بقلم: محمد بالفخر من ألطاف الله على شعب الجنوب أن الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب منذ الاستقلال عن بريطانيا بكافة تفريعاته من يمين رجعي إلى يسار انتهازي إلى حزب طليعي من طراز جديد انه وقّع اتفاقية الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية في 30نوفمبر 1989م وأصبحت حقيقة في 22مايو1990م انه أقدم على هذه الخطوة دون الرجوع لشعب الجنوب يستفتيهم في الإقدام على هذه المرحلة الجديدة التي سيدخلهم فيها في ذلك الوقت طبعا . وهذه نقطة سلبية في تلك الاتفاقية. وما تلا 22مايو من استفتاء شكلي على الدستور الذي أعد سلفا ومنذ مرحلة الحرب الباردة وبعد اتفاقية هشة بين الدولتين ((برعاية كويتيه)) وكان هدفها نزع فتيل التوتر القائم على حدود الدولتين وكان إعداد ذلك الدستور كتأدية واجب لإحدى اللجان التي انبثقت عن تلك الاتفاقية فكان ذلك الدستور . وكان ذلك الاستفتاء فيما بعد كغيره من الاستفتاءات التي تجري في العالم العربي ذات النسبة المعروفة 99.99% وما استفتاء العراقيين بالإجماع على زعامة الشهيد صدام حسن رحمة الله عليه قبيل الغزو الأمريكي للعراق عنا ببعيد وكذلك آخر انتخابات برلمانية في عهد المخلوع حسني اللاّ مبارك في مصر كذلك .فكل تلك النتائج كانت تعد سلفا كما حصل للدستور اليمني عام 1991م. وقد عرف النظام اليمني منذ ذلك الوقت تلك الثغرة السلبية في الاتفاقية وان ذلك الاستفتاء قد جاء بصورة شبيهة استفتاء آخر بنفس الطريقة وهي انتخابات 1993م التي حصد فيها الحزب الاشتراكي اليمني معظم المقاعد البرلمانية باستثناء اثنين أو ثلاثة إذا لم تخني الذاكرة باتفاق مسبق مع الشريك الآخر لإضفاء نوع من الشرعية على تلك الانتخابات على الرغم ان من فازوا من المؤتمر في ذلك الوقت هم في الاصل ينتمون للاشتراكي وقد القوا ببطاقات المؤتمر في صيف 1994 في اقرب زباله ومعها بيان انسحاب من المؤتمر بأفضل عبارات النحو والصرف في اللغة العربية . وإذا نظرنا الى تلك الانتخابات فإنها استفتاء مقابل الاستفتاء الذي تم على الدستور. وبعد 1994ركز النظام اليمني المنتصر في الحرب على أهمية الحصول على الشرعية وفق مبتغاه وحقق ما يريد من خلال وجوه جنوبية معروفة تم تركيزها في السلطة كأشكال ديكورية ليس إلا لتجسيد الشكل الوحدوي للدولة وحققت هي الأخرى مزيدا من المكاسب الشخصية لذواتها ومقابل هذا الدور أمام المجتمع الدولي . وأمام المد الثوري الذي أتى به الربيع العربي ظل النظام اليمني مقاوما حتى آخر نفس بفعل الظروف الداخلية والخارجية حتى تم الإتيان بمبادرة الخليج التي حفظت لرئيس النظام مكانته حتى لا يسقط السقوط المدوي كما حصل لزملائه الثلاثة ((بن علي ومبارك ومعمر )) وكان من أسوأ ما في تلك المبادرة المفصلة تفصيلا خاصا تهميشها للقضية الجنوبية . وستأتي انتخابات فبراير من هذا العام لتضفي مزيدا من التهميش لها وخاصة إن الرئيس التوافقي جنوبي الأصل. ولهذا تنادي أبناء الجنوب في كل المهرجانات لمقاطعة الانتخابات والتي بلا شك سيسعى النظام اليمني بدعم من المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن لفرضها بالقوة في الجنوب على وجه التحديد وما قام به الجنوبيون من إحراق للبطاقات الانتخابية ليس كافيا ولم يكن موفقا من وجهة نظري الشخصية حيث كان يفترض أن تقوم لجان بتجميع تلك البطاقات وتسليمها للسيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن كهدية عملية لرفض أي شرعية قادمة سيفرضها قرار مجلس الأمن أو المبادرة الخليجية ولكن حصل ما حصل فما على أبناء الجنوب في هذه المرحلة إلا أن يكونوا أكثر ايجابية في توحيد صفوفهم على رؤية واحدة ينطلقون منها لتحقيق متطلباتهم بعيدا عن التشرذم والتهميش والإقصاء فهم وحدهم من سيؤكد شرعية هذا النظام أو إسقاط هذه الشرعية. خاتمة من الشعر الشعبي الحضرمي : للشاعر رمضان باعكيم الانتخابات أقبلت سكينها من غير حد لان الكوارث والمطر والسيل صدّى بالحديد معاد حد با ينتخب شلة عبيدون وعبد ما قاصر الاّ ما نقع لأهل النعيرية عبيد