عجبا لزمن تكون فيه المسميات بغير أسمائها على أرض الواقع , ويصير فيه المظلوم ظالما ,ويكون فيه الماء للظمآن سرابا , هذا هو حال ذلك المجلس الذي يطلق على نفسه ( مجلس الأمن الدولي ) يحسبه الظمآن ماء فيكون سرابا , لافائدة منه , فأسمه على أرض الواقع لايطابق مسماه ,لأنه لايربط أقواله بأفعاله ,فهو حقيقة ملموسة ليس مجلسا للأمن والأمان , وأنما هو مجلس للرعب الدولي بفيتو ( التهديد والوعيد ) مجلس لا يكيل في قضايا الشعوب المضطهدة والمحتلة الا بمكيالين مختلفين عن بعضهما البعض حسب المصالح والفوائد , مجلس ليس باستطاعته نصرة المظلوم ومحاسبة الظالم ,فلقد أثبت الواقع أنه لايحترم قراراته الدولية , ولا يلتزم بتنفيذها واقعا ملموسا على الظالم , هو مجلس يتلون كما تتلون ( الحرباء ) التي ليس بمقدورها أن تغير لون جسمها كيفما شاءت ومتى ماأرادت , لأن ذلك التغيير خارج عن أرادتها , لأنه في حقيقة الأمر تغيير رباني لحكمة ربانية لحمايتها من أعدائها عبر اختفائها خلف أشياء تطابق لونها , أما ( مجلس الرعب الدولي ) فيكون تغيره حسب مصالحه , وحسب من بيده (رموت كنترول ) ذلك التغيير ,فتارة يدعي أنه مجلس للأمن , فلقد أثبت الواقع بما لايدع مجالا للشك أو التأويل أنه لاأمن فيه ولا أمان , وتارة أخرى يكون مجلسا بيد ( أصحاب المبادرة الخليجية ) الذين لا ترتبط أقوالهم بأفعالهم في تأييدهم لمحتل (الجنوب ) سابقا واليوم , وعند الحفاظ على مصالحه ومصالح (أهل تبعته ) ليكون مجلسا لرعب وتخوييف الشعوب المضطهدة والمحتلة بقوة المدفع والدبابة ,لذلك أثبت الواقع بأن ذلك المجلس صار شكلا ومضمونا مجلسا للتناقضات والتباينات , وفي كثير من الأحيان يكون هو السبب الأول والمباشر في استمرار اضطهاد واحتلال الشعوب , فماذا فعل ذلك المجلس لإخواننا ( الفلسطينيين ) المحتلين إسرائيليا منذ عام 1948 م ,هل كان بمقدوره تسليمهم دولتهم المستقلة على أرضهم وإنهاء احتلالهم ؟ وعن الاحتلال اليمني لجنوبنا العزيز أبان حرب 1994 م الظالمة والمستمرة مجازرها البشعة الى اليوم ,هل كان بمقدور ذلك المجلس منع حدوث ذلك الاحتلال ؟ كلا وآلاف كلا لم يحرك ساكنا ,بل صار هو المحتل الأول والفعلي للجنوب ,قبل أن يحتلها الجيش اليمني تحت شعار زعيمهم صالح الذي لم يك صالحا بل كان عفاشا بمعنى الكلمة : ((الوحدة أو الموت )) ,والحقيقة هو(الثروة أو الموت ) ,فكل الذي فعله ذلك المجلس الذي يدعي زورا وبهتانا بأنه مجلس للأمن الدولي هو صدوره لقرارين دوليين رقمي (924 و931 ) أثناء حرب المحتل الشمالي للجنوب ,واللذان نصا على وقف الحرب الظالمة للبادي الأظلم ,واللجوء الى طاولة المفاوضات السلمية ,لحل المشكلة بالطرق السلمية بعيدا كل البعد بفرض حلها بالدبابة والمدفعية , وعندما رأى (مجلس الرعب الدولي ) على أرض الواقع أن حكام صنعاء وعدوا واخلفوا الوعد , وضربوا بذلك ( القرار الدولي )عرض الحائط ورموه في سلة المهملات وفي صورة تمثل ذروة التحدي للشرعية الدولية وقراراتها ,أضطر(مجلس الرعب والسراب الدولي ) الى صدور قراره الثاني برقم ( 931 ) والمتضمن رفضه الصريح دخول ( عدن ) عسكريا معتبرا إياها ( خطا أحمرا ), مطالبا في الوقت نفسه بعدم ضرب المدنيين في عدن ,والمتتبع لمضمون هذين القرارين لمجلس الأمن بل الرعب الدولي يجد في جوهرهما رفض ذلك المجلس القاطع لفرض ( الوحدة ) بالقوة العسكرية ,واحتلال عاصمة الجنوب ( عد ن ) احتلالا (عسكريا ), الا أن ( عفاش اليمن ) الشمالي تحدى قراري ( الشرعية الدولية ) تحديا صارخا ,وأحتل عدن وكل محافظات الجنوب , بعد قتل أبنائها وتدمير أراضيها ونهب ثرواتها وخيراتها , وفرض أمرا واقعا شاء من شاء , وأبى من أبى , فعدم التزام ذلك المجلس بتنفيذ قراريه الدوليين على محتل الجنوب , وأيضا صمته وسكوته عن الحق كشيطان أخرس هو الضوء الأخضر لاحتلال عفاش وعصابته الإجرامية الجنوب الى يومنا ,فما أثبته الواقع الجنوبي الذي لن ولم يستطع نكرانه كائن من كان يمنيا وخليجيا وعربيا وأمميا دوليا هو أن المحتل الأول للجنوب هو (مجلس الرعب الدولي ) الذي حسبه الظمآن ماء فصار سرابا , لأنه ترك( الحبل على الغارب ) لمحتلي الجنوب , فلو نفذ ذلك المجلس قراريه الدوليين ولو باستخدام (الفيتو الدولي ) ,أو ب ( طائرات النيتو ) , كما فعلها مع من قال : (( من أنتم ؟ )) (قذافي ليبيا ) ,لما أصبح الجنوب محتلا الى يومنا , ولضمن الأمن والأمان للجنوب وأبنائه وثرواته وخيراته , وأيضا لكل الشعوب المضطهدة والمحتلة , ولأستحق أن يكون فعلا مجلسا للأمن الدولي ,ولكنه أبى واقعا ملموسا أن يكون عكس مسماه ,فصار مجلسا ( للرعب الدولي ) , وبذلك فقد شخصيته الدولية , فصار( سرابا ) وليس ( ماء ) كما حسبه الظمآن ,ومابرح متناقضا مع نفسه وتكوينه , ومازال يكيل بمكيالين مع قضايا الشعوب المحتلة عسكريا ,فأثناء الحرب على جنوبنا العزيز في 1994 م لاحتلاله عسكريا أرضا وأنسانا رفض رفضا دوليا فرض الوحدة بالقوة العسكرية , واليوم وأمام العالم يرسم لوحة صريحة وشفافة مثلت ذروة تناقضه مع قراراته الدولية مجسدة واقعا ملموسا في دعمه اللامحدود الرسمي العلني ل ( المبادرة الخليجية ) المصممة خليجيا لحل المشكلة اليمنية بين مكونين يمنيين يتصارعان على حكم صنعاء وأخواتها ومن ثم احتلال الجنوب من جديد لنهب كل ثرواته وخيراته وهما ( المؤتمر الشعبي وحلفاؤه ,والمشترك وأعوانه )وكلاهما يمتلك قوة كثيرة من المال والسلاح والقبائل ,فجاءت تلك المبادرة لحل مشكلتهما بالتقاسم السلطوي في حكومة وفاقية لا تحرك ساكنا , بل زادت الأوضاع سوءا ونهبت بالفيتو مرتباتنا مرة عندما دمرت ( أبين الصامدة ) , ومرة أخرى عندما طردت ( السعودية ) أبناءها (اليمنيين ) والتي لن ولم يكن بمقدورها تحملهم على أرضها , فنحن أبناء الجنوب نقول : (( لماذا رفضتم أيها الخليجيون انضمام ( اليمنيين ) الى عضوية ( مجلس التعاون الخليجي ؟ )ولماذا لاتجر بون الوحدة (اليمنية السعودية ولو لمدة شهر فقط ؟ ولماذا تصرون أنتم (أصحاب المبادرة الخليجية على فرض وحدة قتلت وشبعت موتا تحت الثرى ؟ ,ومن عجائب المتشدقين بالديمقراطية أن يفرضوا على الشعوب رئيسا غير ديمقراطي , ( كالمنصور الذي لم ينتصر ) ,الذي تخلى واستغنى عن ( هويته الجنوبية ) ليكون يمنيا ( شماليا ) الى قيام الساعة ,والذي رفضه الجنوبيون بنسبة 90% ففرض عليهم ( خليجيا ودوليا ) ,كفرض تلك الوحدة المقتولة في 1994م بالمدفع والدبابة الشمالية , فصار رئيسا توافقيا وليس ديمقراطيا , لأنه فاقد للشرعية الدستورية , لمنافسته ( نفسه بنفسه بل بظله ) وبكل صراحة لم ينافسه منافس يمني شمالي , فنحن الجنوبيون نقولها صراحة (لمجلس الرعب الدولي والخليجي واليمني : (( لاتفاوض لا حوار … نحن أصحاب القرار )) , وحريتنا باستعادة أرضنا وثرواتنا سنأخذها ,شاء من شاء , وأبى من أبى , (( وأن غدا لناظره قريب