اتهمت (فتحية المعمري) زوجة ضابط النقطة الأمنية فيمديرية حيس بمحافظة الحديدة، الذي توفي قبل عدة أيام في ظروف غامضة، مدير أمنالمحافظة ومدير المستشفى العسكري بالتغطية على حادثة مقتله وتلفيق تقرير طبي حولملابسات وفاته. وقالت (المعمري) ل"اليمن اليوم" إن زوجها الضابط (غالبالحسني) عاد من صنعاء بعد يوم من حضور حفل أقامه رئيس الجمهورية لترقيته إلى رتبةملازم ، مشيرة إلى أنه قضى عصر ذلك اليوم: "خزن في منزل والده في الحديدة قبلأن يعود إلينا في البيت الكائن في مديرية حيس". بعد ساعات من عودة الحسني إلىبيته بدأ يشعر بالتهاب في معدته اضطرت حينها زوجته (فتحية) إلى جلب دكتور له إلىالمنزل بهدف فحص حالته الصحية تبين حينها أنه يعاني من ملاريا وتم حقنه بعدة أدوية.في الصباح قرر الحسني الذهاب إلى إدارة الأمن بهدف متابعة التصدير الخاص برتبتهالعسكرية الجديدة " بعد ما تمت ترقيته أعيد إرساله إلى محافظة الحديدة وكانعليه متابعة المعاملة بهدف تثبيته كضابط من جديد ". أبلغ الحسني زوجته بأنه لميتم تصديره بعد وأن عليه البقاء في مدينة الحديدة للمتابعة. عصر اليوم الثاني حيثكان برفقة زوجته بمنزل والده في المدينة شعر الحسني بالتهاب المعدة من جديد اضطرحينها إلى الذهاب إلى مستشفى الأقصى باعتباره مستشفى خاصاً وتبين للأطباء أن الالتهاباتنادرة لكنها لم تكن تستدعي بقاء الحسني في المستشفى وتم إعطاؤه بعض الأدوية بهدفتهدئة الألم.في اليوم التالي قرر الحسني إجراء مزيد من الفحوصات الطبية فذهب إلىمستشفى سبأ. بعد إجراء الفحوصات تبين بأنه يعاني من أميبيا والتهابات فقط. لميقتنع الحسني بالفحوصات الطبية في المستشفيات الخاصة سالفة الذكر وقرر بعدهاالذهاب إلى المستشفى العسكري للاطمئنان على صحته: " دخلت معه المستشفى وكانثمة طبيب مناوب قرر إعطاءه حقنة فقط وأخبره بأنه سليم وعليه العودة إلىالبيت". بقي الحسني عدة ساعات في المستشفى لإجراء فحوصات طبية سبق وأن رفض إجراءهاالطبيب المناوب لكن مع تزايد الضغط النفسي شعر باختناق استدعى طلب الأوكسجين غيرأن الطبيب المناوب أبلغه بأن المستشفى لا يوجد فيه أوكسجين أصلا وأن عليه الذهابإلى مستشفى خاص. بحكم شهرة الضابط الذي خدم وطنه في كشفه لأكثر من 5000 مسدس كانتمعدة للاغتيالات انتفض أحد ضباط المستشفى وذهب مسرعا لشراء الأوكسجين: "قالالضابط هذا زميلانا الذي خدم البلد وسنعطيه أوكسجين من عيوننا ". في صباحاليوم التالي أجرى أطباء المستشفى العسكري كشافة طبية للحسني وتبين حينها وجودسوائل غريبة.. شعرت فتحية بأن حالة زوجها الصحية بدأت تستاء وقررت طلب سيارة إسعافمن مدير المستشفى بهدف نقله إلى مستشفى 22 مايو. أبلغ مدير المستشفى فتحية بأنزوجها دخل في غيبوبة وطلبوا من أفراد العائلة بمن فيهم الأطفال مغادرة المستشفى فيوقت طلب فيه مدير المستشفى من (فتحية) الذهاب إلى خارج المستشفى لجلب حقنة خاصةبمرضى السكر: "غادرت المستشفى ونبض زوجي طبيعي والتلفزيون يظهر بأن أداء قلبهممتاز وليس ثمة مجال للشك في أن الغيبوبة طبيعية ". بعد عودتها إلى المستشفى وجدت فتحية أن التلفزيون الخاصبتخطيط القلب قد فصل عن زوجها الممدد على السرير لكن أطباء المستشفى أخبروها بأنعليها الانتظار كونهم يقومون بسحب السوائل التي ظهرت بشكل مفاجئ. بعد ساعات بدأالوضع يتوتر بالنسبة ل"فتحية " وتشعر بالدوران خصوصا بعد أن أبلغها أحدالأشخاص بأن "حياة البطل انتهت ". تضيف "فتحية" بصوت شاحب"سحبوا السوائل بعد أن توقف قلبه". سارع مدير الأمن ومدير المستشفى إلى تبرير حادثة مقتله –كما تقول زوجته - وأبلغوا وسائل الإعلام أن الضابط الحسني توفي متأثرا بنوبة قلبيةوأن عملية التشريح أثبتت ذلك. لكن فتحية المعمري نفت أن تكون جثة زوجها قد تعرضتللتشريح أو أن يكون ثمة طبيب تشريح واحد موجود في المستشفى العسكري. كانت فتحيةوعائلة الضابط حينها عاجزة عن شرح كل ذلك لوسائل الإعلام بفعل الصدمة التي خلفهامقتل زوجها. شيعت العائلة جثة الضابط إلى مثواه الأخير "ولميقدم مدير الأمن حتى واجب العزاء في وفاته ". "انقضت المهمة وكان الجميعيسعى للتخلص منه كونه كشف عن وكر للتهريب". كل ما تستطيع أن تثبته فتحية بأن زوجها تعرض لعملية قتلمدبرة هو التوبيخ الذي مني به مدير أمن محافظة الحديدة على خلفية سجنه للضابطالحسني ل4 أيام قبل أن يستدعيه الرئيس هادي ويقوم بتكريمه.