* حققت الهبة الشعبية الجنوبية نجاحاً كبيراً بعد إنطلاق حشودها الثورية ومسيراتها السلمية الحاشدة المباركة في مدن وقرى وشوارع وساحات الجنوب في ال20 من ديسمبر الجاري بعد صلاة الجمعة الفائتة في جميع عموم الجنوب المحتل, إستجابة لبيان تحالف قبائل حضرموت, وألتفت معها مكونات الحراك وأطياف المجتمع الجنوبي وقبائله ملتحمين بأخوانهم أبناء قبيلة الحموم بعد مقتل زعيمهم الشيخ سعد بن حبريش, ولحقت بها قبائل الجنوب من أقصاه إلى أقصاه في ركب النضال المصيري المشترك, وها هي الهبة الشعبية الجنوبية تدخل مرحلتها النضالية الثورية التحررية بوعي ونضوج سياسي وبسلمية الأهداف والأساليب التصعيدية وبمفاهيم ومبادئ حضارية, إلا من دفاع عن النفس, في مشهد غير مسبوق, صوب إنجاز كامل أهداف الهبة الشعبية الجنوبية المظفرة. * هبة شعبية جنوبية سلمية مباركة, ترعاها عناية الرحمن, ثورة المقهورين المضطهدين بإنتفاضة عارمة أربكت قوات الأحتلال وأفقدته توازنه وما إستخدامه للطيران والدبابات وقصفه بوحشية للجنوبيين وقبائلهم ولمنازل وبيوت المواطنين في الأحياء السكنية وترويعه الآمنيين والأطفال والنساء وقصفه العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة للأبرياء, تصف حالة التخبط لجيش الإحتلال الذي يضع كل المراقبين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان العالمية, أمام حقيقة مفادها بأن أبناء الجنوب ودمائهم مستباحة ورخيصة ولا حُرمة لها عند قوات الأحتلال اليمني الغاشم فالطيران الذي يقصف الجنوب وشعبه الأعزل لم يشهد له أحداً بأية طلعات أو غارات جوية على قبيلة من قبائل الشمال, بل ولم يشهد له بقصف لأي قرية من قرى الحوثي الذي أخذ بقوة السلاح حكماً ذاتياً حاملاً السلاح لسنوات طويلة ضد نظام صنعاء. * عشرات الشهداء للهبّة الشعبية الجنوبية وحصيلة كبيرة من الجرحى والمعتقلين والمخطوفين القابعين في زنازين قوات الإحتلال وإستقدامه مؤخراً للتعزيزات العسكرية والمقاتلين من الشمال ماهي إلا محاولة يائسة لوأد ثورة وهبة الجنوب وإجهاض إنتفاضته المظفرة, يعيد بذاكرتنا إلى الوراء في آخر محاولة للإحتلال البريطاني قبل جلائه حينما أوغل في القتل بالطيران الحربي وضربه بمختلف الأسلحة للثوار وبيوتهم وقراهم وإنتهك حرماتهم وسفك دمائهم واعتقل مئات وآلاف من نشطاء الثوار وتعذيبهم في سجونه البغيضة, وجلبه تعزيزات عسكرية كبيرة معززة بالجنود والعتاد الحربي المتطور, كان بمثابة آخر مسمار يدقه في نعشه, فقوافل الشهداء في صفوف الثوار الأحرار وسيل عارم من دمائهم الطاهرة, زادت من عزيمتهم وتصعيدهم الثوري فأندفعوا ثائرين مكبدين قوات العدو خسائر فادحة لم تكن في حسبان عقليته البربرية, فأوصله غروره وغطرسته وهمجيته وطغيانه إلى تسريع جلائه من تراب الجنوب مجرجراً أذيال الهزيمة مغادراً الجنوب إلى مزبلة التاريخ, فهل يعتبروا الساسة في الشمال من صفحات التاريخ النضالي للشعوب المقهورة وخصوصاً تلك الشريحة التي تستحوذ على عقلياتهم ثقافة القوة والقتل وإراقة الدماء, وما الهبة الشعبية إلا محصلة لتراكمات مظالم وإنتهاكات جائرة من حاكم متجبر لايعتبر إلا بعد فوات الأوان!!. والله سبحانه من وراء القصد,,