لن أفصل كثيراً فيها فقد اختصرها لنا شيخ الصحفيين كبيرنا الأستاذ (محمد حسنين هيكل) في تحليل الوضع في مصر ومستقبلها القادم فقال : "كأنك كنت والشعب المصرى كله ونحن جميعا فى سيارة كبيرة جدا تتجه إلى المستقبل لكن بشكل ما وعند لحظة معينة سارت السيارة فى الصحراء لفترة طويلة وتاهت وبدأت تتلف الإطارات منها ". فأول العجلات المتلفة كانت بعد قيام "الوحدة اليمنية" التي أهضمت حقوق شعب الجنوب في تسريح جيشه وطمس هوية مؤسساته ، وبعدها أتلفت العجلة الاخرى من السيارة مع قيام حرب "94″ الدامية ، بعدها انطلاق شرارات الانفصال وفك ارتباط جنوباليمن من شماله بعد الوحدة التي أراد " علي سالم البيض " ان يكون فيها "جمال عبدالناصر " الجديد وويحجز له مكاناً في سلم التاريخ الأسود بعد ما انخدع بالأسد المكار "علي عبدالله صالح" وأسقطنا في حفرة لا متنفس فيها ولا نجاة بعد السقوط على دركها ، اتلفت العجلة الثالثة عند قيام ثورة الشباب اليمنية والتي اندس في عمقها رؤوس الافعى السامة وأتلفوا العجلة التي كانت تريد ان توجه مستقبل اليمن الى الافضل كما كان يحلم من خرج الى الساحات ولا ننسى ان شرارتهم انطلقت بلهيب الحراك الجنوبي الذي بدأ ثورته في العام 2007 كما ذكرته سلفاً ليكون أول شعب ثائر في العالم العربي الحديث ، وتسقط السيارة وتنهار بعد صعود لهيب "الهبة الشعبية" والتي لم تحقق الى الان إلا احلاماً وردية لأبناء حضرموت . فهل لنا ان نتغنى بمستقبل افضل "لليمن" بعد تعثر السيارة الكبيرة التي تحملنا وتاهت بنا في وسط الصحراء ؟ أم ان الخوض في عملية جراحية للعجل التالفة كلاً على حداها سيحقق المستقبل الذي يأمل به الجميع نحو الأفضل . الحل الامثل لضمان استقرار اليمن والمنطقة العربية بالكامل (اقاليم – فدرالية – كومفدرالية – أو الحل الاخير الذي ترفضه القوى العظمى جملة وتفصيلا (اعادة اليمن كدولتين جنوبية وشمالية كما هو قبل عام 90م)- كما لا ننسى مطالب العصبة الحضرمية في عودة دولة حضرموت كاملة السيادة ) ….. إذا سنتوصل في النهاية الى طريق معتم إذا لم نتكاتف جميعا ونفرض مصلحة شاملة أولية لضمان الامن والاستقرار في البلاد والعيش الهنيء الذي يطلبه المواطن العادي الذي لا حول له ولا قوة من تعارك الساسة على قضايا راح ضحيتهاهو المواطن نفسه الذي أصبح التائه الذي لا يعرف إلى أي خيار يتجه أو في أي قضية يخوض ……… ويبقى المستقبل يكتنفه شباك من الغموض .