تواصلت الاشتباكات، أمس، بين جنود من حراسة الشركات النفطية وقبائل يحاولون الاستيلاء على المكان بمديرية وادي يمين محافظة حضرموت في الوقت الذي انسحبت فيه تعزيزات عسكرية من أماكنها بمعسكر الثورة. وقال ل"الأولى" مصدر محلي إن أكثر من 3 جنود قتلوا بينما تم أسر 4 آخرين لدى مسلحي القبائل والذين يشنون هجوماً على حراسة إحدى الشركات النفطية، فيما تأكد مقتل أحد مسلحي القبائل في الاشتباكات. ونفى المصدر المحلي أن يكون الطيران الحربي قد أغار على أي من مواقع القبائل، وقال إن "كل ما في الأمر هو تحليق لطائرة مروحية في المنطقة وكانت تقوم بنقل أحد المسؤولين من المنشآت النفطية". مصدر آخر تحدث عن أن الطيران العمودي (هولوكوبتر) حلق في المنطقة فوق القطاع 51 والقطاع 14، لكنه نفى أيضاً وقوع أي عملية قصف حربي للمناطق التي يتمركز فيها مسلحون قبليون. وتحدث المصدر عن مقتل شاب وجرح أخر من أفراد قبيلة المعارة في الاشتباكات في منطقة الهجلة. وقال إن الجيش أغلق طريقاً بمنطقة مفرق الأدواس ومنع الدخول والخروج إلى غيل بن يمين، وأن عائلات وأطفالاً علقوا في المكان. من جانبه، نفى مصدر مقرب من حلف قبائل محافظة حضرموت، أن يكون الحلف قد أصدر أي بيان بشأن الاشتباكات بين القبائل والجيش في وادي بن يمين. وكتب صالح بن عمريت وهو أحد أعضاء الحلف في صفحته على الفيسبوك: "تم الدخول على حسابي اليوم من قبل مجهول وأصدر بياناً باسم الحلف. أؤكد أن هذا البيان مغلوط، ويبين كذب هذا البيان عدم وجود صورة له مختومة، أرجو ممن قام بنشره حذفه مباشرة". وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع أخرى إلكترونية قد تداولوا بيانين منسوبين لحلف قبائل محافظة حضرموت، تحدث الأول عن الاشتباكات الدائرة بين الجيش، ورجال القبائل في وادي يمين، بينما تحدث البيان الآخر عن التعزيزات العسكرية التي دخلت أمس الأول إلى معسكر الثورة. من جهتها، قالت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر محلية ان "طيران الجيش اليمني بدأ ظهر أمس الاثنين شن غارات على موقع لحقول النفط في محافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن، وذلك لفك حصار مفروض من قبل رجال قبائل مسلحين". وذكرت المصادر أن الطيران قصف عدة نقاط قبلية محاصرة لمعسكر الأدواس، وشركات النفط في منطقة غيل بن يمين بوادي حضرموت، وأضافت المصادر أن سلاح الجو اليمني تدخل بعد نشوب اشتباكات عنيفة مسلحة بين قوات من الجيش اليمني، ورجال قبائل حاولوا صباح أمس الاثنين التقدم صوب قطاعات نفطية تحرسها وحدات من الجيش اليمني. وفي مدينة المكلا، قتل شخص من محافظة إب مساء أمس الأول لدى إصابته برصاص الاشتباكات التي كانت دائرة بين الجيش ومسلحين قبليين حاصروا معسكر الثورة. وقال ل"الأولى" مصدر محلي أن القتيل سقط بينما كان واقفا بجانب إحدى اللوكندات وقد تم إسعافه إلى مستشفى الريان وفارق الحياة بعد منتصف أمس الأول. وتحدث المصدر عن أن المسلحين القبليين فرضوا طوقاً على معسكر الثورة، والذي تقع إدارة أمن المحافظة ضمن نطاقه، واحتجاجاً على تعزيزات عسكرية دخلت إلى المعسكر. وقال المصدر إن وسطاء محليين تدخلوا لإنهاء الحصار على المعسكر بعد أن اشترطوا خروج التعزيزات العسكرية التي دخلت إلى المكان وتم الاتفاق فجر أمس بانسحاب هذه القوات، وهو ما تم بالفعل ظهر أمس حيث خرجت أطقم عسكرية من المكان في الوقت الذي قام مسلحون بلباس مدني بحماية هذه الأطقم لحظة خروجها. من جهتها، ناقشت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت في اجتماعها أمس برئاسة المحافظ رئيس اللجنة خالد سعيد الديني، وبحضور نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع ووكيل وزارة الداخلية اللواء صالح حسين قاسم الأوضاع والمستجدات الأمنية بالمحافظة . وقالت وكالة "سبأ" إن اللجنة تناولت "الأحداث والاختلالات الأمنية المؤسفة التي شهدتها مدينة المكلا وعدد من مدن المحافظة خلال اليومين الماضيين، وما تقوم به العناصر الخارجة عن النظام والقانون من افتعال المشاكل والأزمات لإقلاق السكينة العامة وإثارة الفوضى والشغب، والتخريب والتعدي السافر على هيبة الدولة والقانون". ووقف المجتمعون "أمام الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة، وتعاملها مع مرتكبي هذه الأعمال التي لا تنسجم مع ممارسة حق التعبير السلمي الذي كفله القانون والدستور". وعبرت اللجنة عن "أسفها البالغ للاعتداءات المتكررة على معسكرات ومقرات الأمن في مدينة المكلا ونهب وسلب المحلات التجارية، والاعتداء على الملكية الخاصة والعامة"، وقالت إنها "سوف تتعامل بحزم مع هذه الأعمال الإجرامية ولن تتهاون في التصدي الحاسم للمحاولات اليائسة التي تستهدف النيل من أمن واستقرار المحافظة والإضرار بالمصالح والممتلكات العامة والخاصة". وشددت اللجنة الأمنية على "ضرورة تعاون جميع المواطنين مع الأجهزة والوحدات العسكرية والأمنية وبما يحفظ أمنهم، واستقرارهم وإحلال السكينة العامة للمواطنين فيها", داعية كل أبناء المحافظة إلى توخي الحذر والحيطة من المخططات الإجرامية التي تهدف إلى اختلاق الأزمات والفوضى في المجتمع. وفي إطار المظاهرات والمسيرات، خرجت، أمس، مسيرات متقطعة في منطقة "الشرج" وجابت الشوارع ورددت شعارات مناهضة للسلطات. كما شهدت مدينة الشحر صباح أمس، عصياناً مدنياً شامل أغلق على إثره كل المقار والمحلات ولليوم الثاني على التوالي . وفي مديرية سيئون، أفادت "الأولى" مصادر مطلعة بأن وزارة الدفاع استحدثت معسكراً جديداً للشرطة العسكرية في المدينة. وقالت هذه المصادر إن قيادة الشرطة العسكرية أرسلت أمس، كتيبة من قواتها في العاصمة صنعاء، إلى سيئون، كافتتاح لهذا المعسكر، دون أن تذكر المصادر ما إذا كان افتتاح المعسكر له علاقة بما تشهده مدن حضرموت من احتجاجات منذ الجمعة الماضية. لكنها لم تستبعد ذلك.