تنبيه من الشيخ المعلم حول عصيان يوم الأربعاء الحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليمًا كثيرًا، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: أيها الاخوة المؤمنون: يقول الله عز وجل: ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )- [الأحزاب : 58] والرسول عليه الصلاة والسلام أيضًا يقول: ( لا ضرر ولا ضرار ) ويقول وهو يتكلم عن أدب الطريق: ( أعطوا الطريق حقه ، قال وما حقه ، قال : كف الأذى …) وذكر بقية آداب الطريق، وقال صلى الله عليه وسلم: ) اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد – يعني عند موارد الماء – وعلى قارعة الطريق والظل ) . أي أن وضع الأذى في هذه الأماكن يجلب لصاحبه اللعن، هذه النصوص الصريحة في كف الأذى وفي منع الضرر، وأن المسلم لا يجوز له أن يعمل عملاً فيه ضرر على نفسه أو على إخوانه المسلمين أو أن يكون فيه أذىً يؤذي به غيره من الناس، وهذا أمر معلوم والحمد الله من حيث التنظير معلوم، لكن قد يكون هناك خلاف هل الذي أفعله هذا أذىً أم لا ؟ هل هو ضرر أم لا ؟ هل هذا الضرر يحتمل في جانب المصالح الأخرى أم لا ؟ هذه أمور أخرى، لكن أصل الضرر وأصل الأذى أمر ممنوع . أيها الأخوة وإذا نظرنا الى ما يحصل يوم الأربعاء من العصيان المدني الذي يتخذه بعض فصائل الحراك وسيلة من وسائل الضغط ووسائل التصعيد، الذي يريد أن يصل بها الى هدفه ويحقق بها برنامجه، فنجد أنه ضرر على الناس من غير أن تتضرر الدولة التي هي المقصود من هذا التصعيد، وأذى للناس ومن غير أن يتأذى لا رئيس ولا وزير ولا رئيس وزراء ولا مجلس نواب ولا غيرهم من المسؤولين لا في صنعاء ولا في حتى حضرموت، لكن الذي يتأذى به المريض الذي يراد نقله الى المستشفى فيجد الحواجز والمطبات والإطارات المشتعلة في طريقه، يتضرر به الطالب الذي يمنع من الوصول الى مدرسته فيحرم، ونحن كما تعلمون لم يعد عندنا إلا خمسة أيام للدراسة ثم يؤخذ منها يوم الأربعاء فلم يبقَ إلا أربعة أيام، وعندنا ما أكثر الإجازات الموسمية، فهذا الأسبوع يمكن ما درس الناس إلا ثلاثة أيام فقط فيه، فهذه أذية للطلاب والمدرسين، أذية للتجار الذين يتضايقون ويتأذون بمنعهم من فتح دكاكينهم، أذية للعمال الذين يشتغلون بأجرة يومهم ، ربما أحدهم لا يجد لأولاده إلا ما يجده من عمل ذلك اليوم فإذا منع ماذا يصنع؟؟! : فيا أيها الاخوة نداء من القلب.. ليس تهجمًا .. وليس بناءً على أي شيء آخر .. ولكنه نداء، والله نداء بالإشفاق، نداء بالمحبة، نداء بمراجعة العقل في هذا الاتجاه، فلينظر هؤلاء الإخوة الأعزاء القائمون على هذا الأمر، يراجعوا أنفسهم، ويراجعوا الخسائر والأرباح التي تترتب عليها، وأنا أظن أنهم سيجدون الخسائر على البلاد والعباد، فأقول لهم: اتقوا الله، راجعوا أنفسكم، كفوا أذاكم عن إخوانكم؛ لأن كثيرًا من الناس يدعون عليكم ، كثير من الناس يلعنونكم كما يلعن الناس من بال أو تغوط في طريقهم أو في مواردهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، كثير من الناس يحملون عليكم الغل في نفوسهم ، كثير من الناس ينظرون اليكم نضرة أخرى تشوه هذه الصورة التي تريدونها أن تكون ناصعة وقوية. فاتقوا الله، راجعوا أنفسكم، أفرجوا عن الناس، لا تحرجوهم، لا تؤذوهم ، اتخذوا وسائل أخرى ليس فيها ضرر على الناس , لا مانع لكن الأذية كما تعلمون وكما قرأنا من نصوص لا تجوز ( لا ضرر ولا ضرار ) فاتقوا الله ونحن جميعًا على كل ما فيه صلاح هذه البلاد ،وكل ما فيه رفعتها، لا نرضى بظلم ظالم، ولا بتسلط متسلط، ولكن بالحدود التي لا يكون فيها مخالفة لأمر الله أو أذية لعباد الله .