تمر بلادنا بحوادث جسيمة كان لها وسيكون لها الاثر الكبير على مستقبلها ، وسينال المواطن منها النصيب الاوفر ، فإن وضعاً كهذا بدأ يشغل اوقاتنا ويسيطر على كل جوارحنا وينعكس على نفسياتنا ويتأثر بها العقل الباطن ، فليس هناك استغراب ان تظهر من سلوكياتنا في الصحوة والمنام تأثير ما يعتمل بالبلاد من حوادث واحداث . وهذا ما حدث بالفعل عندما زارني في المنام طيف العصيان وما يصاحب ذلك من حوادث وما كبتهُ في نفسي من شجون لم احدث الناس بها فكانت زيارة المنام " لقد تراءى لي ان العقلاء تدارسوا نشاطهم العصياني وتأثيره على المواطنين وانكاسه على حياتهم وانهم قرروا تعليق هذا النشاط ، وإذا بأحد الاشخاص يخرج ويحمل عصا ويقول لابد من العصيان بالرضى أو بالصميل " . فصحوت مستبشرا وتنفست الصعداء واثنيت على التعليق للعصيان والتعقل والوعي على تقييم كهذه الفعاليات طالما ان سلبياتها قد طغت على إيجابياتها وان شابه في الحلم موقف ذلك الشخص حامل العصا … ولم ازل اهيم في هذا البحر من الاماني ولشجون حتى فوجئت بخبر المليونية المستحدثة والاعتصام المفتوح والذي سيستمر اسبوعا وغيرها من تصريحات التصعيد يومين كل اسبوع وهلم جر ، فأحسست بكآبة اذا كيف ستعيش هذه المدن واهلها اسبوعا وهي خارج الجاهزية المعيشية أو عده أيام في الشهر . فالمعروف أن العصيان المدني يقوم على مبدأ اللا عنف واللا أكراه ، وهو من وسائل الاحتجاج السلمي الحضاري ، ولا يكون العصيان فاعلاً بدون مشاركة النقابات والاتحادات والتي من شأنها أن تؤثر على الدوائر الحكومية وأيضاً شل حركتها وتؤثر على دخل الدولة والضغط عليها . إلا أن يكون العصيان المدني كما يدعى من الشارع وفي فقطع الطريق ، وقطع ارزاق الاخرين ، ومنعهم من مزاولة عملهم عنوه وبالقوة ، فلن يتضرر من هذا العمل سوى المواطن البسيط ويخرج هذا العصيان من مبدأه ، ويعود بنتائج عكسية على الداعين له ، ويزيد من حده التوتر ويرفع من حالة الاحتقان . اليس هناك رجل رشيد يقيس ويسدد ويقارب ليحصد هدفه في اقل عدد من الخسائر؟ اليس هناك قيمة للزمن في حياتنا ؟ هل اصبحت الامور تتداعى الى المواقف السلبية دون النظر الى نتائجها؟ اليس هناك اساليب اقل ضررا وأمضى نتائج ؟ اسئلة اسوقها في صحوتي فهل لها في صحوتي او منامي جوابا ؟ .