علق الحراك الجنوبي رسمياً، الخميس، مشاركته في الحوار الوطني بعد رسالة وجهها القيادي محمد علي أحمد لرئيس الجمهورية طالبه فيها بتنفيذ جملة اشتراطات منها "نقل الحوار إلى دولة محايدة" و"أن يكون بين دولتين شمالية وجنوبية". وقال أحمد في رسالته: "لقد جاءت مشاركة الحراك الجنوبي السلمي في مؤتمر الحوار تأسيساً على قرارات الشرعية الدولية 2014/ 2051 والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وجهود المجتمع الإقليمي والدولي في أن تكون القضية الجنوبية حاضرة في محاور مؤتمر الحوار باعتبارها قضية سياسية عادلة بامتياز وأن مخرجات القضية الجنوبية بكل أبعادها هي في المقام الأول القضية المفصلية التي بموجبها يكون مؤتمر الحوار أنجز أعماله". وأضاف: "لقد لمسنا بشكل واضح حجم التحجيم والإبهات للقضية الجنوبية كقضية شعب، دولة، هوية، انتماء، ثروة وأرض. لقد تابع شعبنا في الجنوب كافة الجهود المبذولة من قبل الحراك الجنوبي السلمي بمكوناته المتعددة المشاركة في الحوار الوطني، وتلك الرافضة لقناعاته المسبقة من أن نتائج الحوار لن تؤدي إلى نتائج إيجابية لنصرة القضية الجنوبية". واعتبر أحمد أن "الحقيقة الواضحة عند تقييم مسارات مؤتمر الحوار تؤكد هذه النتيجة أنه ليس هناك جدية وقناعات صادقة في معالجة القضية الجنوبية معالجة عادلة ترضي الشعب الجنوبي". وتابع: أمام هذه اللحظة التاريخية نود تذكير فخامتكم والمجتمع الإقليمي والدولي بالرسائل المسلمة لفخامتكم والتي على ضوئها قبلنا بالمشاركة في مؤتمر الحوار وهي: لا سقف لمؤتمر الحوار، ندية الحوار والتفاوض بين الشمال والجنوب، نقل عملية التفاوض إلى دولة محايدة بإشراف وضمانات الجهات الراعية لمؤتمر الحوار". وأشار إلى أنه استخلص من الفترة السابقة في المؤتمر فيما يخص مسار القضية الجنوبية، أن "المكونات الرئيسة استخدمت مؤتمر الحوار كوسيلة لحل تناقضاتها على حساب القضية , كان المنتظر اقلها، الاعتراف بخوض حرب 94 ضد الجنوب والاعتذار الذي لم يحدث، فكيف نأمل بالخروج إلى نتائج مرضية والمكونات الرئيسة تفتقر إلى الصدق والاعتراف بالأخطاء؟". وقال في الرسالة ذاتها: "إن آلية مؤتمر الحوار التي قبلنا المشاركة في ضوئها كان لنا بشأنها ملاحظات جوهرية حيث لم نشارك في صياغتها ونجدها اللحظة عائقاً رئيساً يحول دون الوصول إلى حلول عادلة ومنصفة للقضية الجنوبية". وقال محمد علي أحمد إن "الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار توصل إلى أن الاستمرار في المشاركة في جلسات جميع فرق مؤتمر الحوار بالآلية الحالية لن تكون مجدية ومثمرة ما لم يتم البدء الفوري بتنفيذ النقاط ال20"، مشترطاً "التحول للتفاوض الندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة تختار من قبل رعاة المبادرة الخليجية". وطالب أحمد ب"تحديد برنامج زمني وآلية لعملية التفاوض وخارطة طريق لتنفيذ المخرجات"، على "أن تضمن الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الأمن تنفيذ الحلول المتفق عليها للقضية الجنوبية". ونوه أحمد "إن ما دفعنا لرفع هذه المذكرة لفخامتكم إنما هو حرصنا على توفير كل مقومات نجاح الوصول إلى نتائج تحقق أهداف المبادرة الخليجية والوصول إلى نتائج عادلة ومرضية لشعب الجنوب". وعلمت "الأولى" من مصادر مطلعة أن رسالة محمد علي أحمد جاءت بعد أيام من سفره إلى دبي، في زيارة لم يعلن عن الغرض منها، قبل أن يعود مطلع الأسبوع الماضي إلى مدينة عدن. وتحدثت هذه المصادر عن أن هناك حديثاً يدور في مؤتمر الحوار من أن محمد علي أحمد قد يقاطع المؤتمر بشكل نهائي إذا لم يتم تنفيذ ما ورد في رسالته. وحول اشتراط نقل الحوار إلى دولة محايدة، قال ل"الأولى" عضو في مؤتمر الحوار إن "مثل هذه الشروط بحث في وقت سابق أثناء مداولات ما كان يعرف باللجنة الفنية والتي نسقت لقيام المؤتمر، وأن أعضاء طرحوا مقترحاً بأن يتم النظر في المقترح وموافقة رئيس الجمهورية عليه في حال تعنت الطرف الجنوبي المشارك في هذا الشرط". وكان العضو البارز في الحراك الجنوبي و"مؤتمر شعب الجنوب" أحمد الصريمة، قد انسحب من مؤتمر الحوار الوطني بعد رسالة مماثلة وجهها لرئيس الجمهورية، وقوبلت بالرفض. وأمس، مساءً، وزع المكتب الإعلامي لمحمد علي أحمد بلاغاً توضيحياً، أكد فيه على ما اسماها "تمسك ممثلي الحراك الجنوبي المشاركين في المؤتمر بندية الحوار بين طرفين شمالي وجنوبي". وأضاف البلاغ "أن الرسالة الموجهة إلى رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني سقطت منها سهوا فقرة تأكد على ضرورة توحيد الرؤى المقدمة من الطرف الشمالي". وشملت هذه الفقرة نقطتين، أولها "لابد من الإشارة إلى أن ما حملته الرسالة من نقاط قد تم تقديمها في رسالة موحدة من قبل القوى الوطنية والسياسية والشبابية عند مقابلتهم للمبعوث الاممي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر بتاريخ 24 / 10 / 2012م في مطار عدن الدولي وكذا لقاءهم بدار الرئاسة بعدن بالسفراء الأمريكي والبريطاني والروسي والاتحاد الأوروبي ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا السيد "أليستير بيرت" بتاريخ 5 / 12 / 2012م ".
وتحدثت النقطة الثانية التأكيد على " ندية الحوار من خلال اتفاق القوى والأطراف الشمالية في الحوار على رؤية موحدة وتوحيد رؤاهم المتعددة لتصبح رؤية واحدة تعبر عنهم كطرف واحد وندي مقابل رؤيتنا التي تمثل كل القوى الجنوبية المشاركة في الحوار" . وأشار أحمد إلى أن "ممثلي الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني لديهم رؤية واحدة تم نشرها في وسائل الإعلام عند تقديمها تتضمن التأكيد على حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة ". وأعلن رئيس هيئة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب "عن عدم الالتزام أو اعتراف ممثلي الحراك الجنوبي المشاركين في المؤتمر بأي قرارات تصدر عن أي لقاءات أو اجتماعات عقدت خلال فترة انقطاعهم أو عدم حضورهم لأي جلسات"