استضافت العاصمة البريطانية لندن اليوم الخميس الاجتماع الوزاري الخامس لمجموعة "أصدقاء اليمن" بمشاركة 39 دولة ومنظمة إقليمية ودولية مانحة وممثلين عن القطاع الخاص اليمني وبرئاسة مشتركة من قبل كل من اليمن والسعودية والمملكة المتحدة. ويأتي هذا الاجتماع بعد الاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك في 27 سبتمبر 2012. ويأتي هذا الاجتماع لإثبات دعم الدول المانحة لليمن خلال المرحلة الانتقالية على النحو المبين في المبادرة الخليجية. وأكد المجتمعون على أهمية دعم الحكومة اليمنية في خطط التنمية والإصلاح في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والقطاعات. كما أكدوا على دعمهم الكامل لسيادة اليمن ووحدته، واستقلاله وسلامة أراضيه ودعم خطط الانتقال على أساس مبدأ عدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية. وجرى خلال الاجتماع تقييم التقدم في الالتزامات المتعهد بها في الاجتماع الوزاري السابق في نيويورك. وقد تركزت المناقشات في الاجتماع على خمسة مواضيع رئيسية هي: · وضع مؤتمر الحوار الوطني والإصلاح الدستوري. · التحضير لانتخابات فبراير 2014. · مناقشة آلية تنفيذ 7.9 مليار دولار من المساعدات إلى اليمن. · الحالة الإنسانية الخطيرة التي ارتكبت في عام 2012. · الأمن، بما في ذلك إصلاح القطاع العسكري. ورحب المجتمعون بموعد بدء مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس، مؤكدين على ضرورة أن يقوم على مبدأ الشمولية. ودعا المجتمعون الأطراف المشاركة في الحوار الوطني من القوى السياسية الكبرى أن تلتزم بالنسب الممنوحة لتمثيل النساء والشباب والجنوب. وأكد "أصدقاء اليمن" على أهمية حل القضايا السياسية ولا سيما في الجنوب وصعدة، ورحبوا بإنشاء لجنتين لمعالجة النزاعات على الأراضي وحث "الأصدقاء" الحكومة اليمنية وأعضاء هذه اللجان على مواصلة التحقيقات في هذه القضايا. ورحبوا ببيان مجلس الأمن الرئاسي في 15 فبراير 2013م. كما رحبوا بالخطة التشغيلية التي قدمتها الحكومة اليمنية عن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء وتحديدها جدولاً زمنياً مع المعالم الرئيسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في فبراير 2014م. وأكدوا أيضاً دعمهم لجهود اللجنة العليا للانتخابات من أجل وضع سجل إلكتروني شامل للناخبين ورحبوا بمساهمات المجتمع الدولي على تقديم المساعدة التقنية والمالية تمهيداً للانتخابات وفيما يخص العدالة الانتقالية والمصالحة وحقوق الإنسان فقد رحب أصدقاء اليمن بتخصيص الأموال لتعويض ضحايا العنف في 2011، وشجعوا بقوة التصديق المبكر على قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، والاعتراف بأهمية الرد على الاستدعاءات من أجل العدالة والمساءلة، مشيرين في الوقت ذاته إلى القرار الذي صدر في سبتمبر 2012م بشأن إنشاء لجنة لتقصي الحقائق والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات، مشددين على ضرورة بدء التحقيقات على الفور بكل شفافية واستقلالية. وفي المجال الاقتصادي رحب "أصدقاء اليمن" بإنشاء مكتب تنفيذي لتسريع امتصاص تعهدات المانحين والإشراف على تنفيذ المشاريع والإصلاحات السياسية، وفي الوقت أكدوا على ضرورة الضغط من أجل التسريع وإحراز تقدم في إعداد المشاريع والبناء والتي سيكون لها تأثير مباشر على حياة الناس في اليمن، مشجعين على ضرورة الانتهاء من ذلك في الوقت المناسب كي يتم قبول اليمن للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. وأعرب المجتمعون عن قلقهم إزاء ما قدمته الحكومة من تقرير حول ميزانية 2013م، وخاصة استمرار ارتفاع الإنفاق على الرواتب ودعم الوقود، والإيرادات الضريبية، لكنهم أثنوا على زيادة النفقات الرأسمالية، وشجعوا على تنفيذ القوانين الضريبية والإصلاحات الاقتصادية الأخرى، ومواصلة العمل مع صندوق النقد الدولي لدعم استقرار الاقتصاد الكلي والنمو على المدى القصير. ودعا "أصدقاء اليمن" الجهات المانحة على ضرورة تغطية التكلفة الكاملة للمشاريع التي يمولونها كإجراء الدعم خلال الفترة الانتقالية من أجل الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي. وفيما يتعلق بالإنسانية وإعادة الإعمار لاحظ "أصدقاء اليمن" بقلق شديد استمرار الوضع الإنساني والتقارير التي تفيد أن 13 مليون شخص في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدة وهم أكثر من نصف سكان اليمن. وأشار المجتمعون أن الأممالمتحدة ضغطت على الولاياتالمتحدة لتخصيص (716,000,000) دولار لدعم (7,7) مواطن لهذا العام و(1,6) مواطن عن العام الماضي. كما تطرقوا إلى ضرورة أن يتم تنسيق لدعم نداء للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى لتوفير مساعدات إنسانية فورية لأكثر الفئات احتياجاً من سكان اليمن خلال الفترة الانتقالية وتحقيق أفضل استخدام للموارد الجماعية. ورحب المجتمعون بقرارات الرئيس هادي في يخص هيكلة أجهزة الجيش والأمن وحثوا أصدقاء اليمن والشركاء الدوليين على دعم إعادة الهيكلة والمساعدة في إعداد التخطيط وتنفيذ المقترحات الجديدة. كما أشادوا بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب ومحاربة عناصر تنظيم القاعدة. وأعرب أصدقاء اليمن قلقهم الشديد إزاء التقارير التي تفيد توافد الأسلحة إلى اليمن من الخارج لغرض تقويض عملية الانتقال وعرقلة مؤتمر الحوار الوطني. وحث أصدقاء الحكومة اليمنية إلى ممارسة ضبط النفس من قبل قوات الأمن، وتجنب الإفراط في استخدام العنف في الاحتجاجات السلمية. واختتم أصدقاء اليمن اجتماعه بحث الدول المانحة التي لم تقدم مساعداتها على ضرورة تقديمها في أقرب وقت.