تزامنا مع اليوم العالمي للإمتناع عن التدخين الموافق 31 من شهر مايو من كل عام ، أحببت أن أبعث بهمسات في أذن كل مدخن ، همسات ممزوجة بالصدق ،محملة بالنصح ، خالصة من القلب إلى القلب ، لعلها تلقى آذانا صاغية فتوفق إلى غرضها المنشود. عزيزي القارئ : لا يشك عاقل في ضرر التبغ بأنواعها المتعددة ( السجائر والشمة والمضغة وغيرها)، لكن كما قيل أن كل ممنوع مرغوب ، فإلى كل مدخن على وجه الخصوص ، وإلى كل مصلح في هذه البلاد ليكون سفيراً، مكافحاً ضد هذه الآفة التي غالبا ما تكون بمثابة البوابة الرئيسة للولوج إلى تعاطي المخدرات وغيرها من السموم التي تضر بالعقل والمال والنفس. الهمسة الأولى: لِم التدخين: الغالب على المدخنين ومتعاطي التبغ بأنواعه يظنون أنه جالبٌ للسعادة،طاردٌ للهموم ،مريح للبال ،مولدٌ للطمأنينة، ولكن الحقيقة على نقيض ذلك تماماً ،بل هو سبب كل بلية ،وهو الوباء الأكثر خطراً ،والأشد ضرراً على الصحة والحياة، فلماذا إذاً هذا العناء والبلى !!؟؟ الهمسة الثانية: كن قدوةً: إن المتعاطي ( للتبغ بأنواعه) يكون منبوذاً عند المجتمع إلا ممن على شاكلته ، منبوذاً لضره الآخر (غير المدخن ) ، فلا يراعي المدخن في سبيل شهوته البائسة صغيراً، ولا يحترم كبيراً ،همه الوحيد إشباع رغبته الزائفة بذلك الدخان الخبيث ، بل ربما تعاطى هذه الآفة أمام أبنائه ثم يطلب منهم أن يكونوا غير مدخنين ..وقد قيل (من شابه أباه فما ظلم )، فإذا أردت أبناءك صالحين فكن قدوة لهم في ترك كل مضر ، وطبّقه بأفعالك ، لا أقوالك…وكن قدوة صالحة في المجتمع بأسره . الهمسة الثالثة: أرقام ناطقة : إن الأرقام والإحصاءات عن التبغ صادمةٌ ، فالسبب الرئيس لمرض السرطان والذي يمثل نسبة 33%تقريبا هو التبغ بمختلف أنواعه واستخداماته وهو سبب رئيسي أيضا لامراض القلب وتصلب الشرايين. وقد أفردت مجلة (لي فيجارو) الفرنسية ملحقا خاصا عن التدخين ضمن ما صدر عن منظمة الصحة العالمية حول التدخين: * 50% من حالات الإصابة بالسرطان قبل سن 65 عاما سببها التدخين. * 36% من الوفيات فيما بين 35-65 عاما سببها التدخين. * 40% من المواليد تتأثر صحتهم بسبب تدخين والديهم من حولهم. * عدد من توفي في القرن العشرين بسبب التدخين بلغ (100.000.000) مائه مليون أي أكثر من عدد القتلى الذين سقطوا خلال الحربين العالميتين. * عدد الوفيات السنوية جراء التدخين من الرجال (3.500.000) ومن النساء(500.000) أي ما يقارب ال (4.000.000) أربعة ملايين شخص. * من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى (10.000.000) عشرة ملايين شخص بحلول عام 2025م. * عدد المدخنين في العالم اليوم= ( مليار ومائه مليون شخص!!!). * نسبة الرجال منهم 47%. * نسبة النساء 12%. وقد نُشرت دراسة في جريدة الرياض في عددها ( 11590) لجامعة من جامعات اوروبا تقول { أن مع كل سيجارة يفقد المدخن من عمره 11دقيقة ، ومع كل علبة 3ساعات و40دقيقة}، وهذا لا يعارض ما قدره الله من الآجال لكل مخلوق ، ولكن ذلك من جملة الأسباب التي يقدرها الله ،بحيث أن المدخن ينقص من عمره ذلك القدر الذي يعيشه مثله من الناس في الظروف الاعتيادية)). إن الأرقام ناطقة ٌ و صادمةٌ بمساوئ التدخين وأمراضه،،ولكن لا يسمعها إلا صاحب التدبير الحكيم. ختاماً أتمنى من كل مدخن أن يعي المشكلة التي هو فيها ويتخلص منها ، وهو أكبر من أن يكون أسيرا لسيجارة ،اخي المدخن عليك بالبدائل كالمسواك ، ثم التدرج في الإقلاع للوصول إلى المرحلة النهائية ، وكن عازماً على تغيير حياتك بترحيل تلك السيجارة لتعيش عيشةً رائعة، وسترى التغيير في حياتك . ولمن لم يستطع الإقلاع أو من لم يقتنع بعد بجدوى وأهميه هذا الاقلاع ودوره في أن يعيش حياةً سعيدةً لنفسه واسرته خالية من أضرار هذه النبتة القاتلة فعليه بزيارة عيادة الإقلاع عن التبغ بكل أشكاله بمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان.