شهدت جبهات القتال في عدة مناطق في "دماج" و"حاشد" و"حرض"، هدوءاً نسبياً، بعد أن أعلن الحوثيون سيطرتهم على منطقة كتاف، وإخراج مسلحي "حلف النصرة" الذين توافدوا من عدة محافظات لمقاتلة الجماعة على خلفية التوتر السائد بينها وبين سلفيي دماج. واندلعت المعارك في "كتاف" منذ نحو شهرين، حيث أعلن ما عرف ب"حلف النصرة" السلفي، فتح جبهة قتال هناك ضد الحوثيين، واشتدت المواجهات وسط "وادي آل أبو جبارة" وعدة مواقع، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأفادت"الأولى" مصادر محلية، أمس الأحد، أن المعارك هدأت خلال اليومين الماضيين، في "دماج" و"حرض"، واقتصرت على "مناوشات قليلة، وتبادل لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة، في أطراف من منطقة خيوان في "حاشد" بمحافظة عمران، بين الحوثيين من جهة، والسلفيين ومسلحي حسين الأحمر من الجهة المقابلة". وفي "دماج" دخلت، ظهر أمس، وساطة قبلية من مشائخ ذمار، والتقت بقيادات مركز دار الحديث، بهدف حل المشكلة بين السلفيين والحوثيين هناك. وذكر موقع "الرشاد برس"، السلفي، أن وساطة جديدة قادمة من محافظة ذمار، "وصلت ظهر (أمس) إلى منطقة دماج، بعد أيام من محاولة دخولهم، ولم يسمح بدخولهم جميعا، وإنما سمح ل6 من أعضاء الوساطة، مع بعض المرافقين، بعد أن فتشوهم تفتيشا دقيقا. واستقبل الوساطة مشائخ ووجهاء أهل وادعة، وتحدثوا معهم، ثم جلست الوساطة مع يحيى الحجوري، لمحاولة التوسط لوقف إطلاق النار". مصدر حوثي قال ل"الأولى" إن مشائخ من أهالي محافظة ذمار، قدموا إلى محافظة صعدة، بغرض الوساطة في حل المشكلة، وإنهم دخلوا، أمس، إلى منطقة دماج، والتقوا بالسلفيين، مشيرا إلى أن الوساطة لم تبلغهم ما جرى من اتفاق مع السلفيين، حسب قوله. وكانت جماعة الحوثي أعلنت، الجمعة الماضية، في موقعها على الإنترنت، أنها تمكنت من السيطرة على منطقة كتاف بالكامل، وإخراج السلفيين منها، والاستيلاء على الأسلحة والعتاد والمؤن الغذائية، مضيفة: "تم تطهير المنطقة بشكل عام، حيث تم ليل ونهار الجمعة تطهير المواقع المحيطة بمكان تمركزهم الرئيسي في الوادي، بما فيها قرية وجبال الهوبج وقرية الجرب، وفي عصر يوم الجمعة تم تطهير ما يسمى بدار الحديث في الوادي نفسه"- حسب تعبير الخبر الحوثي في موقع "أنصار الله". وأقر السلفيون بالانسحاب من "كتاف"، غير أنهم قالوا إنه انسحاب "تكتيكي"، وإن سببه اختراق مقاتليهم من قبل مقاتلي الحوثي. ونقلت عدد من المواقع الإخبارية، أمس الأول، بياناً عن الناطق باسم السلفيين في "كتاف" محمد باجمال، قوله: "لقد شن الحوثيون هجوماً شرساً، وضربوا ضرباً عنيفاً على المتاريس حتى دمرت، وحصل بعدها اشتباكات قوية بالبوازيك والمعدلات، ودافع إخواننا دفاعا قويا، ثم رأوا أن المصلحة في التحيّز إلى بعض الأماكن، وقد قتل من الحوثيين الكثير، والضغط لا يزال متواصلاً". فيما تداولت مواقع مقربة من السلفيين، أمس الأحد، أن الانسحاب نتيجة تعرضهم لاختراق من قبل الحوثيين. ووزع الحوثيون صورا لآثار المعارك في "كتاف"، ولما وصفوها ب"غنائم"، وبينها مخازن أسلحة ومخازن أغذية.