الألعاب النارية.. "ممنوعة" في يوم ولاية علي بن أبي طالب و"مسموحة" في ليلة اغتيال سالم قطن وزارة الداخلية تهرب من فشلها الأمني الفاضح إلى حماية البيئة من روائح المفرقعات الأمن المعفن كل ما هو مسموح للآخرين من الأحزاب والجماعات والكيانات المتنوعة ممنوع منعا باتا على الحوثيين في عهد النظام السابق وفي زمن النظام الجديد الذي شاركوا في تحقيقه بالإسهام الفاعل في ثورة التغيير الشبابية.. يمنع عليهم ممارسة السياسة والتحالف مع الآخرين والتواصل مع الأطراف والمشاركة في الميدان والحصول على المناصب وصولا إلى إبقاء المنع مفروضا عليهم في حظر إحياء يوم الولاية وغيد الغدير.. بينما يسمح لغيرهم بإحياء المناسبات الدينية في حراز ودماج وتريم ولا يمنع اليهود من الاحتفال بعيد الفصح في ريدة والمدينة السياحية بل والاحتفاء بأعياد الميلاد والكريسماس وصولا إلى توجهات الحكومة لإقرار يوم السبت كعطلة رسمية بدلا عن يوم الجمعة.. كما ويمنع الحوثة من التعامل مع سفارات وسفراء الدول العربية والإسلامية فيما يسمح للإصلاح والسلفيين بالتعاون مع أمريكا والسعودية وتركيا والدول الغربية.. ممنوع على الحوثيين التصالح مع صالح وعائلته وحزبه ومسموح للإخوان المسلمين التحالف مع علي محسن وآل الأحمر.. يمنع الحوثي من التواجد في تعز والحديدة وعدن ويسمح للإسلاميين والنافذين السيطرة على أراضي الجنوب وسهول تهامة وثروات اليمن.. يمنع الحوثيون من التنسيق مع الحراك الجنوبي وتبادل التضامن والتعاطف لإخراج الوطن من المحنة.. ومسموح للقوى التقليدية والدينية ممارسة القمع والاستباحة والاحتياج للحراك والجنوبيين باسم الوحدة.. ممنوع على مواطني صعدة حمل السلاح والدفاع عن النفس ومسموح لقبائل حاشد وأرحب مهاجمة المعسكرات ومواجهة الجيش.. يرفضون مشاركة أنصار الله في الحوار الوطني ويطالبون بإشراك الإرهابيين من تنظيم القاعدة في مؤتمر الحوار.. وهكذا يمضي الحال بتوزيع صكوك الغفران على طريقة ما هو حلال لنا حرام على غيرنا.. ولو أخذنا ما جرى الأسبوع الماضي من استنفار واسع لإثناء أتباع المذهب الزيدي وأنصار الحوثي من الاحتفاء بعيد الغدير وإحياء ذكرى ولاية الإمام علي بن أبي طالب في العاصمة وغيرها من محافظات الجمهورية.. لدرجة إعلان الجهات الرسمية والأمنية حالة الطوارئ ورفع التأهب لأقصى درجة للحيلولة دون إقامة المهرجانات الشعبية احتفاء بهذه المناسبة الدينية التي حشد حزب الإصلاح قواه السياسية والعسكرية والإخوانية والإعلامية والدولية لمنع الحوثي والزيود من إحيائها بالزوامل والبرع والألعاب النارية.. واندفعت وزارة الداخلية للتحذير والتهديد لاستخدام المفرقعات وإحراق الإطارات لإشعال التناصير بذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي فشلت في ضبطه داخل أقسام الشرطة بقلب العاصمة وبمبرر المحافظة على البيئة التي عجزت حكومة الوفاق عن رفع المخلفات الآدمية من شوارع المدن الرئيسية.. في حين أن هذه الأطراف في الدولة والإصلاح والمشترك والمؤتمر سمحت وتعاونت وساهمت قبل أشهر قليلة في إشعال العاصمة والمحافظات اليمنية بنيران الأسلحة والرصاص والذخيرة الحية وأضواء المفرقات وأصوات الألعاب النارية وأدخنة التواير والمباخر ابتهاجا بفوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي برئاسة مصر قبل أسبوع من إعلان النتيجة الرسمية.. وفي ليلة اليوم الذي اغتيل فيه القائد العسكري سالم قطن بعملية انتحارية بمحافظة عدن وبدا ذلك الاحتفاء الإصلاحي غير المبرر وكأنه تعبير عن فرحة اغتيال سالم قطن الذي ذرفوا عليه في الصباح دموع التماسيح. (صحيفة الديار)