ليس أجمل من شواطئنا اليمنية شيء على الإطلاق. الطبيعة كما خلقها الله لا تزال في بلدنا عارية وتبحث عمن يكتشفها فقط . ساحل حوف في المهرة عالم من الروعة .جزيرة سقطرى منتجع لعشاق لم يولدوا بعد .شواطئ عدنوحضرموتوالحديدة والخوخة .. سحر يخبئ في أعماقه مستقبل بلدة طيبة ورب غفور . كل هذا البهاء لم يكتشف بعد .. أين أنت يا كولومبس؟! لو لم أكن يمنياً مدبر أبن مدبر لفضلت أن أقضي إجازة الصيف هنا في اليمن. هنا في هذا البلد الذي يضج بالتناقضات . البحر والجبل والمنافذ المفتوحة جنباً إلى جنب نقاط التفتيش! في اليمن حيث القبيلة تتقدم الحزب .. والجنبية ترتبط بعلاقة حميمة بالرقص والغناء . القرية والمدينة تجدهما في مكان واحد ..الحر والبرد والفصول الأربعة كلها تجدها في يوم واحد؟! ولهذا عليك ألاَّ تأبه كثيراً بنشرة الأحوال الجوية .. ولا حتى بنشرة الأحبار كي لا تجد الكلام يتقدم الفعل وتفقد متعة مجالس القات، وهذه الأخيرة أشبه بمسرح خيال الظل .. حيث تجد كثيراً من المسؤولين والوزراء في الدولة خلال ساعات "التخزينة" ينتقدون الحكومة والفساد ، وفي الصباح يمارسون عملهم بنفس الرتابة و"يادار مادخلك شر" . قليلُ من الإحساس بالجمال يكفي لأن نعيش عمراً أطول ، وحياة أفضل من حياة "كُب لا شعوب"هذه. نستطيع أن نجعل من شواطئ باب المندب - مثلا- منتجعاً أفضل من شرم الشيخ ، لكننا سنفشل في تسويقه . وأكثر من ذلك سنفشل في إقناع ذوي العقول الضيقة بأن السياحة ذهب ، وبأننا بلد فقير والوجع كافر ، وليست السياحة هي الكفر . المدن التي تزداد فتنتها وحيويتها في الليل ، هي مدن أشبه بفساتين السهرة ..يتم تصميمها بعناية، وبإشراف عبقري من قبل أناس يعرفون جيداً كيف يكون الجمال . على عكس المدن المعسكرات التي تفرض عليك وصايتها وكئابتها وتذكرك دائماً ب"كيس النوم" العفن . اغلب المدن الساحلية في اليمن (تحديدا عدن ، الحديدة ، حضرموت، يمكن لها أن تصبح فساتين سهر ، لكن آفة هذه البلاد أن كبارها أناس موحشون من الداخل ويفتقرون إلى الاحساس بالجمال لكأنهم - جميعا- حفاري قبور . في كل الأحوال الأمر يحتاج فقط إلى توجه دولة .. والى الأمان ، وأظن فخامة الرئيس "هادي" جدير بأن يبدأ عصر التحول السياحي على يديه وفي عهده ، خصوصا وأن النفط لم يعد طوق نجاة اليمنيين من الفقر. [email protected]