نعت جماعة الحوثي مقتل زعيمها ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، عقب التأكد من تطابق الحمض النووي له في لبنان وألمانيا، بعد أن استلمت جثمانه من السلطة نهاية العام الماضي. وأمس الأول الخميس؛ قال بيان المكتب الإعلامي لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، حصلت "الأولى" على نسخة منه، إنهم استلموا رفات زعيمهم القائد بعد مساعٍ حثيثة كشفت السلطة عن مكان الجثمان في 28 ديسمبر 2012، وتم إجراء فحص الحمض النووي لمرحلتين؛ الأولى في لبنان في 15 يناير، والأخرى في ألمانيا في الأول من مارس من العام الجاري. وأضاف البيان أنه "بعد التأكد من تطابقه تماما أعلنت الجماعة ولأول مرة نبأ استشهاده"، وظل الحوثيون مدة 9 سنوات متحفظين عن إعلان استشهاده، معتبرين أنه من ضمن المفقودين، "وعلى إثر هذه الفاجعة الكبرى والجريمة النكراء، نعلن نبأ استشهاد قائد المسيرة المباركة وسيد شهدائها". وفي بيانهم الذي كشف تفاصيل مقتل حسين الحوثي، اتهم أنصار الله النظام بارتكاب "أبشع جريمة، حيث قامت بمحاصرته في جرف بقرية مران، وأن الجنود قاموا بمحاصرة السيد حسين وأطفاله ونسائه ومن تبقى معه من الجرحى في جرف سلمان في 10 سبتمبر 2004"، لمدة 3 أشهر، بالتزامن مع حرب فرضتها السلطة على محافظة صعدة، رافق ذلك منع لوسائل الإعلام عن تغطية الحرب والدخول إلى مران. وقال: "تم محاصرتهم في ظل انعدام تام للغذاء والدواء مع قصف وحشي وهمجي بالطائرات والمدفعية والصواريخ وضرب الجرف بأنواع مختلفة من الغازات المحرمة، كما استخدموا الألغام شديدة الانفجار، وقطعوا أنبوب الماء، وضخوا مادة البنزين إلى داخل الجرف، ثم قاموا بتفجيره وإشعال النار فيه"، مضيفا أن العملية تسببت في مقتل وجرح عدد من مرافقيه وأطفاله ونسائه، وسقوط الصخور على كل من كانوا بداخل الجرف، وحين أعطوه الأمان بأن يخرج من داخل الجرف خرج مثخناً بالجروح والإصابات ومعه الأطفال والنساء، قاموا بإطلاق النار علية من كل جهة، وأعلنوا مقتله". وأضاف: "ولولا رعاية الله ولطفه لمات كل من بداخل الجرف من النساء والأطفال والجرحى، وبعد أن أعطوه الأمان خرج السيد وهو مثخن بالجراح لا تحمله قدماه، وإنما يعتمد على بعض مرافقيه، وخرج أطفاله ونساؤه، ثم قاموا بإطلاق الرصاص على السيد من كل جهة". واتهم البيان النظام بإخفاء الجثة ونقلها إلى دار الرئاسة في صنعاء، ورفض الإفصاح عن مكانها، وكلما طالبوا بالمفقودين وجثامين الشهداء استمرت السلطة بالمماطلة، مشيرا إلى أنه عقب تنفيذ الجريمة، تم أسر عدد من الآخرين "ولم تكتفِ السلطة بهذه الجريمة المروعة، بل عمدت إلى إخفاء الجثمان ونقله فورا إلى القصر الرئاسة بصنعاء، وظلت ترفض تسليمه أو الإفصاح عن مكان جثمانه نزولا عند رغبة الأمريكيين وبعض الدول الأخرى التي تسير في فلك المشروع الأمريكي، في تصرف منافٍ للأخلاق والقيم الإنسانية التي يدعونها، وكنا في كل تفاهم أو اتفاق أو حوار مع النظام الظالم نطالب دائما بالكشف عن مصير المئات من المفقودين وجثامين الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، ولكن دون جدوى، استمرت السلطة تماطل وظل الجثمان الشريف حبيساً في سجون الطغاة حتى انفجرت ثورة الشعب السلمية المباركة، وبعد جهود مضنية ومساعٍ حثيثة كشفت السلطة عن مكان الجثمان". وأوضح البيان أنه خلال الحرب الأولى التي شنها النظام "ومن وراءه ارتكب النظام أبشع المجازر وحاصر منطقة مران بشكل خاص ومحافظة صعدة بشكل عام، وعاشت مران وبعض المناطق ومحافظة صعدة ويلات الحرب والحصار، ولم يراعوا حرمة طفل أو امرأة أو مسجد، وأنهم صبوا في يوم واحد على منطقة مران أكثر مما صب الأمريكيون على الفلوجة". وأردف أن الدولة شنت حربها بسبب مواقف السيد حسين وشعاره المناهض لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وجرائمها في المنطقة، واتخذ "موقفاً سياسياً ودينياً قدمه بطريقة سلمية وحضارية، كما عبر عن غضب الشعوب تجاه جرائم أمريكا وإسرائيل في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وسواها من بقاع العالم، ويخرجها من حالة اللاموقف إلى الموقف والتعاطي بمسؤولية تجاه المخاطر التي تحيط بالأمة من كل اتجاه، كما أنه كشف زيف ادعاءات أمريكا بالديمقراطية وتشدقها بالحرية وحقوق الإنسان، كما دعا الأمة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني وأخلاقي يترجم حالة السخط إلى مواقف عملية نظرا لأهمية الجانب الاقتصادي وتأثيره على دول الاستكبار". ودعت الجماعة جماهير الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية إلى المشاركة في تشييع جثمان زعيمها المؤسس. وينظم الحوثيون إقامة مراسيم التشييع في محافظة صعدة، الأربعاء القادم 5 يونيو، بمشاركة واسعة من عدة محافظات، ودول عربية وإسلامية. إلى ذلك، امتلأت شوارع العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار والجوف وعمران وحجة وإب وتعز وصعدة، وعدة مدن أخرى، بصور لحسين الحوثي، كما رفع الحوثيون صوراً عملاقة له وسط الشوارع والأحياء السكنية والطرق الرئيسية