عد 30 أسبوعا و 100 جدارية تدخل حملة" الجدران تتذكر وجوههم" أسبوعها الأخير الخميس القادم . تلك الحملة الانسانوية العميقة التي ايقظت فينا اخلاقيات كانت مطمورة : حملة شجاعة وشاقة وبدلالات كبرى، بل لعلها ابرز مخرجات روح الثورة الشبابية ذات الغايات المدنية المعمقة لسلامة الوعي المجتمعي بالتضامن والدأب على الحق . ولقد علمتنا اهمية الانحياز للمسكوت عنه، كما مثلت مؤشر سلامة لما تبقى من احترام ضئيل للعدالة في مجتمع يمحقها جراء نخب سياسية وحقوقية شائخة شديدة الهشاشة واللامبالاة للاسف . الحملة المحكومة بقيمة الضمير تماماً: استطاعت ان تصعد قضية الاخفاء القسري للمتن السياسي والحقوقي المتواطئ بشكل صارخ حتى الآن من اجل اعادتها للهامش كما يبدو بوضوح . غير انها وضعت الجميع امام اختبارات واسئلة محرجة وبالذات سلالة الانظمة المتعاقبة الذين مازالوا يتشدقون بتجاوزهم لآثام الوعي الشمولي مع انهم يستمرون في الاستخفاف بمكابدات ضحايا هذا الملف المتوحش جداً حسب كل معطيات الواقع . وإذ ليس من انتماء كان لحملة الجدران تتذكر وجوههم سوى الانتماء الأنبل للامل الصعب، نشير الى انها لطالما قاومت حملات القبح الاستعدائي ضد رسالتها بإصرار المبادئ . بالتأكيد سيظل منجز حملة الجدران تتذكر وجوههم كحملة مبهرة وفاضلة بشدة منجزاً فارقاً وملهماً ضد دناءة النسيان ،بالرغم من مرارة تسويف الحكومة الجديدة عن تبني هذه القضية وفق المبادئ الدولية لمقتضيات العدالة الانتقالية مع ايجاد آليات حمائية لعدم تكراراها. و بالطبع لا احد يجاري مراد سبيع ورفاقه في مغامرة مبادرتهم الفردية البسيطة التي خاضوها بعنفوان وجسارة بين شوارع صنعاء واب الحديدة وتعز من اجل تكليلنا بمحمولات الصنيع القيمي الفذ فقط .. مجرد تحية تقدير لإبطال حملة الجدران تتذكر وجوههم الذين تماهوا مع مشاعر اسر ضحايا الاخفاء القسري في محاولة محترمة لجبر ضررهم وإعادة الاعتبار لحقهم المهدور بإبراز معاناتهم في عدم معرفة مصير احبائهم وهي ماساة مفتوحة تتفاقم كل يوم .