العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد الآنسي : الحوار لم يعد وطنياً ولا مقتضى لبقاء الساحات
نشر في المساء يوم 18 - 02 - 2013

ذّر من مشروع (الأبينة) ودعا هادي إلى مغادرة سياسة الإدارة بالأزمات.. وطالب الحكومة بالاستقالة.. ونبّه علي محسن بانخفاض سعر صرفه.. ونصح الشباب بالثورة على أحزابهم وعدم المشاركة في الحوار.. وتحدث عن علاقاته مع توكل كرمان والإصلاح وأحمد سيف حاشد..
القيادي في اللجنة التنظيمية للثورة.. الناشط الحقوقي/ خالد الآنسي لقراء اليقين:
الحوار لم يعد وطنياً ولا مقتضى لبقاء الساحات
• محمد جميل: ونحن في الذكرى الثانية من انطلاقة ثورة 11 فبراير، ما الذي يمكن أن تقوله في هذه المناسبة؟
- نقول أنه لم يبدأ وقت احتساب الذكريات؛ لأننا ننتظر أولاً أن تنجز ثورتنا هدفها العظيم والمتمثل بقيام الدولة المدنية، ثم نبدأ نحتفي بها. لكن في الوقت الذي لا يزال فيه القتلة طلقاء.. ثرواتنا منهوبة.. دولتنا لم تبنَ.. ثورتنا تواجه ثورة مضادة من الداخل وثورة مضادة من الخارج.. ليصبح الاحتفاء بالثورة إما نوعاً من خداع الذات أو نوعاً من إعطاء الأمل بأننا حققنا شيئاً وعلينا أن نكمل.
• نادر أحمد: ما الذي تحقق من أهداف الثورة؟ وما الذي لم يتحقق؟
- هنالك أهداف تحققت وتتمثل في تغييرات لم تكن هي صلب ما قامت من أجله الثورة؛ فالثورة قامت من أجل بناء دولة مدنية حديثة ومن أجل تغيير نظام الحكم. لكن تغيير الأشخاص أو خلعهم مع بقاء عقلية الحكم التي كانت تحكم ومع وجود النظام الذي ثار عليه الناس فهذا لا يعني أن التغيير الذي أرادته الثورة قد تحقق.. يعني أن العائق أمام التغيير قد أُسقط وقد خُلع، لكن التغيير حتى الآن لم ينجز.
• سميرة حسن: الآن نحن في السنة الثالثة ثورة، فإلى متى ستستمر هذه الثورة برأيك؟
- بطبيعة الحال الإنسان في حالة ثورية مستمرة، يعني ثورية على نفسه.. ثورية على مجتمعه.. ثورية على المفاهيم، فالإنسان يسعى للتغيير. لكن عندما نتحدث الآن بالمفهوم المبسط للثورة، فاليمن تاريخياً ثوراتها طويلة وليست من الشعوب التي ثوراتها تنجز في وقت قصير. حتى الثورات التي قامت بقوة السلاح في اليمن استمرت سنوات طويلة؛ فثورة سبتمبر استمرت سبع سنوات. ومن هنا فإن الحديث حول مرور سنة أو سنتين أو ثلاث من الثورة يجب أن ينظر إليه من زاوية : هل نحن نمضي باتجاه تحقيق الهدف؟ أم لا؟ فإذا كنا ماضيين في الطريق الصحيح فالوقت لن يكون مشكلة كبيرة. سيكون الوقت مشكلة إذا كان يتم التعاطي مع الوقت لأجل خلق حالة من الإحباط واليأس الثوري لأجل أن يتمكن النظام من إعادة إنتاج نفسه.
• ناجي البعداني: كيف تنظر إلى زيارة مجلس الأمن إلى اليمن؟ وماذا بعد هذه الزيارة من وجهة نظرك؟
- الزيارة كانت بمثابة إعلان بأن اليمن تحت الوصاية وتحت الانتداب، وفي ذات الوقت بمثابة رسالة أن أمن اليمن واستقراره ووحدته لم يعد شأناً يمنياً خالصاً، أن هذه البقعة من العالم بقعة خطيرة ومؤثرة ولن يتركها العالم للوبيات وطواغيت الفساد والإفساد ليعبثوا فيها كما يريدون. فالمعادلة اليوم تقول: هناك قوى دولية يعنيها ما يحدث في اليمن.
• محمد الطعامي: اجتماع مجلس الأمن مؤخراً لم يأت بنتيجة حول اليمن، كما كان يتوقع الكثير بأن يتم معاقبة معرقلي التسوية أو على الأقل الكشف عن أسمائهم؟
- اللوم لا يقع على المجتمع الدولي، وإنما على القوى السياسية في اليمن، من تسمي نفسها (شركاء في التغيير) أو (حلفاء التغيير أو أنصار التغيير) لم يقدموا للمجتمع الدولي مشروعاً واضحاً.. لم يستطيعوا أن يقنعوا المجتمع الدولي بهم كبديبل عن النظام الذي سقط أو خُلع رأسه وبقي جسده في حالة موت سريري يتم الحفاظ عليه حياً من قبل المجتمع الدولي؛ لأنه لم يجد البديل. للأسف هذه التي كانت تسمى (معارضة) لم تستطع أن تقنع لا الشارع اليمني ولا المجتمع الدولي بها كبديل عن نظام المخلوع علي عبدالله صالح.. فهذا هو السر؛ فالمجتمع الدولي يحتاج إلى بدائل وحلول، وهو يعلن عن نفسه بشكل رسمي أن اليمن تحت الوصاية وتحت الانتداب، ولذلك يريد نوعاً من الإحراج، يريد أن تُقدم له مقترحات من الداخل ويتعاطى معها. بل إن الداخل يتعاطى مع الطلبات، كخروج علي عبدالله صالح من الحياة السياسية ومحاكمته واسترداد الأموال، بنوع من الخجل. ويبدو أن علي عبدالله صالح أغدق على رموز المعارضة من العطايا ما جعلهم يخجلون من أن يقدموا طلباتهم بشكل صريح، أو أنه يمسك عليهم من الخفايا ما يجعلهم يخافون من أن يتحدثوا بهذه الطلبات بشكل قوي.
• حسين العمراني: مؤخراً تم تشكيل لجنة لرفع مخيمات المعتصمين حول جامعة صنعاء وفق اجتماع اللجنة العسكرية وبناء على مذكرة رئاسة الوزراء، ما موقفكم من ذلك؟
- يجب أن نفرق بين قضيتين: القضية الأولى تتمثل في مسألة بقاء الساحة، والقضية الثانية تتمثل في قضية كيفية رفع الساحة. من حيث بقاء الساحة فأنا من الأشخاص الذين يرون بأن بقاء الساحات لم يعد له مقتضى، خصوصاً بعد أن رُفع شعار (صوتك ثورة) وتسابق الثائرون مع السياسيين إلى العملية الهزلية التي أسميت بانتخابات (21 فبراير).. ومن ثم فكل من ارتضى بعبدربه رئيساً وارتضى بالتسوية السياسية يفترض أن ينتهي فعله الثوري؛ لأنه ارتضى أن يعطي الرئيس هادي فرصة زمنية. ويفترض بهذه القوى كلها التي كانت طرفاً في التسوية السياسية سواء في صناعتها أو في تنفيذها أو في الاستفادة من ثمارها أن ترفع خيامها. وأنا عندما أتحدث عن هذه القوى أبدأها بالإصلاح وأختمها بالحوثي، باعتبار أنهم صاروا شركاء في الحوار وفي الحكومة وفي الثمار، وربما شركاء في الهدايا التي كانت تمنح لهم من عواصم الخليج في سفرياتهم أثناء المفاوضات للوصول إلى هذه التسوية.
ومن حيث كيفية رفع هذه الساحات.. هذه الساحات ليست من صلاحيات لجنة الشؤون العسكرية، ولا من صلاحيات عبدربه منصور، ولا من صلاحيات الحكومة؛ باعتبار أن الاعتصام أساساً حق دستوري وإنساني وقانوني. فأن تتحول إلى مسألة أمنية تخضع لقرار أمني معنى ذلك أننا نؤسس لسابقة خطيرة وهي إقحام الجيش والأمن واللجان العسكرية في مسائل مدنية يفترض أنها تحل بالحوار أو التفاوض أو عن طريق الوسائل المدنية كالقضاء.
الشيء الآخر أنه ليس كل من في الساحات كانوا مع التسوية السياسية حتى يتم تطبيق هذه التسوية عليهم.. هنالك شباب مستقلين ظلوا رافضين ومقاومين للتسوية السياسية ولا يعترفون بمشروعية عبدربه هادي ولم يهرولوا إلى صناديق الاقتراع؛ فهؤلاء من حقهم أن يبقوا معتصمين وأن يرفعوا خيامهم في الوقت الذي يرون أن مطالبهم قد تحققت أو أنهم يعطوا فرصة لحلول أخرى أو ييأسوا من هذه الطريقة كوسيلة للاحتجاج، لكن أن يتم إجبارهم على رفع الخيام فمعنى ذلك أن هنالك من يريد أن يخدم الثورة المضادة بسلوك يبرر توظيف هذا الفعل كي تنطلق أفعال تسمى أفعال ثورية لمواجهة الحكومة دفاعاً عن الساحة، في الوقت ذاته لن تكون أفعال ثورية وإنما أفعالاً تخدم الثورة المضادة.
• رياض الشميري: مؤخراً برزت مشكلة جرحى الثورة وتباينت الآراء وتبادل الاتهامات حولها، ما هو رأيك في ذلك؟ وما تفسيرك لتباطؤ الحكومة في معالجة جرحى الثورة، رغم أنها دفعت تكاليف علاج المخلوع صالح؟
- لأن الحكومة لا تشعر بالولاء للثورة.. هذه الحكومة تشعر أن ولاءها لمن فرضها والذي فرضها هو القوى الدولية والإقليمية وما يسمى بالدول العشر الراعية، ولأنها اعتادت أن تقوم على ثقافة الابتزاز والخضوع للعنف وتتعاطى مع صالح بمعيار وتتعاطى مع جرحى الثورة بمعيار آخر.. هي تمارس نفس سلوك صالح الذي كان لا يدفع إلا لمن يقطع الطريق ولمن يضرب الكهرباء ولمن يقوم بخطف الأجانب! الآن الحكومة تمارس نفس السلوك؛ لأنها تربّت ونشأت وترعرعت ونمت بجلودها ولحومها وعظمها من نظام علي عبدالله صالح.
• كمال عبدالرحمن: ما تعليقك على قرار الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمعالجة جرحى الثورة؟
- هو رئيس مخلوع، وليس رئيس سابق، وحتى من يتوهمون أو ظلوا يجادلون بأنه لم يكن في اليمن ثورة، أسقطها بنفسه في آخر حوار له مع صحيفة عكاظ عندما قال /''بأنه سبق وأن أجرى حواراً صحفياً مع صحيفة عكاظ في ذروة الثورة اليمنية/''.
فالذي خلع علي عبدالله صالح هي الثورة دون أدنى شك؛ ومحاولة الالتفاف وإحراق فرحة الناس بأنهم أسقطوا علي عبدالله صالح، من خلال إيجاد التسوية السياسية يظهر بها على أنه خرج بموجبها، فهذه لا معنى لها ولا قيمة. لأنه لو لم تكن هنالك ثورة لما خرج علي عبدالله صالح الذي كان يغير كل شيء ليصبح بإسمه ويعدّ اليمن لكي يرثها من بعده ابنه أحمد. بل وصلت به الجرأة والوقاحة إلى أن يبدأ بتحويل اسم اليمن من الجمهورية اليمنية إلى /''الجمهورية الصالحية/'' فبدأ يجعل المشاريع بأنها مشاريع الصالح ومؤسسات الصالح ومنجزات الصالح! فهو خُلع مثلما يخلع الضرس المتسوس الذي يتم التأخر في خلعه فتبقى منه بقايا تؤلم وتحتاج بعضها إلى عملية جراحية لكي تقلع.. هذا هو المشهد، لكن كون أنه لا يزال منه بقايا فهذا لا يعني أنه تحول إلى رئيس سابق، بل هو رئيس مخلوع.
• سارة حسن: ما قراءتك لظهور أحمد علي مؤخراً باعتباره قائداً للحرس الجمهوري؟
- قراءتي أن هنالك صراعاً غير معلن بين أطراف اللعبة السياسية داخل اليمن.. ولم أقلق من ظهور أحمد علي وإنما قلقت بهذا الظهور من عبدربه منصور هادي؛ لأنه لن يجرؤ أحمد علي على أن يخطو هذه الخطوة إلا بنوع من غض الطرف من الرئيس عبدربه هادي. وإذا صح هذا فمعناه أن عبدربه هادي يستنسخ علي عبدالله صالح في شخصه؛ لأن علي عبدالله صالح حكم اليمن بالصراعات وإدارة التوازنات، وإقلاق هذا من ذاك وتخويف هذه من تلك. وأرى أن ما حدث كان في هذا السياق، خصوصاً وقد تزامن هذا الظهور مع الأنباء التي تقول بأن اللواء علي محسن الأحمر قد تمرد ورفض أن ينفذ قرار إلغاء الفرقة الأولى مدرع وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية إلى منطقتين. فأنا أعتقد أن ظهور أحمد علي كانت رسالة من عبدربه بأن هذا التمرد قد حدث فعلاً أكثر من كونها رسالة من أحمد علي، الذي انتهى، ولكن الآن يوظّف لتخويف قوى معينة، مثلما يُوظف وجود علي عبدالله صالح من قبل المجتمع الدولي وربما حتى من الرئيس هادي نفسه لتخويف قوى معينة لتقديم مزيد من التنازلات. أنا أخشى أن نكون أمام مشروع للتمديد لعبدربه، وأنه يتم الآن اللعب بالوقت والزمن حتى نجد أنفسنا مضطرين أن نخرج ونقول: /''واجب علينا واجب التمديد لعبدربه واجب/''.
• في صفحتك على الفيسبوك طالبت علي محسن بترك موقعه العسكري وألا يكون بقاؤه مبرراً لحدوث التمرد، هل كنت جاداً فعلاً في ذلك؟
- أنا أرى –وقلت هذا في أول لقاء لنا كلجنة تنظيمية بعلي محسن- بأنه انتهى وجوده كقائد عسكري بقيام هذه الثورة، وأن الثورة ليست مغسلة للخطايا، حتى أن من يعلن تأييده أو مناصرته ستسقط عنه تلك الخطايا ثم يعاد تغليفه وتقديمه باسم الثورة! وكان وعده لي ولرفاقي الذين التقينا به بأنه لن يبقى في هذا المنصب بعد الثورة حتى لو طلب منه أن يبقى، وأنه سيتنحى وأن وجوده فقط من أجل دعم الثورة لمواجهة النظام الذي قامت عليه الثورة (المخلوع وعائلته)
الآن أنا أعتقد مبررات علي محسن قد انتهت، ومثلما رفعت الثورة سعر صرفه فأي نكوص أو تراجع عن وعوده سيؤدي ذلك إلى أن ينخفض سعر صرفه. وأنا أقول بأنه ليس من اللائق بعلي محسن بعد أن كان على الأقل يوزن بوزن رئيس جمهورية (علي عبدالله صالح) أن يوزن الآن بنجله، ثم نجده فيما بعد يوزن بأقل. موقفه الذي وقفه أثناء الثورة موقف تاريخي ويحسب له، فأتمنى أن يُجمّل هذا الموقف بقرار شجاع والتنحي طوعاً وفوراً، وربما أنا أقول بأنه يخرج قبل خروج أحمد علي.. ما لم يكن بقاؤه بناء على رغبة من عبدربه منصور هادي، فعلى عبدربه هادي أن لا يترك علي محسن يُسلخ من قبل وسائل الإعلام؛ لأن هذا سيكون موقف غير أخلاقي أن يكون علي محسن ملتزماً بأن يبقى معه مثلما يشاع وأنه يبقى الآن بناء على رغبة هادي فيما عبدربه هادي يترك لمطابخه الإعلامية تسريب معلومات مناقضة لهذا الأمر. على عبدربه هادي أقل شيء أن يحمي علي محسن من حجابه وكتابه ومستكتبيه إن كان علي محسن باقي بناء على اتفاق بينه وبين هادي.
• نعمان القباطي: هل أنت مع رحيل علي محسن وأحمد علي معاً من الجيش؟
- أنا ضد موازنة علي محسن بأحمد علي، وضد أن يكون خروج علي محسن كأنه عقاب له لوقوفه مع الثورة. ولذلك أن يوضع الاثنان في كفة واحدة، فأنا أعتقد أن هذا لا يتفق مع قيم الثورة؛ لأن الثورة حتى مع من تختلف معهم تتعامل معهم بما يليق، فمن باب أولى أن تتعامل بشكل لائق مع من أعلن وقوفه معها أو على الأقل توقف عن توجيه بنادقه إلى صدرها.. وهذا ما قام به علي محسن. ولذلك وضع علي محسن مع أحمد علي في كفة واحدة، أنا أعتقد أنه منطق ليس فيه إنصاف.. وأسوأ من يمارسه علي محسن إذا قبل أن يظل في موقعه حتى يتم مقارنته ووضعه كشرط لخروج أحمد علي وبهذا يكون علي محسن هو أكثر شخص أساء إلى نفسه أكثر من خصومه الآخرين.
في ذات الوقت أنا مع تطبيق القانون، والقانون يقول أنه لم يعد هنالك مشروعية لبقاء علي محسن في منصبه وفقاً لقواعد الخدمة في الجيش وفي الوظيفة العامة، وقد بلغ من العمر ما يفترض أن يكون قد تقاعد قبل عشرين سنة ربما أو عشر سنوات على الأقل. كما أن علي محسن أعلن تأييده لأهداف ثورة الشباب التي تتحدث عن دولة مدنية، ويفترض في الأشخاص الذين أعلنوا تأييدهم للثورة أن يكونوا قدوة في مسألة تنفيذ القانون على أنفسهم- وعلى رأسهم علي محسن الأحمر.
• جمال إبراهيم: باعتبارك محامي قانوني، ما هو موقفك من مشروع العدالة الانتقالية؟
- أي قانوني وأي حقوقي وأي إنسان طبيعي يبحث عن عدالة انتقالية، بل الحلم الجميل أن يوجد قانون العدالة الانتقالية.
أما إذا كان المقصود بسؤالك هو مشروع العدالة الانتقالية بمفهوم وزير الشؤون القانونية المخلافي أو بمفهوم سلطان البركاني، فهذه هي العدالة الابتذالية وهي العدالة الانتقائية بعينها.
• محسن عبده الآنسي: هل تتوقع نجاح مؤتمر الحوار الوطني، خاصة بعد ظهور كل هذه الخلافات حول أسماء الممثلين فقط، فكيف بالقضايا الكبرى؟
- نحن نتمنى نجاح مؤتمر الحوار وإن كانت المقدمات للأسف لا تدعو للتفاؤل؛ لأن كثيراً من المقدمات تؤكد أن كل الأطراف تتعاطى مع مؤتمر الحوار الوطني كفرصة زمنية لتهيئة نفسها للانقلاب على التسوية السياسية والانقلاب على بعضهم البعض وقد يكون الدخول في حروب. الحوار لم يعد وطنياً باعتبار أن الصراع على اليمن لم يعد صراع اليمنيين فقط، وإن اعتقد البعض أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني مرتبط بتوافق المتصارعين الغير وطنيين على مصالحهم في اليمن.. مؤتمر الحوار الوطني كان يحتاج إلى إسناد مهمة الحوار فيه إلى شخصيات وطنية اليمن عندها أولاً فعلاً وليس شعاراً.
• وليد القاضي: ما تقييمك لنسبة تمثيل شباب الثورة في مؤتمر الحوار الوطني القادم؟
- شباب الثورة ليسوا موجودين في مؤتمر الحوار الوطني.. هذا هو مؤتمر القوى السياسية.. مؤتمر من بأيديهم البنادق.. مؤتمر من لديهم مليشيات. وكل تيار لديه قوته ومليشياته.. هنالك من تتمثل قوته في القبيلة، وهنالك من تتمثل قوته في الحراك المسلح، وهناك من تتمثل قوته في الحوثي، وهناك من تتمثل قوته في المعسكرات المختطفة. فالشباب ليس لهم أي قوة مسلحة، ولذلك مثلهم مثل المرأة ومثل بعض الفئات التي تناضل سلمياً، فهؤلاء غير موجودين في مؤتمر الحوار. ومن وجهة نظري يفترض أن يكون الشباب غير موجودين في هذا المؤتمر؛ لأنه إذا كان هنالك حوار، ويكون الشباب طرفاً فيه فيفترض أن يكونوا هم على طاولة وبقية الأطراف على طاولة أخرى؛ لأن قضية الأطراف (السلطة والمعارضة والحوثي والحراك) كل هذه المكونات كانت هي المشكلة في الماضي، وكان الشباب هم الحل، والمفترض أن يكون الحل في جهة والمشكلة في جهة أخرى. أو يتحاور أطراف المشكلة، ويكون الشباب هم إدارة للحوار وضماناً للضرب بيد من حديد لمن لا يحترم نتائج هذا الحوار. تم تمييع الشباب بإعطائهم حصة لا تتناسب مع الدور الذي قاموا به، وجعلهم طرفاً ضعيفاً من خلال دخولهم الحوار ليس بمكون واحد وإنما كأسماء فردية.. ومن ثم يصبح من الصعب عليهم اتخاذ موقف جماعي؛ لأن كل واحد سيشعر بالانتماء للتيار الذي دعمه أو القوى التي رشحته ليكون في هذا المكان. كنا نريد أن يكون الشباب كقضية وكمشروع وليس كفئة عمرية.. وهذا ما لا يوجد في مؤتمر الحوار. وحتى المرأة قد تم إدخالها كجسد وليس كتيار وكفكرة وكقضية. دخول الشباب على هذا النحو غير ملائم لهم، ومن الأفضل لهم أن يكونوا بعيدين عن مثل هكذا حوار، حتى لا يكونوا شهود زور أو محللين لصفقة سياسية وسخة تقوم على تقسيم وتقاسم اليمن ووضعه تحت الوصاية والانتداب وإعطاء هذه الوصاية والانتداب مشروعية وطنية.
• سيف محمد العديني: البعض يتساءل: كيف يعلن الشباب رفضهم للمبادرة الخليجية ثم يطالبون بتمثيلهم في مؤتمر الحوار؟
- الذين تباكوا هم الذين يهرولون خلف العملية السياسية، يجب أن لا يتم التعامل على كل من دخل الثورة على أنه ملك من السماء.. وحتى المهاجرين وفيهم رسول الله منهم من كان يهاجر لامرأةً ينكحها أو دنيا يصيبها. وبالتالي لن يكون كل من في الثورة خرجوا من أجل الثورة.. هنالك من خرجوا من أجل مكاسب سياسية ومكاسب شخصية ومنهم شباب، وهنالك من خرجوا من أجل تحقيق نفع عام ينعكس في نهاية المطاف عليه كشخص من خلال دولة عادلة مستقلة تحترم فيها سيادة القانون وتحترم فيها المواطنة. ومن ثم من كانوا يلهثون وراء المصالح هم من يلهثون وراءها اليوم. وهناك من الشباب من رأى في الثورة فرصة مثل بعض القوى التي رأت في الثورة فرصة، وتعاملوا معها باعتبارها فرصة وليس في اعتبارها طريقاً للتغيير العام، وإنما طريق للتغير الشخصي. الذي يحدث في حقيقة الأمر أن الشباب تم إضعافهم منذ البداية وتم التوافق على أن يكونوا في المركز الضعيف؛ لأن كل القوى ( السلطة والمعارضة) كانت تخاف منهم.. فالسلطة تخشى من أن الشباب سيزيحوها، والمعارضة رأت أن الشباب سيزيحوا حلمها في الوصول إلى السلطة؛ فتوافقوا على تفريق الشباب وإضعافهم والتشكيك فيما بينهم البين وتحولهم من الفعل الثوري إلى الأداء السياسي، ثم تحوّلهم الآن إلى باحثين عن الدخول في مؤتمر الحوار. وبعد أن كانوا مصدر القوة لهذه القوى أصبحت هذه القوى مصدر القوة لهم! وهي كانت لعبة محلية ولعبة دولية أن يصل الشباب إلى هذا الوضع. وأعتقد أن من كانوا يبحثون عن الفرصة في البداية هم الآن الذين يبحثون عنها باسم الحوار أو باسم السعي نحو الحكومة، أو ما إلى ذلك. أما الشباب الذين خرجوا من أجل ثورة أو من أجل تغيير حقيقي فهم يهمهم التغيير بغض النظر عمن يأتي به.. يأتي بتسوية سياسية أو عن طريق عبدربه.. يأتي عن طريق الفعل الثوري.. المهم فقط أن يروا مشروعهم في الدولة المدنية. وهؤلاء أقول أنهم حالياً مترقبون، وعندما يصلوا إلى مرحلة معينة يجدوا أن الفعل الثوري يجب أن ينطلق من جديد، فأنا أعتقد أن الفعل الثوري سيخرج مجدداً إلى الشارع.
• عبود الشعيبي: برأيك هل ستشارك معظم المكونات الجنوبية في هذا الحوار؟
- المؤشرات حتى الآن تقول أنه سيكون هنالك حضور جنوبي ومميّز، وواضح أن مكوّن فك الارتباط أو الانفصال أًصبح هو المرجح أن يكون بعيداً عن الحوار، فيما بقية المكونات أصبح مؤكداً من خلال تصريحاتهم أنهم سيشاركون في الحوار. ولكن الأهم من مشاركة المكونات الجنوبية أن يشارك الجنوب من خلال حضور قضاياه ومشاكله في مؤتمر الحوار؛ لأن مشكلة صنعاء أنها تريد أن تتعامل مع الجنوب عبر وسطاء، وهؤلاء الوسطاء هم الذين كانوا في يوم من الأيام سبباً في الحرب وكانوا سبباً لتبرير الاستبداد والقمع وشركاء في الفساد. يفترض أن تتواصل صنعاء مع الجنوب عبر حضور قضايا الجنوب، ويصبح الجنوب يرى أن له مصلحة في الوحدة ومصلحة في دولة مدنية قادمة ومصلحة في مجتمع كبير. الآن الذي يمثل الجنوب هي قضاياه، أما ما عدا ذلك بنسبة 100% إن لم نقل 110% يتاجرون بالجنوب وقضاياه، مثلما هناك من يتاجرون بالثورة ويتاجرون بقضاياها.
• مراد ناصر: التسريبات القادمة من دهاليز اللجنة الفنية للحوار الوطني تشير إلى أن أمناء عموم الأحزاب والمساعدين سيكونوا ضمن قوائم الأحزاب في مؤتمر الحوار، كيف تنظر إلى مستقبل الحوار في ظل وجود قيادات معتقة ولديها من الإرث وعقد الماضي ما يكفي لفشل المؤتمر؟
- حقيقة الأمر الحوار يتم بين خمسة إلى سبعة أشخاص، والبقية عبارة عن /''ديكور/'' يستلموا مكافآت وبدل الحضور، ولكن الحوار هو بين سبعة أشخاص يمنيين وخمس إلى سبع قوى دولية.. هؤلاء هم اللاعبون، وبالذت القوى التي بأيديها بنادق أو تستطيع إرباك المشهد في اليمن بتحريك الانفصال أو تحريك الحوثية أو تحريك القبيلة أو تحريك مشائخ الدين. هذه القوى هي صاحبة القرار، والبقية هم عبارة عن /''كومبارس/'' مثل أفلام الرسالة أو أفلام عمر المختار.. هناك أبطال، وهنالك عدد كبير من الممثلين من أجل يجيبوا للمسلسل قيمة أدبية وزخماً. أما القوى الحقيقة هي من تفاوض، أو بمعنى أصح الأربعة الأشخاص الذين عجنوا الدنيا على مدار سبع أو ثمان سنوات قبل الثورة هم نفس الأشخاص الذين الآن يعيثون في الأرض فساداً، وهم من سيعجنوا الحوار فيما بعد.
• محمد اسماعيل السلامي (الضالع): كونك أحد رموز الثورة، هل أنتم راضون عن ممثلي المؤتمر الشعبي في مؤتمر الحوار، وخاصة تلك الشخصيات التي لها بصمات في ارتكاب جرائم بحق الشباب؟ وهل ترى أن الثورة حققت أهدافها أم لا؟
- أنا مع الثورة، والثورة قالت: لا حوار مع القتلة. وسياسياً الحوار مع القتلة موجود ومستمر، وبالعكس الساسة هم من سعوا إلى تحسين القتلة بل وحمايتهم من الحساب! وهنالك من قتل وهنالك من ساعد القاتل على الإفلات من العقاب، وكان شعار الثورة /'' لا تفاوض لا حوار.. استقالة أو فرار/''. لا حوار مع القتلة هو شعار بالنسبة لي مقدّس. نحن بحاجة إلى حوار، ولكن أن يكون بيننا كيمنيين ويكون مع ناس يبحثوا عن حلول وليس عند أناس يبحثوا عن فرصة لكي يرتكبوا جرائم القتل. ونحن يجب أن تكون مشكلتنا الأشخاص الملطخة أيديهم بالدماء سواء كانوا في المؤتمر الشعبي العام أو غيره.. هؤلاء لا يجب أن يكون لهم وجود على طاولة الحوار، وأن يكون الحوار لأصحاب الأيادي النظيفة وليس للأيادي المتسخة.
• عبدالله عبدالرحمن: ما تقييمك لأداء كل من رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق خلال الفترة الماضية؟
- بالنسبة لعبدربه هادي تشعر أحياناً بالتعاطف معه وتشعر أنه يصارع وحيداً وعنده رغبة في التغيير، وأحياناً تشعر بالقلق بأن لديه مشروع للأبينة محل مشروع السنحنة. بمعنى أنه يخيفك في شخصيته العسكرية، والتي تذكرنا بمن قبله من العسكر الذين وصلوا للحكم ثم تمسكوا به. وعندما تأتي قراراته بتولية الموالين والمقربين تعطيك إحساساً بأنه لا يرغب في ترك السلطة وإنما يريد الاستفادة من هذه اللحظة في إضعاف من حوله ليكون هو الأقوى. وأحياناً تشعر أن لديه نقاوة البدوي وأنه أكثر صدقاً ممن حوله من الساسة وأنه إذا لم يحرض على الطمع أو لم يزين له هذا ممكن يكون عنصر تغيير ويتحول إلى شخصية تاريخية. ومن كانوا حول علي عبدالله صالح هم من كانوا يزينوا لهُ كل شيء وهؤلاء صاروا حول عبدربه ومن أجل مصالحهم بدؤوا يزينون لهُ هذا الأمر. ويقلقني في عبدربه منصور هادي أن لديه مشروع تمديد، ومشروع التمديد مقلق جداً؛ لأنه يعبر عن امتداد للماضي، فلا زال يتعاطى مع بعض القضايا بثقافة إدارة الصراعات وليس حل الصراعات.
بالنسبة لحكومة باسندوة حكومة /''نص نص.. نص قاتل نص لص/'' هي ولدت ميتة.. وحين يكون المتقاتلون في حكومة واحدة في وقت لم يصلوا فيه إلى القدرة على التسامح والتصالح وتجاوز صراعات الماضي، بالتالي ستكون حكومة ضعيفة وحكومة ميتة. هناك شخصيات نحترمها وما كنا نتمنى أن تكون فيها وكان وضعها في هذه الحكومة إحراقاً لها، ولكن في نفس الوقت هناك شخصيات ما كان يفترض أن تكون ضمن الحكومة لأنها شخصيات ارتبطت بنظام علي عبدالله صالح، ومنهم باسندوة الذي عمل معه وزيراً لأكثر من عشرين سنة. الأمر الآخر، عندما تأتي بوزراء كلهم عسكر ورجال أمن وأنت تتحدث عن دولة مدنية! فهذا مخيب للآمال. وأنا أعتقد أن هذه الحكومة من أسوأ الحكومات التي شُكلت؛ لأنها شكّلت باسم الثورة واغتيلت فيها كل قيم الثورة.
• جمال العامري: أصبح الإقصاء والتهميش فيروساً ينخر داخل الأحزاب والمنظمات، فلماذا يتم غالباً إقصاء الثوار من قبل الأثوار المتسيدين لأعلى المناصب؟ أم أن اليمن أصبحت بيئة طاردة للثوار؟
- المشكلة أن الإقصاء ثقافة ونحن نتربى عليه.. والثورة ليست إسقاط الحاكم، وإنما إسقاط هذه الثقافة. وفي حالة عدم بناء دولة تحمي المصالح وتوازن بينها، لا شك أن الإقصاء سيحدث. ولذلك فقهياً وضعوا قاعدة /''السلطة المطلقة مفسدة مطلقة /''والغرب وضع قاعدة مماثلة وهي /''الفصل بين السلطات/''. ونحن عندما توجد دولة تبنى فيها المؤسسات سيتم القضاء على الإقصاء، ولكن عندما يترك للشخص نفسه إشراك الآخرين أو لم يشركهم فالأصل في النفس أن تحرضك على الشر وعدم فعل الخير، ولذلك تصبح إنساناً شريراً. فالذي سيحمي ويحقق الشراكة هي المؤسسات الحقيقة وليس تركها للحاكم لكي يتصدق بها على الآخرين. كما أن الأحزاب تعاني من نفس الإشكالية التي يعاني منها النظام السياسي؛ فهي أحزاب إقصائية فردية يحكمها فرد أو تحكمها شلّة تقوم على السمع والطاعة على المحاباة.. وهذه الأحزاب بحاجة إلى ثورات داخلها لتسقط هذه الأصنام التي بعضها الآن صار لها في قيادة هذه الأحزاب مدة تقارب مدة حكم علي عبدالله صالح.
• محمد اليوسفي: ما سر الحملة الموجهة ضدك في الفيسبوك على خلفية موقفك تجاه اعتصام الجرحى؟ وكيف تنظر لما حدث للنائب والناشط الحقوقي أحمد سيف حاشد؟
- ما تعرض له أحمد سيف حاشد هي جريمة بكل المقاييس بل يعتبر القبيح أن يعتدى على أحمد سيف حاشد أمام حكومة تقول أنها حكومة ثورة، وهو من أوائل الثوار.. وهذا يعتبر دليل على فضيحة (أن هذه الحكومة لا تمثل الثورة) ودليل على عجزها وأنها غير قادرة على أن تؤمن ساحتها، فكيف يمكن أن تؤمن البلاد؛ فبالتالي أنها حكومة فاشلة.. وهذه الحادثة يفترض بها أن تنتهي بها وأن تذهب هذه الحكومة إلى مزبلة التاريخ، ويجب عليها أن تغادر رئاسة الوزراء فوراً.
• علي جابر: أين يجد خالد الآنسي نفسه أكثر.. هل كمحامي وقانوني؟ أم كسياسي؟ أم كثائر؟
- أنا أجد نفسي كمحامي؛ والمحاماة هي عمل ثوري هادئ، سواء من أجل الانتصار للعدل أو الحقوق من أجل الحريات.. هي ثورة لأنه لا انفصام بين المفهوم الثائر وبين مفهوم عملي كمحامي أو كحقوقي. السياسة فعلاً لا أطيقها؛ لأنها تمارس بشكل مقرف في مجتمعاتنا، ومن شدة قبح الساسة صارت هذه أشبه بشتيمة، بينما كان يمكن أن تكون عملاً جميلاً.. لكن أرى أن هنالك من هم متفرغون لهذا الأمر، وأجد نفسي أنتمي إلى مهنتي.
• علي الشيباني: يلاحظ تماهيك مع موقف توكل كرمان ثم حدث الافتراق الذي يقول عنه البعض بأنه نوع من الانتهازية؟
- أنا أتماهى مع حقوق الإنسان، وأتماهى مع الثورة.. والثورة هي منظومة من القيم ومنظومة حقوق الإنسان؛ وكل من يتفق معي في هذه الأشياء فأنا متفق معه، وكل من يبتعد عنها يبتعد عني. ولذلك عندما خرجت توكل كرمان عن خط الثورة وانحازت للتسوية السياسة كانت مفترق طريق، ولكنها عندما تقترب من حقوق الإنسان ستجدها معي؛ لأننا في قطار الثورة وقطار الحقوق والحريات. ولا أقول لها: إن هذا حكرٌ علينا، وعندما يأتي أي شخص- توكل كرمان أو غيرها- ليركب هذا القطار سأقول له أهلا ً وسهلا ً،وعندما يريد أي شخص أن ينحرف بهذا القطار سأختلف معه، ومن يريد أن ينزل من هذا القطار سأقول له: الله معك.
• ماجد النفيعي: لماذا قدمت استقالتك من الإصلاح؟
- استقالتي من الإصلاح هي استقالة مكتوبة ومنشورة، وآخر نشر لها كان في لقاء مع صحيفة الأولى. عموماً أشعر أن الحزبية ضيقة عليّ، وأنا أحب الثياب الواسعة. كان الإصلاح في الماضي أكثر الأحزاب سعة وأكثر الأحزاب قدرة على أن يتحمل شخصيات كشخصيات خالد الآنسي.. وهذه نقولها للأمانة. وأنا حالياً أنتمي إلى حقوق الإنسان والحريات أكثر من انتمائي للعمل السياسي. وما دمت لا أطمح إلى منصب سياسي فلماذا أظل متحزّباً؟ وأنا أقول أن الإصلاح كثوب سياسي ضاق بي، وأنا أحب الأثواب الواسعة، فأحببت أن أعود إلى خالد الآنسي.. الإنسان الذي خلقه الله غير متحزب، وعندما أجد في وقت من الأوقات أن هنالك مقتضى من خلال العمل السياسي لن أتردد في ذلك الأمر، ولكن حالياً أشعر بأنني أكثر حرية على الأقل نفسياً. مع أن الإصلاح لم يتدخل في عملي الحقوقي خلال السنوات الذي كنت أعمل بها.. وهذه تحسب له، ووقفت ضد قيادات في الإصلاح ولم يتدخل الإصلاح.. ومن ضمن من وقفت ضدهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني، ومع ذلك لم يتدخل الإصلاح، ولكنني رأيت أنه ما دمت غير نشيط سياسياً وانتمائي السياسي يأخذ مني ولو وقت معين، وهذا الوقت كان ممكن أن يصرف للعمل الحقوقي، فرأيت أن أستقيل من الإصلاح وأن أؤسس لفكرة أن الأحزاب هي بمثابة أوطان سياسية يستطيع أن يبقى فيها الشخص ويستطيع أن يغادرها، ليس بالضرورة أن ينتهي فيها ولا يختلف معها، وعندما يغادرها ليس بالضرورة أن يتحول إلى حالة عداء وخصام معها.. وكانت هذه رسالتي.
رسائل خاصة
• ناصر راجح (لحج):: ما الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى كل من: شباب الثورة- رئيس الجمهورية – حكومة الوفاق - أحزاب المشترك- الحراك الجنوبي – الحوثيين؟
- إلى شباب الثورة: أذكّركم بأن الثورة ستبدأ عندما يسقط علي عبدالله صالح، وثورتنا ستكون عندما نتصارع من أجل بناء الدولة المدنية.
- إلى رئيس الجمهورية: أتمنى أن تعتبر بمن سبقك.
- إلى حكومة الوفاق: أمامك فرصة تاريخية إن تجاوزت النفاق إلى الوفاق.
- إلى أحزاب المشترك: هناك قيادات حزبية هي أولى بالاجتثاث أو بالأصح انتهت صلاحيتها.
- إلى الحراك الجنوبي: لجوءك إلى العنف هو انتحار لك وليس للقضية الجنوبية، والعنف سيقضي على الحراك. أما القضية الجنوبية مثلها مثل الجنوب سيبقى بالحراك أو بدونه.
- إلى الحوثيين: مخجل أنكم ظليتم تسخرون من السعودية أنها ملك أسرة وأنتم تتحولون إلى ملك لأسرة! وأمامكم أن تكونوا مشروعاً وطنياً إذا سقط مشروع التوريث داخل الحركة ومشروع العنف والمشروع العنصري.
- إلى المؤتمر الشعبي العام: أنت أشبه بدكان مصالح وغطاء سياسي لعصابة، آن الأوان لهذا الدكان أن يقفل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.