م1- بالامس القريب ودع ابناء المكلا والجنوب شاب في مقتبل عمره شاب كان لديه حلم جميل بمستقبل مشرق وامل في الحرية من براغيث الاحتلال. كان نشطا ومتحمسا ومخلصا لقضية يؤمن بها, كان لديه الاحساس بأنه سيسر في يوما ما في ركب الشهداء سيغيب عن الحياة ولن يرى حلمه بعينه يتحقق ومع ذلك لن يثنيه هذا الاحساس من الاستمرار في التظاهر بل زاده حماسة واقداما. محمد سالم بارعيدة استشهد وهو في ربيع عمرة برصاصة الغدر والحقد والغيرة سار في موكب الشهداء مع من سبقوه وجلهم شباب مثله ليهم مالديه من احلام وامال يتمنون ان يصلوها بتضحياتهم مع رفقائهم. نتمنى ان يتفبلهم الله سبحانه وتعالى في واسع رحمته وان يسكنهم فسيح جناته. انه ثمن باهض يدفعة الجنوبيون في سبيل التحرير والاستقلال , خيرة شبابه يتساقطون في ميادين الشرف الواحد تلو الاخر, سالت دمائهم في كل شارع في كل ساحة في كل مدينة, دماء نقية تسيل يوما بيوم ولن تهدئ ارض الجنوب او تركع الى لله سبحانه وتعالى حتى يتحقق حلم شهداءها الابرار في التحرر والاستقلال بعون الله تعالى, ولن يثني الجنوب ذلك الجرم الواضح في حق ابناءه عن النهج الذي انتهجوه في النضال السلمي كونهم شعب مسلم يؤمن بحرمة قتل النفس التي كرمها الله سبحانه وتعالى. م2- الشهيد عيسى هادي بافلح شاب اخر طالته رصاصة الغدر وهو في مقتبل عمره, شاب دفعته الغيرة على ارضه ووطنه ليقول ارحلوا لمن يحتلوا ارضه وينهبوها. طالته رصاصة القتل من كائن يصعب علي وصفه بأنسان وسأكتفي بمخاطبته, كيف طاوعتك نفسك يامن اطلقت الرصاصة ان تضغط على الزناد, الا تدري ماهي النتيجة وماهو الثمن بتوجيه بندقيتك صوب انسان امن, الا تدري ماهو الاذى الذي قد يلحق بمن تصبه رصاصتك, الست جندي, الست انسان, الست مسلم, الست مؤمن بحرمة قتل النفس البرية, اذا لم تكن هكذا فمن تكون اذا. لقد تجردت من ادميتك, تجردت من انسانيتك. كيف طاوعك حقدك وكرهك وغيرتك على من هو افضل منك انسانية وثقافة وعلما ودينا وخلقا على قتله وازهاق روحه الطاهرة, احرمته طفولته, شبابه مستقبله ولا تدري بأي ذنب قتلته او عذرا يبرأك من دمه. ستظل قاتل مسلوب الضمير مسلوب الادمية ستلاحقك نفسه البرية ستيقضك من نومك وستفسد مجلسك ولن تهنئ بيومك لانك تعلم جيدا ان هروبك من قصاص الدنيا لن ينجيك من قصاص الاخرة, اذا استطعت ان تتستر من اعين البشر فعين الله رأتك ولن تنجوا من المحاسبة يوم الحساب. م3- هولاء الفتية الشهداء الذين كانوا في يوما ما جنبا الى جنب مع اخوانهم وزملائهم في مقدمة كل فعاليات الجنوب في كل مسيرات الحراك الجنوبي لابد من ان تكون ذكراهم خالدة في نفس كل مؤمن بالقضية الجنوبية. ساحة الشهداء بكورنيش المكلا والتي منها اطلق الرصاص الحي القاتل على الشباب المتظاهرون, من هذه الساحة استشهد من استشهد وجرح من جرح واعتقل من اعتقل من شباب المكلا فلذلك اطلاق اسم ساحة الشهداء على هذه الموقع هو اقل تكريم لهولاء الفتية الشهداء وتخليدا لدمائهم الزكية التي سالت فيها وروت تربتها بعد ان ازاحوا منها من كانوا مغتصبين لها وينادون بشعارات منافقة, بعد ان سالت فيها الدماء وازهقت الارواح وتكدست التجارة وقطعت الطرقات وانقطع نسيم البحر وهواه العليل عن المساكن والساكنين بالقرب منها واستبدل بالروائح الكريهة من الخيم العفنة والحمامات الهوائية المفتوحة والمخلفات القذرة. لقد رحلوا منها بعد ان اكسبوا الكراهية لانفسهم, رحلوا منها بعد ان اصبحوا اسم مجهول ورقم منقوص في الوسط الجنوبي. انها ساحة الشهداء وبالخط العريض والون الاحمر. م4- بعد هذا الجرم كله بأي وحدة تأملون وعن اي حوار ترجون وعن اية فيدرالية تتحدثون, مااشبه اليوم بالبارحة وما اشبه حكومة التغيير بحكومة ماقبله, انها اسطوانة واحدة ذو وجهين اذا ما انتهى الوجه الاول قلبت على وجهها الاخر. الدماء الجنوبية مازالت تسيل و لارواح تزهق والشهداء يتساقطون والانفس الى ربها صاعدة وفي جنات الخلد مستقرة برحمة خالقها. اذا من المذنب والقاتل اهو النظام البائد الفاسد الظالم ام هو الفكر الشمالي والعقلية القبيلية المتخلفة والتي للاسف يركع لها ويسجد كل ذي عقل وفكر من ابناءهم, ام هو مبدء متفق عليه يختلفون فيما بينهم ويتفقون على الجنوب, واعتقد ان هذا المبدء هو الاقرب للواقع, والا بماذا نفسر استمرار القمع والقتل والتنكيل بأبناء الجنوب مستمر, الم تكن شعارات الثورة الحرية والديمقراطية واليمن الجديد اين تلك الشعارات من واقع الحال في التعامل مع ابناء الجنوب اين الحرية والديمقراطبة التي كانوا يتشدقون بها اهي اهازيج واناشيد يرقصوا عليها في ساحاتهم فقط ام انها شعارات مطلية بالشمع ما ان اشرقت شمس المبادرة الخليجية حتى ذابت وتلاشت. بقلم: محمد احمد باوادي