بجمجمته الصغيرة تلك المكتضة "بمخِ متخثر" ولتي تبدو في أنمق "توصيفاً " كما لو انها "علبة زبادي" انتهت صلاحيتها يوم خروجها الى زحمة الحياة . وظلت مهملة لأعوام ِ لم يلتفت اليها أحد . تتعفن وتزدحم فيها الروائح الكريهة المنفرة يوماً بعد يوم . وبوجهه المُتزاحم بالتذبذب والإنحطاط ، الذي انهمك فيه لأعوام يكابد مرارة إيجاد حفنةً من السواد تحت إنفه ، ويعاني أيما عناء في الحفاظ عليه . حتى راح يحسد الحيوانات المثقلة بالفرأ الأسود ، ولسان حاله يقول ياليت لي "شارب كشعر الحمار". كل ذلك العناء المتخم بشعور الإذلال عسى ان يؤمن له شيء من الكينونة والأنا التي يفتقد إليها . انه تماماً كفلاح كادح معوز الحال ، لا يملك سوى مساحة صغيرة من التربة المالحة ،التي لا تصلح للنمؤ والإبذار. انهك كل قواهُ في محاولة أنبتهأ لعله يخرج بنهاية الموسم ولو باليسير من الهشيم الذي يؤمن له غذاء يومِ امام طول وقوفه في ابواب الأخرين. وبتجويفِ نحيل لا يساعده إفراطه في الأكل بلإحتلال مساحة "يافعِ" افريقي يعاني سوء التغذية بقدر ما زاد من حجم تكوم القذارة بداخله، وجدت فيه السيدة المهوسة بالضهور والإحساس بالقيادة جثة سانحة لممارسة ذاتها السلطوية وصب عنجهيتها بداخله كما لو انه "إناء "يحتوي ضعفها فتحس بالقوة . فضمته الى حاشيتها وجعلتهٌ من المقربين فما كان منه الأ ان امتن لها وشكر ولسان حاله يردد ضعفه بالقول :"لولاك سيدتي "سيدة الثورة "لما حظيت بفرصة" القرفصاء " الى جوار الرئيس ولما كان لي مقعداً في الحوار" فالحمد كل الحمد لكٍ