اتفقت الدول التي قدمت تعهدات مالية بدعم اليمن على مرحلتين من الدعم لليمن، الأولى مع إنطلاق الحوار الوطني المقرر في 18 مارس القادم ، والثانية خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. ودعا دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ المجتمع الدولي إلى دعم العملية الانتقالية في اليمن. وفي ختام مؤتمر مجموعة أصدقاء اليمن الذي انعقد في لندن الخميس قال هيغ إن الحكومة اليمنية "أحرزت تقدما في صياغة الدستور الجديد للبلاد، وفي ضمان حقوق اليمنيين للمشاركة في الانتخابات العام المقبل". وحذر هيغ "من يحاول عرقلة العملية الانتقالية وإفسادها في اليمن"، مشيرا إلى أن الدول المانحة "ستتصدى له بقوة وحزم". ويهدف مؤتمر لندن إلى تقييم مدى وفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه اليمن، لمساعدته على تحقيق عملية الانتقال السياسي "على النحو الأمثل"، إضافة إلى التصدي للتحديات الأمنية التي تواجهه. وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، قال في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" إن اليمن يبحث مع أصدقائه 3 محاور رئيسية، أهمها الدعم السياسي للحكومة اليمنية. وشدد القربي على أن مؤتمر أصدقاء اليمن الذي تستضيفه لندن الخميس يهدف لتقييم ما تحقق خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن التقييم سيشمل ما أنجزته الحكومة اليمنية وما أنجزته الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها خلال المؤتمرات السابقة. وتقول منظمات دولية إن ما تعهد به "أصدقاء اليمن" بشأن تقديم نحو 8 مليارات دولار "لم يتحقق منه إلا النزر اليسير"، ما يعني أن وصول هذا المبلغ بالكامل يعد من أهم أهداف مؤتمر لندن. أما عن باقي الأهداف، فتتركز على تشجيع الحوار الوطني المقرر أن يبدأ يوم 18 من شهر مارس الجاري، إضافة إلى الإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وبحسب موقع الحكومة البريطانية على الإنترنت، فإن إنشاء مجموعة أصدقاء اليمن منذ عام 2010 كان يسعى بالأساس إلى تعزيز الجهود السياسية الدولية الرامية لمساعدة جهود اليمن على مواجهة أسباب عدم الاستقرار الداخلي. وتضم مجموعة "أصدقاء اليمن" 39 دولة ومنظمة دولية. ويقول السفير البريطاني في صنعاء نيكولاس هوبتون إن من المهم الإشارة إلى أن أصدقاء اليمن تأسست عام 2010 في رد فعل دولي لمحاولة تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية" تفجير طائرة كانت متجهة إلى الولاياتالمتحدة عبر أوروبا، في ما وصف بأنه إقرار دولي بضرورة بذل جهد كبير لمنع التنظيم المتشدد من السيطرة على اليمن. وفي عام 2011 وبعد الاحتجاجات الشعبية على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أصبحت المجموعة إطارا سياسيا لدعم المبادرة الخليجية الرامية لحل الأزمة سلميا. يأتي لقاء أصدقاء اليمن لإظهار دعمهم المستمر للعملية الانتقالية في اليمن بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأكدت المجموعة على أهمية دعم خطط التنمية والإصلاح للحكومة اليمنية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية. وشددت المجموعة على دعمها الكامل لوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن وكذا التزامها باستمرار دعم خطط العملية الانتقالية في اليمن وفقاً لمبدأ عدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية. وأكدت المجموعة على أهمية أن تكون الفترة الانتقالية عملية شاملة وبقيادة يمنية. وقد ناقشت المجموعة التقدم المحرز على مستوى الالتزامات المقرة في الاجتماع الوزاري السابق وتركزت النقاشات حول المواضيع الخمسة الآتية: - وضع المؤتمر الوطني للحوار والاصلاحات الدستورية. - التحضيرات للانتخابات في فبراير 2014م. - مدى تنفيذ التعهدات المقدمة لليمن بمبلغ 7.9 مليار دولار في 2012م. - الوضع الانساني الخطير. - الأمن بما في ذلك إصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية. •الجانب السياسي: مؤتمر الحوار الوطني: - رحبت المجموعة بإعلان بدء مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس 2013م والمرتكز على مبدأ الشمولية. وأكدت المجموعة على أن مؤتمر الحوار الوطني يشكل حجر الزاوية بالنسبة للعملية الانتقالية وهو الطريق الوحيد للشعب اليمني لمعالجة كافة القضايا وبناء اليمن الجديد. - دعت المجموعة كافة الأطراف للمشاركة بشكل نشط وبناء في الحوار وضمان أن تشمل مشاركة ممثليهم العدد المطلوب للمرأة والشباب. - أثنت المجموعة على عمل اللجنة الفنية للحوار ورحبت بتشكيل الأمانة العامة لتنظيم وتوظيف ودعم الحوار معبرة عن ثقتها في قيادتها ودعم المجتمع الدولي لجهودها. - رحبت المجموعة بالدور الأساسي الذي تلعبه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام للمجلس بهدف انجاح العملية الانتقالية في اليمن بما في ذلك جهود دعم مؤتمر الحوار الوطني. - كما رحبت المجموعة بالجهود الفنية والتنظيمية لفريق الأممالمتحدة المساعد للجنة الفنية للتحضير للحوار وكذا الدور الاساسي الذي يلعبه المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإنجاح العملية الانتقالية. - سلطت المجموعة الضوء على أهمية حل كل القضايا السياسية خاصة قضية الجنوب وصعدة ورحبت المجموعة بتشكيل لجنتي معالجة قضايا الأراضي والمبعدين المدنيين والأمنيين والعسكريين من المحافظات الجنوبية. وحثت المجموعة الحكومة اليمنية وأعضاء هاتين اللجنتين على الاستمرار في التحقيقات حول هذه القضايا. - ورحبت المجموعة بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن في 15 فبراير 2013 الذي عبر فيه المجلس عن قلقه من التقارير الواردة بشأن التدخل في العملية الانتقالية خاصة المؤتمر الوطني الحوار وأكد على استعداده لاتخاذ مزيد من الاجراءات بما في ذلك التدابير بموجب المادة 41 من ميثاق الأممالمتحدة اذا استمرت هذه الأعمال الهادفة الى تقويض حكومة الوفاق الوطني والعملية الانتقالية. الانتخابات الوطنية: - رحبت المجموعة بالخطة التشغيلية المقدمة من الحكومة اليمنية نيابة عن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء من خلال جدول زمني يوضح المعالم الاساسية لإنجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في فبراير 2014م وفقاً للجدول الزمني للعملية الانتقالية. - عبرت المجموعة عن دعمها لجهود اللجنة لإعداد السجل الانتخابي الالكتروني الشامل ورحبت بالمساهمات المقدمة من المجتمع الدولي لتقديم الدعم الفني والمالي لإجراء الانتخابات والتي تكمل تمويل الحكومة اليمنية. - رحبت المجموعة بالجهود الفنية والتنظيمية المستمرة من قبل فريق الأممالمتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في تنظيم وعقد الانتخابات والاستفتاء. العدالة الانتقالية والمصالحة وحقوق الإنسان: - رحبت المجموعة بتخصيص المبالغ لتعويض ضحايا العنف في 2011 وشجعت بقوة التصديق السريع لقانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية مدركة أهمية الاستجابة لمطالب العدالة والمحاسبة. - واستذكاراً للقرار الصادر في سبتمبر 2012 لتشكيل لجنة وطنية للمساءلة حول ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان، حثت المجموعة الحكومة اليمنية على البدء فوراً بالتحقيقات الشفافة والمستقلة. - عبرت المجموعة عن تقديرها للحكومة اليمنية لالتزامها بحقوق الانسان وشجعتها ايضاً على المزيد من الاستعجال في تنفيذ توصيات مفوضية حقوق الإنسان التي قبلتها الحكومة اليمنية. •الجانب الاقتصادي: - لاحظت المجموعة أن مبلغ التعهدات ال7.9 مليار دولار من قبل المجتمع الدولي في 2012م لدعم العملية الانتقالية في اليمن، ومنه مبلغ 4.4 مليار مقدمة من دول مجلس التعاون، قد تم تخصيص 6 مليار دولار منه والموافقة على 2.7 مليار دولار وسحب 1.8 مليار دولار. وبناءً على هذا التقدم، حثت المجموعة الحكومة اليمنية والمانحين على العمل سوياً لضمان سرعة وفعالية تنفيذ المشاريع الممولة. ودعت المجموعة الدول التي لم تخصص تعهداتها بعد أن تخصصها بدون تأجيل وأن تكون هذه التخصيصات متوائمة مع الأولويات والمشاريع المقرة في البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية 2012- 2104. - وأخذا في الاعتبار الوضع الحساس في اليمن، أكدت المجموعة على أن التعهدات المعلنة في الرياضونيويورك في العام 2012 تمثل مبالغ جديدة. - رحبت المجموعة بتشكيل الجهاز التنفيذي الذي سيعمل على تسريع استيعاب تعهدات المانحين ومراقبة تنفيذ المشاريع الممولة عبر المساعدات الدولية وكذا مراقبة تنفيذ سياسة الاصلاحات المقرة في الاطار المشترك للمساءلة. وشددت المجموعة على سرعة إحراز تقدم في تجهيز المشاريع وإعادة البناء ومشاريع بناء القدرات التي سيكون لها أثر مباشر على حياة الشعب اليمني. - أثنت المجموعة على جهود الحكومة في تحسين مناخ الاستثمار وتشجيع الاستثمار في اليمن بما في ذلك من خلال تأسيس منتدى من القطاعين العام والخاص وحثت على تنفيذ الاصلاحات الأخرى المقرة في الاطار المشترك للمساءلة. وشجت المجموعة على استكمال اليمن لمنظمة التجارة العالمية في الوقت المناسب. - عبرت المجموعة عن قلقها من ميزانية الحكومة اليمنية للعام 2013 لاسيما استمرار الانفاق المرتفع على الرواتب ودعم الوقود وارتفاع سعر الفائدة وانخفاض عائدات الضرائب. وأثنت المجموعة على زيادة الانفاق الاستثماري في الموازنة ودعت الى تنفيذها بشكل فعال بالاضافة الى زيادة فعالية الحماية الاجتماعية. وحثت المجموعة الحكومة على تنفيذ القوانين الضريبية والإصلاحات الاقتصادية الأخرى والاستمرار في العمل مع صندوق النقد الدولي لدعم استقرار الاقتصاد الكلي والنمو الاقتصادي. وعلى المدى القصير، دعت المجموعة المانحين الى تغطية كافة تكاليف المشاريع الممولة عبر المانحين كإجراء دعم خلال المرحلة الانتقالية بهدف المحافظة على الاستقرار الذي تحقق للاقتصاد. الوضع الانساني وإعادة البناء: - لاحظت المجموعة بقلق الوضع الانساني الحاد والمستمر والتقارير التي تشير بأن 13 مليون شخص بحاجة الى بعض أشكال المساعدة يمثلون أكثر من نصف سكان اليمن. ورحبت المجموعة بخطة الأممالمتحدة للاستجابة الإنسانية ورصدها لمبلغ716 مليون دولار لتصل 7.7 مليون من الأشخاص الأكثر تضرراً هذا العام وبزيادة 1.6 مليون شخص على العام الماضي. - لاحظت المجموعة أهمية المساعدة الانسانية في الاستجابة للأشد احتياجاً من السكان خلال العملية الانتقالية واتفقت المجموعة على تنسيق دعمها وفقاً لخطة الاستجابة والتدخلات الانسانية الأخرى بهدف الاستخدام الأمثل للموارد. - كما لاحظت المجموعة أهمية اعادة الاعمار للمناطق المتأثرة خلال العملية الانتقالية واتفقت على تنسيق الدعم لإعادة اعمار المباني العامة والخاصة من أجل الاستخدام الأمثل للموارد. * الجانب الأمني: - رحبت المجموعة بالقرارات الرئاسية لإعادة هيكلة وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والتي اعادت تشكيل القوات المسلحة الوطنية. وحثت المجموعة الحكومة اليمنية والشركاء الدوليين المساعدين في اعادة الهيكلة وخطط الاصلاحات على تنفيذ هذه القرارات في الوقت المناسب. - رحبت المجموعة بجهود الحكومة اليمنية في مكافحة الارهاب والتزمت بمواصلة دعمها لليمن في هذا الاطار. كما رحبت المجموعة بالإستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب واتفقت على أهمية مكافحة وهزيمة القاعدة في الجزيرة العربية. وشددت المجموعة على اهمية بذل مزيد من الجهود لتامين بيئة آمنة لأنشطة مساعدات دول المجموعة. - عبرت المجموعة عن قلقها الشديد من التقارير المتعلقة بادخال الأسلحة الى اليمن من الخارج بغرض تقويض العملية الانتقالية وإعاقة مؤتمر الحوار الوطني. - حثت المجموعة الحكومة اليمنية على ممارسة قواتها الأمنية لضبط النفس وتجنب الاستخدام المفرط للقوة في الرد على التظاهرات السلمية. واختتمت المجموعة بالتأكيد على المنعطف الحساس الذي وصلت اليه العملية السياسية في اليمن. ولاحظت المجموعة أهمية وسرعة تنفيذ الالتزامات من قبل الجميع من دون تأخير. وقررت المجموعة عقد لقاءها المقبل في سبتمبر 2013 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لتقييم التقدم المحرز. صدر في لندن في 7 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434 ه. سبأ