في 21 مايو الكل مدعو للزحف إلى عاصمة الجنوب عدن لإحياء ذكرى فك الارتباط والتي دعا إليها الرئيس البيض.. دعونا نقف قليلاً حول هذه المليونيات والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا جنينا من هذه المليونيات التي تتداعى توالاً كلما انقضت واحدة حتى اتبعانها بالأخرى .. عندما يزحف أبناء حضرموت والمهرة إلى عدن تكون نقطة الانطلاقة هي مدينة المكلا حيث تتجمع قوافل المشاركين وعادة ما يكون التحرك مساءً , وقبل الزحف إلى عدن يكون الزحف أولاً لأسواق القات للتزود بالشجرة الخبيثة والطاقة المميتة وحجتهم في ذلك أنهم وراءهم ليل طويل وهم على متن الحافلات ولابد من شيء يخفف عنهم عناء السفر .. وعند الوصول صباحاً أو ظهراً إلى العاصمة عدن وأول ما تطأ أقدامهم عدن تكون وجهتهم الأولى سوق القات ناسين أو يتناسون الهدف الذي من اجله أقيمت هذه المليونيات وعلى ماذا تكبدوا هذا العناء للوصول إلى العاصمة عدن.. ألم يعلموا هؤلاء أن المحتل يفرح بهذه المليونيات وكما قال أحد باعة القات (المقاوتة) أن أفضل وأكبر ربح لهم من القات يكون في أيام المليونيات والمناسبات الجنوبية ويتمنون أن تكون كل يوم مليونيةأوفعالية جنوبية لأن الجنوبيون في هذه المناسبات ينفقون بسخاء وكرم فاق كرم حاتم الطائي . إذا كانت مليونياتنا في صالح المحتل وفي رفد خزينته بالملايين فما الفائدة منها إذاً ؟؟!! أم أن الأمر أصبح سباق بين الرئيس والزعيم على قاعدة المثل (حماري يسبق حمارك) ومن يحشد اكبر عدد من البشر دون النظر إلى النتيجة أو الهدف حتى امست هذه المليونيات مثل المزار أو الحول لولي الله الرئيس في عدن والأخرى لولي الله الزعيم في المكلا والتبرك بصورة الرئيس وكرسي الزعيم وما ينقصنا إلا التقاط صورة لهذه المليونية ونلصقها على زجاج السيارات الخلفي ونقول (خذلك نظرة وصلي على النبي ). الأمر الآخرما يتعلق بطبيعة هذه الفعاليات والمهرجانات حيث أضحت عبارة عن مهرجانات للخطابات والأشعار و الزوامل والرقصات والاستعراضات والهاب حماس الجماهير المتجمهرة التي اكتظت بهم الساحة لساعة من الزمن وبعدها ينتفض الحضور قافلين إلى حيث ما أتوا و(نفير ياحجاج) دون أن يصاحب ذاك الحراك الثوري أي عمل سياسي يسانده في التقدم بالقضية الجنوبية نحو الأمام , فمن الضروري أن يوازي العمل الثوري تحرك سياسي لرجال السياسة في كسب المجتمع الدولي والإقليمي نحو قضيتنا. أما ما نشاهده في مليونياتنابالاكتفاء بالعمل الثوري هذا ما جعل القضية الجنوبية لا تراوح مكانها سياسياً. فبهكذامليونيات سنظل لسنين وسنين نحي المليونيات والمهرجانات والمزارات دون فائدة ولا نتيجة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو يتوفى الله الرئيس والزعيم ويأتي برجال مخلصون للقضية ولشعبها ولشهدائها ..