بقلم: يوسف عمر باسنبل أشارت صحيفة حضرموت اليوم في أحد أعدادها السابقة إلى أن كتّابها والمساهمين فيها يقومون بنشر موادهم في أكثر من صحيفة وموقع إلكتروني للمادة الواحدة وحذرت إلى أنه سيتم تجاهل أي مادة تتكرر كون الصحيفة تهدف إلى أن تكون المواد الواصلة إليها حصرية وخاصة بها وهذه الظاهرة أنتشرت اليوم وسبق وأن أشار إليها بعض الزملاء لزملائه ممن يغرقون المواقع الإلكترونية بالمقال الواحد وبالتالي لانشهد التجديد إلا في بعض المواقع التي تعتمد على التميز والحصريات وربما نقع فيها مع كثير من الزملاء . في كتاب التشريعات الإعلامية للأستاذ الدكتور أحمد باسردة قال أن معظم القوانين تعد الصحف عملا إبداعيا وأن الناشر هو صاحب حق المؤلف على الصحيفة بإعتباره مصنفا جماعيا ولايجوز لأي شخص القيام بتصوير الصحيفة في صورة فوتوغرافية وتوزيعها أو بيعها ويتعتبر هذا إعتداء على حق الناشر الذي قام بإصدار المصنف ووجب العقاب وفق القانون ولكن هذا لايخل إنه إذا كان الكاتب يرتبط بعقد عمل مع الصحيفة التي يعمل بها والواقع أن إرتباط الصحفي بعقد عمل مع الصحيفة من شأنه أن يؤثر في حقه كمؤلف في عنصريه الأدبي والمادي وبالنسبة للعنصر الأدبي فأن الأصل أن يكون للمؤلف الحق في تقرير نشر مصنفه وفي تعيين طريقة هذا النشر . ولكنه يضيف أن الصحفي قد يفقد هذا الحق فيما يقدمه للنشر في الصحيفة فالصحيفة هي التي تملكنشر مايقدمه وهي التي تحدد طريقة النشر وموعده … والأصل أن يكون للمؤلف وحده إدخال بعض مضامين التعديل ولكن الصحيفة تملك بالنسبة لما يقدمه الصحفي أن تعدل فيه أو تضيف بل إنها قد تعيد كتابته من جديد ومع ذلك فإن تحديد نطاق حق الجريدة في هذه الحالة يرجع للعرف الصحفي وإذا كان من حقها إجراء تعديلات يقتضيها النشر أو إختصارا فأنه لايجوز لها أن تدخل تعديلات تمسخ أفكار الكاتب . وفيما يتعلق بحق المؤلف المادي وهوه في إستغلال مصنفه ماليا باية طريقة من طرق الاستغلال فأنه لايجوز لغيره مباشرة هذا الحق دون إذن كتابي منه وإن كان توقيع الصحفي في العقد يؤثر على إستخدامه هذا الحق ولايعني أن يفقد مايقدمه من إنتاج إلى الجريدة طبيعته بإعتباره ثمرة فكره وإبتكاره ولن لايجوز للصحفي أن ينشر في كتاب أو أن يدفع عن طريق الإذاعة أو التلفزيون ماسبق أن قدمه للجريدة التي يعمل بها من مقالات قبل إذن النشر كما لايجوز له أن يقدمها للنشر في جريدة أخرى دون موافقة الجريدة التي يعمل بها ويلاحظ أن الكتاب الذين يقدمون غنتاجهم إلى الجريدة دون أن يرتبطوا بعقد عمل فإن حق الجردية إدخال تعديلات محددة من قبلها ولايجوز لها نشر مقالات أو كتابات دون موافقة أصحابها . أعتقد على الرغم من أني لست من اصحاب الباع الطويل في المجال الإعلامي بأن ماكتبته حضرموت اليوم ينطبق على ماذكره الدكتور باسردة في كتابه مع الملاحظ أن صحفنا هنا لاتوقع عقودا مع كتّاب المقالات لكن تمنحهم حقوق الإنتاج الفكري لتضمن أن يكتب هؤلا خصيصا لهذه الصحيفة التي يتعاملون بها بدلا من توزيع المادة الإعلامية أو المقال الواحد على أكثر من مطبوعة وموقع إلكتروني وكأنه بيان رسمي صادر عن هكذا مؤسسة ….