للقاعدة قتل في هجوم شنه الجيش اليمني ضد مسلحين للقاعدة جنوب البلاد. وأفادت بأن أبو إسلام الشيشاني القائد البارز في القاعدة في جزيرة العرب قتل في هجوم للجيش اليمني في محافظة أبين خلال هذا الأسبوع. واعترفت القاعدة بمقتل عدد من عناصر التنظيم في القصف المكثف الذي يشنه الطيران اليمني على معاقل التنظيم في أبينوشبوة. وقال القيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيد المرقشي إن القصف أودى بحياة عدد ممن وصفهم بالمجاهدين ، كما كشف عن تقد تحرزه الحملة العسكرية الهادفة الى تطهير أبين من التنظيم.