في رده على الانتقادات الموجهة له بشأن وقوفه وراء ترشيح معاذ بجاش وكيلا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والحملة التي يتعرض لها،ظهر أستاذنا القدير نصر طه مصطفى مدير مكتب الرئيس في مقاله(ما ينبغي قوله في هذه اللحظة)مرتبكا ،مما جعله يرتكب عدة أخطاء سأستعرضها بالشكل التالي : -استهل مقاله بقوله :باختصار شديد ،لكنه عاد وناقض نفسه في نهاية المقال بقوله :اعذروني على التطويل ،وهو ما يوحي بمعاناته من ارتباك واضح ،هذا الارتباك ظهر أيضا في الفقرة الخامسة من المقال عند حديثه عن الرئيس هادي ،حيث ألحقه بعبارة حفظه الله ،وهو أول من يعلم بتوجيه سابق للرئيس بإلغاء هذه العبارة عند الإشارة إلى اسمه . -في اعتقادي أن ذكر طه لهذه العبارة كانت من باب محاولة كسب عطف الرئيس خاصة انه في فقرة أخرى يتحدث عن تفهم الرئيس لمثل هذا النوع من الحملات الإعلامية . -لم يكن أستاذنا القدير موفقا في كثير مما طرحه من مبررات وأمثلة مرتكباً عدد من الأخطاء وهى : -في البداية حرص على تكذيب شائعة تقديم استقالته من منصبه ،مؤكدا أن ذلك لم يحدث ولن يحدث ،فظهر دون ان يدري متشبثاً متمسكاً بمنصبه مهما حصل ،وكان الأنسب في اعتقادي تجنب الحديث في ذلك، لان تلك الشائعة كانت تصب لصالحه وتزيد من أعداد المتعاطفين معه . - عند حديثه بشأن أن سلطة القرار هي للرئيس وهو صاحب الحق ...وأنه كمدير مكتبه لاينفذ إلا توجيهاته ،لا أعرف مالجديد في ذلك ،وهذا هو الأمر الطبيعي للوضع ،إلا أذا كان لدى أستاذنا العزيز اعتقاد أخر انه مسيطر على الرئيس أو هو من يتحكم في القرارات الجمهورية فهذا أمر أخر خاصة أنه في فقرة تالية يتحدث عن حسابات الرئيس وتقديراته بعدها يتحدث عن حساباته هو وتقديراته وكأنه يقارن بين شيئين متساويين أو متقاربين من حيث الأهمية . - رغم ان طه تجنب الاعتراف الصريح بوقوفه وراء قرار بجاش ورفيقيه ،لكنه يعترف بذلك ضمناً بقوله في إحدى الفقرات :لقد سعدت بصدور القرارات الأخيرة ،لكن اللافت هنا استدراكه بالقول (فقد تقبلت بكل أريحيه إلغاء قرار تعيين وكيل الجهاز )لا حظوا معي أنه كان سعيداً بالقرارات ولم يكن كذلك فيما يتعلق بإلغاء قرار بجاش ،فقد تعامل معه بأريحيه وليس بالضرورة أن يكون راضي عن الإلغاء لكنه يتعامل معه كأمر واقع وان كان ضد رغبته. -لاحظوا معي تلميحه إلى ان الرئيس هادي اخطأ بإلغائه قرار بجاش ،وذلك بحديثه عن حسابات أخرى للرئيس وراء قراره. - خطأ أخر يرتكبه أستاذنا العزيز عندما اتهم الأقلام الصحفية الحرة ونشطاء الثورة المستقلين ،الذين اثأروا قضية بجاش بممارسة اغتيال معنوي بشع بحق بجاش - حسب وصفه - طيب إذا كانت نظرته للانتقادات الصحفية على أنها بهذه الفداحة ، فما هي نظرته لحجم الجريمة لمن استجاب لتلك الحملة واتخذ قرار الإلغاء . -ما اثار استغرابي حقا هو كيف جال بخطر أستاذنا العزيز ان مجرد سرده لمؤهلات بجاش العادية ،أمر كفيل بإقناع الآخرين بملائمته كوكيل للجهاز ،اما بالنسبة لمسألة تسجيله لدراسة الماجستير في مجال الادارة ،فالجميع يعلم أن من يسجل لتحضير الماجستير في تخصص غير تخصصه الاصلي يطلب منه دراسة مواد عديدة من التخصص الجديد والنجاح فيها على مستوى البكالوريوس كشرط لقبوله . - تحدث نصر طه عن العصر الذهبي لوكالة سبأ خلال قيادته لها ،وانا اتفق معه في أن الوكالة تحسن اداؤها في عهده ولكن في مضمار عملها الاعلامي ،وذلك راجع إلى وضعه آلية معينة للعمل وتخصيص مقابل مالي مناسب للعاملين فيها ،وهذا يحسب له ،لكن ما يأخذه عليه غالبية موظفي الوكالة انه خول صلاحياته الادارية والمالية لمدير مكتبه ،الذي صال وجال فيها دون رقيب أو حسيب ،وتركتهم لقمة سائغة لعقليته المحدودة وشلليته . - اترفع عن الاستدلال بكلام سابق لشخص من امثال سلطان البركاني عن حجم التجاوزات المالية في الوكالة ،وانها في مقدمة قائمة بأسماء المؤسسات المتهمة بالفساد لدى اللجنة المالية في مجلس النواب . -جانب التوفيق أستاذنا القدير عندما استدل بنجاح وزيري الخارجية والمالية في وزارتيهما رغم ان تخصصهما في مجال أخر ،والحديث عن ذلك كدليلا على امكانية نجاح بجاش في الجهاز المركزي، في اعتقادي أنه غير موفق و لايوجد أي مجال للمقارنة بين الحالتين وحالة بجاش . - اشار إلى عدم تقديم المنتقدين لبجاش أية ادلة أو وثائق تثبت فساده ،ويبدو أن نبرة التحدي والثقة التي ابداها نصر طه ،راجعة إلى اطمئنانه لاستحالة اثبات ذلك بعد تدمير مسلحي اولاد الاحمر خلال الثورة لمبنى واجهزة ووثائق الوكالة ،اضافة إلى أن لوبي الفساد على مستوى الصف الاول والثاني منذ انشاء هيئة مكافحة الفساد واقرار تقديم مسئولي الدولة للذمة المالية ،دفع هؤلاء إلى تسجيل كل ما يقتنونه من اصول ثابته ومنقولة وارصدة مالية بأسماء اقاربهم واصدقاء موثوق منهم. -بالنسبة لحديث أستاذنا العزيز عن بساطة الوضع المالي لبجاش ،فلا أعتقد أن مثل هذا الطرح قادر على اقناع احد حتى المتعاطفين مع بجاش نفسه أن وجدوا اصلا . - لا يمكنني انكار وجود حملة تستهدف نصر طه ،وانا ضد أي استهداف شخصي له ،لان تواضعك واخلاقك ورحابة صدرك معروفة للجميع ولا غبار عليها ،لكن عليه أن يدرك أن كل من يدعم أو يدافع عن الفاسدين لن يكون بمنأى عن عيون اليمنيين وسلطتهم الرابعة ،لقد تحول الفساد إلى المهدد الاول لبقاء الدولة اليمنية ،ولايمكن السكوت عنه أو التساهل تجاهه في يمن مابعد ثورة 11فبراير المتحررة من ربق الاحزاب والقوى النافذة ولوبي الفساد . - بشرتنا استاذي العزيز في ختام مقالك بتناول ما اسميته كذبة توظيف 80 اصلاحي في المكتب ،لكني اتمنى عليك الحديث أيضا عن السبب الذي اثار قلق الموظفين على مستقبلهم داخل المكتب وجعلهم يتدافعون يوم الجمعة الماضية للاجتماع في صالة الانس بالصافية وبحث التوجه إلى منزل الرئيس وتقديم رسالة باسم الموظفين يشكون فيها من الظلم والاقصاء والفساد ،وانشغالك عنهم وتغاضيك عن تعالي وعجرفة وفساد مدير مكتبك ورئيس دائرتك المالية . - في الاخير وبحكم كوني أحد موظفي المكتب فسأحاول تسليط الضوء في الايام القادمة على تجربة أستاذنا القدير القصيرة في المكتب بنوع من التجرد والمصداقية ومعرفة ايجابياته وسلبياته ،وذلك في سلسلة حلقات اسميتها :مالذي يجري في رئاسة الجمهورية كعنوان رئيسي وعناوين فرعية هي : -هل تحول النصر الرئاسي إلى هزيمة ؟ -لصوص الثورة . -ما وراء تجميد المكتب !! -اقصاء ممنهج وهل يعرف الرئيس ماذا يدور في مكتبه !!