برس - عمار علي أحمد ... معركة كسر العظم التي تدور بين هادي وصالح على رئاسة المؤتمر لم تعد على ما يبدو همساً بين وجوه خاشعة بل جهرا بالقول بينهما وكلا بسلاحه وأدواته. وبات المشهد في المؤتمر منقسما بين ضفتين لفريقين بين من يؤيد الخلف ومتمسك بالسلف ووصل فيه لغة التحاور بين "المشيرين" إلى رسائل يتبادلانها عبر لجان ووسطاء من الحزب متنقلين بها بين مكتب هادي ومقيل صالح. أحدث هذه اللجان التي شكلت من سدنة الحزب فشلت في التوصل إلى حل مقنع بعد تصاعد الأزمة التي فجرتها دعوة صالح لانعقاد أمانة المؤتمر من أجل اختيار أمين عام لها بديلا عن هادي كوسيلة ضغط وابتزاز ضد الرئيس هادي الذي رد بالتوجيه إلى وزارة الدفاع بتقليص عدد حراسة صالح بالإضافة إلى تحريك ملف الأموال المنهوبة وأحداث 2011 وهو ما دفع صالح إلى تهديد باستقدام مجاميع قبلية موالية لاحتلال جنوب العاصمة. يدرك هادي أن المؤتمر بات القلعة الأخير لصالح ورئته التي تبقيه حياً في المشهد السياسي وإزاحته منها يعني خروجاً نهائيا من اللعبة , لذا يسعى هادي لإقناع الدول الراعية للتسوية السياسية بذلك وقد صرح أكثر به من مرة. المؤتمر المنقسم على نفسه بين " الرئيسين" عكس هذا الانقسام بوضوح في الموقف من التمديد للرئيس هادي , حيث فأجأ المؤتمر الجميع بداية هذا الشهر بإعلانه أن مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة هو هادي وأن الأمر محسوم بحسب تعبير ناطقه عبده الجندي , لكن الأمر تحول 360 درجة على يد البركاني الذي صرح لسفراء الدول الراعية للتسوية السياسية أن التمديد لهادي بترشيح المؤتمر له في الانتخابات القادمة غير ممكن. درجة الحقد المتولدة لدى صالح من نهج الرئيس هادي كشف عنها هجوم الإعلام الموالي لصالح على الأخير , والدعوة إلى التخلص من وجود هادي في الحزب نهائيا على حد وصف إحدى الصحف التابعة لمطبخ صالح الإعلامي , وهناك من يفسر سر تفجر هذا الغيض ضد هادي إلى قراره بالإفراج عن شباب الثورة المعتقلين على ذمة تفجير دار الرئاسة وبموازاة صمت الرئيس هادي تجاه تحريك ملفات ودعاوى قضائية يعد صالح المدان الأول فيها كجمعة الكرامة واستهداف الوسطاء في منزل بيت الأحمر بالحصبة. دفاع صالح المستميت عن رئاسة المؤتمر ورفضه لمقترحات من لجنة الوسطاء كان قد وافق عليها هادي وتقضي بتخليهما عن رئاسة المؤتمر , يعكس ذلك مدى إدراك صالح لما قد يلحق به جراء خسارة آخر حصونه السياسية وتحركه في اتجاه نسج تحالفات مع قوى الفوضى على الساحة وتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف البنية التحتية لإفشال المرحلة الانتقالية على قاعدة أن الهجوم خير وسيلة للدفاع. يعتقد صالح أن ترسيخ قناعة لدى الشعب بفشل الرئيس هادي في هذه المرحلة هو الضامن الوحيد لحمايته وبقائه على المشهد وهي النافذة الوحيدة للعودة إلى مجدٍ غادر بوابته مرغما , لكن الملفت أن صالح سبق وأن حكم بفشل هذا المسار في آخر خطاب له والذي تحدى فيه من يطالب برحيله حيث قال : " الذي خرج من الباب ماعادش يرجع من الطاقة"