قالت مواقع إخبارية جنوبية أمس الاثنين إن زعماء وعشائر وسلاطين في مدن الجنوب يحاولون العودة إلى المشهد السياسي بعد عقود من الغياب إثر اندلاع ثورة شعبية في العام 1967 وأطاحت بحكم سلاطين كانوا يفرضون سيطرتهم على عموم محافظات الجنوب. ونقل موقع "عدن الغد" إن "أمس الاثنين نشرت وسائل إعلام محلية في الجنوب تقارير عن تحركات يقوم بها مشائخ وسلاطين حكموا الجنوب قبل العام 1967 بهدف تأسيس مكون خاص بهم ضمن مكونات جنوبية عدة". وقالت التقارير إن ممثلي عدد من السلاطين ومشائخ القبائل في الجنوب عقدوا اجتماعاً خاصاً بهم يوم الجمعة الماضية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج لكنه لم يعلن عن المكان الذي تم فيه الاجتماع، حد قول الموقع. وأشار إلى أن الاجتماع تطرق إلى جملة من القضايا على رأسها القضية الجنوبية, وبعد المناقشة والمداولة أقر الاجتماع إشهار مكون جديد يمثل هذه الفئة التي تغيبت كثيراً عن الساحة الجنوبية تحت مسمى مجلس "وجهاء وأعيان الجنوب". وفي الاجتماع تم تشكيل لجنتي تواصل وتحضيرية تعملان على التحضير لعقد مؤتمر موسع يحضره جميع المعنيين لإقرار البرنامج الداخلي للمجلس وتحديد آلية العمل على إنشاء "هيئة شؤون القبائل الجنوبية" التي ستضم مشائخ ورؤساء القبائل الجنوبية من المهرة حتى باب المندب. وقالت التقارير –طبقاً لعدن الغد- إن هذه التحركات أثمرت عن تشكيل لجنة تحضيرية من التالية أسماؤهم: (الشيخ محسن فضل العبدلي رئيساً، الشيخ علوي باراس العولقي، أميناً عاماً، الشيخ سلطان عبد الكريم شعفل نائباً للرئيس، الشيخ علاء سرور الحوشبي مقرراً / الناطق الرسمي للمجلس، الشيخ عبدالله المحلئي الردفاني أميناً عاماً ثانياً، الشيخ عمر محمود العقربي التنسيق والتواصل). إلى ذلك كشفت وسائل إعلام جنوبية عن اجتماعات ومشاورات وصفت بالهامة عقدت في دولتين خليجيتين خلال منتصف العام الماضي ضمت عدداً من القيادات السياسية وأمراء وسلاطين جنوبيين تركزت على التنسيق بينهما على ترتيب عودتهما لليمن وفق خطة تكتيكية، وبدعم خليجي مباشر، حد قول تلك المصادر الإعلامية. ومن شأن هذه التحركات أن تثير المخاوف في الجنوب من محاولة إيحاء سطوة كان يفرضها زعماء قبليون وسلاطين على قطاعات متعددة من الشعب في الجنوب. واندلعت ثورة 14 أكتوبر في العام 1967 وتمكنت من الإطاحة بعدد من السلطنات والمشيخات القبلية التي كانت قياداتها تمارس شتى أنواع الظلم والاضطهاد ضد الفئات الاجتماعية الأخرى. كما اندلعت في الجنوب في العام 2007 ثورة شعبية نادت باستعادة دولة الجنوب كدولة مدنية ديمقراطية لكن محاولات إحياء السلطنات من شأنها أن تثير الكثير من المخاوف لدى قطاعات شعبية واسعة. وكانت تقارير صحفية نشرت قبل أشهر من اليوم وقالت إن قوى نفوذ في صنعاء تدفع وبقوة لأجل تشكيل مجلس لسلاطين الجنوب، الأمر الذي ولد الكثير من المخاوف تجاه هذه التحركات